إعلان

مقرئون حول العالم (3)- طريق "مجلي" مع القرآن من بنغازي إلى العالمية

10:38 م الثلاثاء 27 أبريل 2021

القارئ عبدالرحمن مجلي من ليبيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

وسط مجموعة من الأطفال جلس عبدالرحمن مجلي داخل مركز لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة بنغازي الليبية، يدون بأنامله الصغيرة على الألواح ما تيسر من آيات الله بينما عيناه مشدوهتان إلى شيخه الفاضل، يحفظ عنه المصحف برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، وهي الأشهر في ليبيا منذ عقود طويلة، لم يكن يدري حينها أن الزمن سيحمل له خطوات سعيدة في الدروب القرآنية.

تمكن مجلي من تحقيق إنجازات في المسابقات المختلفة للقرآن الكريم بجانب تفوقه الدراسي وتخرجه من كلية الطب بجامعة طرابلس، آخرها فوزه بالمركز الأول في فرع حفظ القرآن الكريم والابتهال بقراءة كاملة في مسابقة بورسعيد الدولية خلال الدورة الرابعة التي أُطلق عليها اسم الشيخ محمود خليل الحصري، عقب اختبارات عدة وتصفيات بين عشرات المتنافسين.

وحفظ الشاب الثلاثيني القرآن كاملا وهو مايزال ابن الـ 11 عاما، حيث شق طريقه مبكرا "الوالد كان حريصا على أن نحفظ كتاب الله ونعمل به وجعله نبراسا لنا في حياتنا" باهتمام تابعت العائلة مواقيت التلاوة والتحاقه بمركز خاص لتعليم القرآن "بدأت رحلتي مع شيخي عمر محمد إدريسي وأتممت القرآن على يديه وأنا في الصف الخامس الابتدائي".

صار القرآن رفيقه المُفضل "لأنه مع الوقت يهذب النفس، يجعل للدين مكانة كبيرة لدى الإنسان، عندما أقرأ القرآن أعيش بجوارحي وروحي مع السور، ينتابني شعور الأدب مع الله والتأمل في آياته" تمنى التوغل في تلك الدنيا، كلما فرغ من رحلة يبدأ مرحلة أخرى "من أجل الاستزادة من تعلم أحكام التجويد وأبواب الإتقان في الوقوف والحروف لذلك تنقلت بين عدة مشايخ أخذت منهم الإسناد".

أراد مجلي بصورة جلية الوصول إلى مكانة أفضل في تلاوة القرآن الكريم "ساعدني في ذلك مشايخي عبدالمنعم المقصبي وأحمد محمد خليل الزروق، فضلا عن الشيخ أحمد محمد جادالله" احتاج الشاب الثلاثيني أن يقطع مسافة نحو 200 كم من بنغازي إلى مدينة البيضاء من أجل القراءة أمام "جادالله" ورغم مشقة الرحلة لكن النتائج أثلجت صدره "أصبحت قادرا على خوض غمار المسابقات المحلية والدولية، وكان التوفيق حليفي في أكثر من تجربة".

صورة 1

ويعتقد القاريء المتميز أن أحد أساليب إتقان التلاوة المجودة يعود إلى "كثرة الاستماع إلى المشايخ الكبار من الأصوات الحسنة الشجية أمثال (المنشاوي) و(الحصري) وعبدالباسط عبدالصمد، نستفيد منهم كثيرا ونُطبق قراءاتهم الصحيحة لكتاب الله" ويعتبر مجلي نفسه محظوظا لقدومه إلى مصر مرات عديدة "لزيارة أشقاء أمي في محافظة البحيرة، استمتع عندهم بسماع الإذاعة المصرية والقراء الأفاضل لأنهم أصحاب الباع الأول في التلاوة".

ويحتاج القرآن الكريم إلى عزيمة وتفرغ كما يؤكد مجلي لمصراوي "هي رحلة فيها مزيد من التعب والهمة حتى يصل الإنسان إلى مراده، لكن وقت القرآن يجعل باقي الأوقات تتسم بالبركة" ولا ينسى الشاب الليبي المصاعب التي واجهته حتى يمّن الله عليه بحفظ المصحف وحسن تلاوته "سواء كانت ظروف مادية أو اجتماعية لكن استطعت تجاوزها وأصررت على إكمال مسيرة القرآن" يقولها بحماس.

نظرا لموهبته الواضحة ظهر اسم مجلي كثيرا في المسابقات المحلية ببنغازي "سواء كانت في المدارس والأحياء والجامعات ليحصد مراكز متقدمة في بعضها، والمركز الخامس في مسابقة على مستوى ليبيا" وليذهب من بعدها إلى المسابقات الدولية لأنه يعتبرها فرصة لإصقال مهاراته "كثرة الاشتراك في المسابقات تُنمي وتدرب الطالب على القراءة الأفضل للقرآن، وتعطيك تجربة أفضل حتى تصل للعالمية" وهو طموحه الأكبر.

صورة 2

وعن مشاركته في مسابقة بورسعيد الدولية يعتبرها تجربة مثمرة للغاية "مسابقة ممتازة، جئت إليها بعد تخطي اختبار عبر الإنترنت، واستقبلت فوزي بفرحة شديدة لأنني مثلت بلادي وأسعدت أسرتي بحصولي على المركز الأول" فيما يُشيد بلجان التحكيم والمنافسة القوية مع زملائه من مختلف دول العالم ومصر "وجدت جيل جديد من المقرئين يملكون موهبة كبيرة".

لا تنضب أفكار مجلي المستقبلية بشأن علاقته بالقرآن الكريم "أتمنى أن أستزيد دائما من علوم القرآن والدخول في عالم القراءات بصورة أوسع" في الوقت نفسه لديه خطة طموحة من أجل إنشاء مركز لتحفيظ آيات الله وتعليم أصول الدين في بلاده "حتى أساهم في تخريج جيل صالح، وأن يكون لي لمسة طيبة في نشر كتاب الله وتعاليمه".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان