مفاوضات سد النهضة.. هل تنجح أمريكا في إعادة الدول الثلاث إلى مائدة الحوار؟
كتب- أحمد مسعد:
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وكل من فيكتوريا نولاند، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، والسفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وتوماس سوليفان، نائب سكرتير رئيس الأركان الأمريكي، والسفيرة باربرا ليف، من مجلس الأمن القومي الأمريكي، وذلك في إطار ما تشهده العلاقات المصرية الأمريكية من تطورات أخيرة، خاصة عقب إرسال مبعوث أمريكي لمنطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى جهود مصر في التوصل لهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما قابل ذلك من إشادات أمريكية.
قال عدد من الخبراء والمحللين إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي تأتي في إطار سعي الولايات المتحدة، لحل أزمة سد النهضة والتوصل لاتفاق عادل وقانوني يضمن حقوق مصر المائية.
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة بلينكن للقاهرة في هذا التوقيت، واحدة من مكاسب الدبلوماسية المصرية والتحركات الإقليمية التي مارستها القاهرة مؤخرًا، لا سيما في ملفات الوضع الليبي ومنطقة شرق غاز المتوسط، والأهم في الوساطة بين الجانب الفلسطيني وإسرائيل، مشيرًا إلى أن أزمة سد النهضة كانت حاضرة بالتأكيد على طاولة المناقشات.
وأضاف بيومي لـ"مصراوي" أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحرك بشكل مؤثر في الملف الإثيوبي فيما يخص ملف حقوق الإنسان بعد إرسال أكثر من مبعوث، وعلى رأس الملف قضية إقليم تيجراي، لافتًا إلى التحول الدراماتيكي في العلاقات الأمريكية المصرية من خلال استقبال المبعوث الأمريكي وتأكيد سياسة مصر الرشيدة تجاه سد النهضة والمتمثلة في رغبتها باستكمال التفاوض عبر الشراكة الدولية، ومنها مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، بينما على الطرف الآخر ترفض إثيوبيا الوساطة الدولية، ما يعزز نوعًا من أنواع فرض سياسة الأمر الواقع.
ولفت وزير الخارجية الأسبق إلى أن العلاقات بين الدول لا تقام إلا على المصالح المشتركة، مؤكدًا أن مصر قالت كلمتها وأدركتها الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ملخصها عدم التفريط في حقوقها المائية بجانب تفهمنا للتنمية في إثيوبيا، ومن هنا يقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية لعب دور أكبر، خصوصًا أن كل الأطراف المتنازعة مصر والسودان وإثيوبيا حلفاء لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن الدبلوماسية المصرية كل يوم تحقق نتائج طيبة على جميع الأصعدة، سواء مع الشركاء الإقليميين أو مع الأشقاء في منطقة القرن الأفريقي ودول حوض النيل، مضيفًا: "حال قررت إثيوبيا الاستمرار في عمل أحادي يضر المصالح الإقليمية ستصعد من لغتها الدبلوماسية والقانونية، ما قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمنع إشعال فتيل الأزمة من خلال توحيد الرؤى بين الدول الثلاث".
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لوزير الخارجية الأمريكي منذ تولي الرئيس الأمريكي جون بايدن الرئاسة الأمريكية خلفًا للرئيس دونالد ترامب.
وقال الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي لأول مرة إلى مصر، وبعد الدور الكبير الذي قامت به مصر في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تعكس الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
وتابع شراقي، في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن الدعوة الأمريكية للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف في أزمة سد النهضة، والتي دخلت في مرحلة خطيرة، نتيجة ضيق الوقت واستمرار التعنت الإثيوبي والإصرار على تنفيذ الملء الثاني في يوليو المقبل دون اتفاق، لافتًا إلى أن التحذيرات المصرية القوية من تصريحات الرئيس السيسي والتقارب المصري السوداني الذي أسفر عن ثلاث مناورات عسكرية في أقل من 6 أشهر، والبروتوكولات العسكرية والاستخباراتية مع دول الطوق لإثيوبيا، مثل السودان وجنوب السودان وأوغندا وكينيا وبوروندي والزيارة التاريخية للرئيس السيسي لجيبوتي الدولة الأهم لإثيوبيا ومتنفسها الوحيد نحو العالم ومنفذها التجاري الأول مع الخارج، كل ذلك دفع الولايات المتحدة للتحرك السريع وبأعلى مستوى، ممثلا في وزير الخارجية لمناقشة قضايا المنطقة المهمة وعلى رأسها سد النهضة.
كما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال زيارة المبعوث الخاص بالقرن الأفريقي، بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة أمس بدفع الدول الثلاث إلى العودة إلى المفاوضات في أسرع وقت، للوصول إلى اتفاق قبل التخزين الثاني في يوليو المقبل.
فيديو قد يعجبك: