لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أصبحت ندا له.. الجنزوري في مذكراته: زكريا عزمي سبب تركي للحكومة

02:25 م الأربعاء 31 مارس 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

توفى الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق اليوم الأربعاء عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع مع المرض كانت جولته الأخيرة داخل مستشفى القوات الجوية، بالتجمع الخامس.

وخلال سنوات عمله في رئاسة الحكومة وقت الرئيس الراحل حسني مبارك، لم ينكشف الكثير عن تفاصيل العلاقة إلا عبر مذكرات الجنزوري نفسه، والتي منها:

يقول الجنزوري في فصل من مذكراته بعنوان الوقيعة: في آخر أغسطس عام 1999 وكان يوم أربعاء اذكره جيدا، إذ كانت زيارة إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل، وفي نفس اليوم كانت زيارة سليمان ديميريل رئيس جمهورية تركيا، وكان الرئيس عائدا من الجزائر صباح ذات اليوم، وأخبرنا أنه لم ينم في الليلة السابقة، وكان معلوما أن عدم نوم الرئيس في زحام العمل يثير أعصابه، وهنا وجد الدكتور زكريا الفرصة لضرب العلاقة بيني وبين الرئيس.

يتابع: بدأ الأمر بأن قال لي: باراك سيصل الساعة كذا وسيادتك ووزراء الدفاع والإعلام والخارجية ستكونون في استقباله، وعند الوصول لقصر رأس التين سيلتقي الرئيس بباراك لمدة 40 دقيقة، ثم تنضم للاجتماع فما رأيك؟

قال الجنزوري: فقلت فيما يتعلق بالاجتماع أدخل مباشرة أو بعد 40 دقيقة أو لا أدخل فهذا حق الرئيس، ولكن أعلق فقط على مرافقة باراك من المطار إلى القصر، هل هذا مطلب الرئيس أم يرجع إلى رأيي، فإذا كان لي فلا أحب هذا ويكفي أحد الوزراء للمرافقة.

في هذه اللحظة قام الدكتور زكريا بما يحب وينتظره دائما، وعند دخول الرئيس إلى القصر، وهم في طريق المطار أخبر زكريا الرئيس أن الدكتور كمال رفض، لو يوضح "رفض إيه" حتى يزيد غضبه،

عند الوصول إلى القصر ذهب باراك إلى الحمام وطلب الرئيس الجنزوري، وبمجرد دخوله ثار عليه في سابقة لم تحدث من قبل طوال 20 عاما حتى بكلمة عتاب أو توجيه.

ودار هذا الحوار بين الرئيس ورئيس وزرائه:

مبارك: كيف هذا لقد جاء بيجن رئيس وزراء إسرائيل إلى الإسماعيلية لمقابلة السادات وكنت نائبا للرئيس ولم أحضر الاجتماع.

الجنزوري: لم أعترض على هذا، ولكنه لم يعطني فرصة لذكر حقيقة الأمر.

مبارك: زكريا لا يكذب.

الجنزوري: وأنا لا أكذب.. اسمعني يا ريس اسمعني.. اعطني فرصة.

مبارك: لا.

الجنزوري: لا.. لا.

انتهى اللقاء وغضب كل منهما شديد، وزاد عليه حزن الجنزوري، وتصور بل أيقن أن إقالته ستتم اليوم أو غدا، ولكن الغريب أن مبارك قابله في الأيام التالية ودودا أكثر من أي فترة مضت.

قال الجنزوري: فقلت في نفسي.. فوضت أمري لله.

بعد ذلك زاد غضب الرئيس كثيرا دون أن يعلم الجنزوري به، بعد عمله أن التخطيط رفض طلبا بزيادة الاستثمارات المخصصة لرئاسة الجمهورية، يقول: لقد عرضت مذكرة لزيادة الاستثمارات المخصصة لمشروع قصر رأس التين، وجناح الأميرات للعام المالي 1998 - 1999، فأشرت على المذكرة بالآتي نصا: لا يمكن اعتماد هذا إلا بعد التأكد من مفردات التنفيذ وهل تم بالأمر المباشر، وماذا قبل 1998 - 1999 وماذا بعدها، أي التكلفة الكلية".

يرى الجنزوري، أن تلك اللحظة كانت فرصة ثمينة للدكتور زكريا عزمي، بأن يعرض فورا صورة من هذه التأشيرة.

في يوم الأحد 3 أكتوبر 1999 صدرت جريدة الجمهورية والمقال الرئيس للكاتب سمير رجب بعنوان المغرور، وكان الحديث عن الجنزوري، لكنه لم يهتم واعتبره من باب مزايدة الكاتب، بعد رفض منحه استثناء في زيادة ارتفاع مبنى الجمهورية الجديد في شارع رمسيس، لكن تأكد الجنزوري بعد ذلك بحسب مذكراته أن المقال كان بتوجيه من الرئيس.

تحت عنوان الخبر الذي أراده صادما فلم يكن.. يقول الجنزوري: صباح الثلاثاء 5 أكتوبر 1999 حدث لي ما لم يكن متوقعا، لعله كان يريد خلال الشهر الأخير خاصة بعد النقاش الحاد في قصر رأس التين، أن يعطني الأمان على أن يصل اليوم المحدد عنده، ليشفي ما في داخله وتكون الطعنة أكثر جرحا، كان النجاح الذي تحقق والرضا الشعب المتزايد هما السبب في أن أغفل ما يدبره، المهم كنا في صالون مجلس الشعب، الرئيس والدكتور أحمد فتحي سرور، والدكتور كمال حلمي وأنا، قبل الدخول لقاعة المجلس لإلقاء الرئيس خطابه في الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشورى، إذ طلب أشرف بكير، كبير الأمناء، أن ندخل جميعا إلى القاعة قبل الرئيس، إلا أنني بقيت لحظة منفردا بالرئيس، وقلت:

- بعد الجلسة سيعقد مجلس الوزراء جلسته لتقديم الاستقالة فهل ترى أن أحضر لمقر الرئاسة لتقديمها؟ أم ماذا أفعل؟.

وقال مبارك: لا.. سيأتي إلى مجلس الوزراء من سيأخذها لأنني سأغير الوزارة، وسأراك الأسبوع المقبل.

ورد الجنزوري: قلت شكرا بصوت به كل الهدوء ورضا لم يتوقعه.

يزيد رئيس الوزراء الأسبق: نعم وأقسم بالله أنني خرجت وقد غمرني إحساس بالرضا لا يمكن أن أتصوره، فلقد أعطاني الله في تلك اللحظة قدرا هائلا من الطمأنينة، حتى شعرت وأنا أسير إلى القاعة أنني أطول قامة.

وتابع: بعد أن انتهى خطاب الرئيس ذهبت إلى مجلس الوزراء لعقد جلسة لتقديم الاستقالة وجدت اللواء عمر سليمان منتظرا بالصالون الملحق بالمكتب، وسألته ماذا حدث؟، فقال مباشرة وبكلمات محددة: أقنعه الذين حوله أنك أصبحت ندا له.

فيديو قد يعجبك: