شيخ الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية حدث عالمي تاريخي يبعث برسالة سلام للبشرية
كتب- محمود أبوطالب:
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الاحتفال اليوم بوثيقة الأخوة الإنسانية هو احتفاء بحدث عالمي تاريخي، وُلد منذ عامين اثنين؛ ليبشر ببدء رسالة سلام يحملها عقلاء العالم إلى البشرية جمعاء، تدعو للتآخي والتعاون، ووقف الحروب، ونشر التسامح والوئام، ونبذ التعصب والكراهية، وسياسات القوة والاستعلاء.
ووجه الإمام الأكبر، خلال كلمته اليوم الخميس في الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، التحية إلى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، واصفًا إياه بالأخ الفاضل والصديق الدائم الشجاع على درب الأخوة والسلام، موجهًا شكره للبابا على رسالته العامة "كلنا إخوة" والتي مثلت معلمًا بارزًا على طريق الأخوة والسلام.
ودعا الجميع وبقلب مفتوح ويد ممدودة بالمودة والسلام إلى الانضمام لوثيقة الأخوة الإنسانية، والاصطفاف خلف ما تزخر به من مبادئ الأخوة والحرية والمساواة والعدل بين الناس، وكل القيم والأخلاق العالمية التي حفلت بها هذه الوثيقة.
وأضاف أن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة بإجماع أعضائها، إعلان 4 فبراير من كل عام يومًا دوليًا للأخوة الإنسانية، هو دعم عالمي لكل الجهود المخلصة التي تسعى لنشر ثقافة التعايش والإخاء، ومكافحة التمييز والعنصرية والكراهية، بل هو انتصار لكرامة الإنسان، أيًا كان دينه، وكائنًا ما كان جنسه أو لونه أو موقعه.
وأعرب عن أمله في أن يمثل يوم 4 فبراير من كل عام جرس إنذار وتنبيه، يوقظ العالم وينبه قادته، ويلفت أنظارهم إلى ضرورة ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية، وأن تحقيق هذه الوثيقة وتنزيلها على واقع الناس يحتاج إلى إرادة صادقة، وعزيمة صلبة، وإيمان راسخ بأن الناس جميعهم إخوة، ومن حقهم أن يعيشوا في سلام وأمان، وأن ما بينهم من اختلاف وتنوع إنما هو سنة الله في خلقه وعباده.
وتابع قائلًا: "إنني ملتزم - إن شاء الله - فيما تبقى لي من حياة في هذه الدنيا بمواصلة العمل مع أخي البابا فرنسيس، ومع إخوتي علماء الأديان ورموزها، بل مع كل محبي الخير والسلام، لأن نجعل من مبادئ الأخوة الإنسانية وأهدافها واقعًا ملموسًا يعيشه الكبير والصغير في العالم أجمع".
وأعرب عن تقديره البالغ للأخ الشيخ محمد بن زايد - الذي يواصل مسيرة والده الخيرة - على رعايته لهذه الوثيقة، ودعمه بكل صدق وإخلاص لمبادرات ترسيخها وتأصيلها ونشرها في العالم أجمع، مشيرًا إلى أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية تأتي كمبادرة عالمية من أجل تحقيق أهداف الوثيقة، تحمل اسم هذا القائد العربي الذي لم يكتف بتأسيس دولة عصرية فحسب، بل أسس معها نهجًا مميزًا للتعايش، ونموذجًا للتعددية والتسامح.
وأشاد الإمام الأكبر - في ختام كلمته - بما يقدمه أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية من جهد وعمل يصلون فيه الليل بالنهار من أجل تطبيق أهداف تلك الوثيقة السامية، ويطلقون من أجلها العديد من المبادرات التي تتخطى حواجز الاختلافات والحدود والفوارق، رغم ما يواجهه العالم من جائحة كورونا وتداعياتها.
ودعا إلى مواصلة هذه الجهود الخيرة مع كل الشركاء لتحقيق هذا الهدف النبيل، ومقدمًا الشكر لكل من يدعم عمل اللجنة وييسر مهمة أعضائها من أجل خدمة الإنسانية ورقيها.
فيديو قد يعجبك: