لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحد أبطال حرب أكتوبر في الذكرى الـ48: توقيت ساعة الصفر حقق عنصر المفاجأة وأهم أسباب النصر

07:00 م الثلاثاء 05 أكتوبر 2021

أسرى إسرائيل في حرب أكتوبر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحدث لواء أركان حرب محمد صلاح عارف، من أبطال طائرات الهليكوبتر في حرب أكتوبر، عن حرب أكتوبر المجيدة وكواليس ساعة الصفر وكيف كان الجنود متهيئين ومستعدين لها، رغم عدم علمهم بها إلا في التوقيت المحدد؛ والتي تحل ذكراها الـ48 التي نحتفل بها هذه الأيام.

وقال عارف، في تصريحات أدلى بها إلى "مصراوي": لم يعلم معظم المشاركين بتوقيت ساعة الصفر في حرب أكتوبر عام 1973، لافتًا إلى أنه كان هناك ثلاثة مستويات في الحرب؛ المستوى الأول: تمثل في المستوى الاستراتيجي الذي يخطط للحروب وأغلب أفراده يعلمون ساعة الصفر؛ لأنه هو الذي خطط للعمليات.

وأضاف بطل طائرات الهليكوبتر في حرب أكتوبر أن المستوى الثاني هو المستوى التعبوي، الذي يقود المهام؛ وهو القادة المتوسطون (العمداء واللواءات وقادة الفرق والألوية)، وبعضهم يعرف ساعة الصفر والآخر لا يعرفها طبقًا للمهمة التي سيؤديها، أما المستوى الثالث فهو مستوى الطيارين والضباط من رتبة ملازم ورائد ومقدم، معقبًا: نحن منفذون لتعليمات المستويات الأعلى وليس من الضروري معرفة ساعة الصفر.

وتابع عارف: "أنا شخصيًّا عرفت بالحرب قبلها بساعتَين عندما أرسل إليَّ القائد وأعطاني المهمة الخاصة بالحرب التي نفذتها في الساعة 5 يوم 6 أكتوبر، وبصفتي طائر هليكوبتر كانت الطلعة الخاصة بي (إبرار جوي) في عمق سيناء، وماعرفتش هذا الكلام إلا قبلها بفترة قليلة جدًّا، وهو ما حقق المفاجأة.. وهي من ضمن أهم أسباب انتصار حرب 1973؛ لأن هذه الحرب اعتمدت على المفاجأة والمبادأة واختيار خطوط سير ومكان للضربات لا يتوقعها العدو، واختيار ساعة الصفر نفسها؛ لأنها لو كانت اتعرفت ماكانش هيبقى لها قيمة".

وأشار البطل إلى أنه كان مكلفًا بمهمة الإبرار، والإبرار يختلف عن النقل؛ لأن "الإبرار" يأخذ قوات من أرض مسيطرين عليها إلى قوات مسيطر عليها العدو، أما النقل فتأخذ قوات من أرض مسيطرين عليها إلى أرض مسيطرين عليها في مكان آخر.

واستطرد عارف: الإبرار كان له هدفان؛ الأول إنزال مجموعات من الصاعقة، إما أنها تقوم بدور استطلاع وترسل معلومات عن العدو من العمق، ولديهم طرق عديدة من الاختفاء والعمل، وإما أنها تعطل تقدم القوات الرئيسية أو النسق الثاني ليلتحم بالنسق الأول؛ لكي نؤهل أو نهيئ أنسب الظروف لعبور القوات المصرية ونربك العدو في خلف خطوطه وفي الإمدادات والقواعد الخاصة به.

وأضاف البطل: لدرجة أن هناك قوات من اللي أنا نزلتها كان المفروض أن تغلق مطار العدو 24 ساعة؛ لكنها أغلقته 48 ساعة؛ وهذا المطار احتياطي للعدو حطت فيه طائرات مخزنة، والطائرون يأتون لمهامهم فقط ويأخذون طائراتهم ويشتغلون، وتوجد قوات عرقلت ألوية مدرعة وهي تفتح مبكراً، وهذا الفتح المبكر يعرقل تقدمها في ما بعد، وكانت مهمتي إبرار خلف خطوط العدو من أول طلعة وحتى آخر طلعة؛ اللي هي إمداد الجيش الثالث اللي العدو محاصره.

واستكمل عارف: عن شعوري بنجاح الضربة الجوية، هو شعور أي مصري، ونجاح الضربة الجوية التي افتتحت عملية القتال وهيأت أنسب الظروف لعبور القوات المصرية البرية وقللت الخسائر على قدر الإمكان وأفقدت العدو اتزانه وقدرته على السيطرة على قواته، وأنا كضابط انتظرنا هذه اللحظة لأننا عانينا في هزيمة 1967 وكنا تحت ضغط كبير جدًّا؛ سواء من الشعب أو من أنفسنا.

وتابع البطل: وخلال هذه السنوات الست، شهدت تدريبات وجهدًا وعرقًا وتعبًا وسقوط شهداء، ووصلنا إلى درجة الاحتراف في القتال؛ لأننا كنا ننتظر هذه الفرصة، ونجاح هذه الضربة في هذه الحرب هو نجاح لكل القوات الجوية ونجاح لكل الجيش المصري ونجاح لمصر ونجاح لانتصار حرب 6 أكتوبر".

ونوه عارف بأن الضربة الجوية كانت مؤثرة في العدو؛ لأنها ضربت مطاراته وأماكن قيادته واتصالاته وإمداداته وقطعت الخطوط ما بين القوات وبعضها فكانت النتيجة نصر مؤزر بعد هذه الضربة عقب التخطيط الجيد لها والتخطيط والتركيز السليم لها.

وقال عارف، عن مواجهة العبور، إن العبور واجه نطقتَين خطيرتَين؛ الأولى تطوير الهجوم الذي بدأ مبكراً لرفع الحمل والضغط من على سوريا، وده احنا لسه ماكناش مؤهلين له قوي، والنقطة الثانية أن أمريكا بدأت إمداد إسرائيل بطيارين وطائرات؛ حتى تستعيد قدرتها وقواتها، لأنها خسرت كثيراً من الطائرات والطيارين، وبالتالي واجهنا هذه الصعوبات بمجابهة ذلك بتكثيف طلعات مصر؛ لأن الطيار كان المفروض يطلع من طلعتَين إلى ثلاث في العمليات يوميًّا؛ لكن فيه طيارين طلعوا أربع وخمس طلعات، لتعويض النقص في عدد الطيارين والطائرات.

واستطرد البطل، بشأن التغلب على فارق الإمكانات: لم يكن فارق الإمكانات فقط بل فارق كبير جدًّا في المقارنة؛ وهي عملية حسابية كبيرة تحدث بين كفاءة الطائرة والأخرى، والكفاءة القتالية للطائرة تشمل تسليحها وسرعتها وقدراتها على المناورات والبقاء في الجو، وطبعًا إسرائيل كانت متفوقة تقنيًا في الطائرات المصرية؛ لأن طائرات مصر "ميجا 21" كانت قديمة نسبيًّا، وبقاءها في الجو كان مدة بسيطة إلى حد كبير، إنما إسرائيل كانت تمتلك طائرات فانتو مقاتلة قاذفة، فتستطيع القتال وقذف الأهداف.

وتابع البطل: بالتالي بحثنا عن كيفية التغلب عليهم بأمرَين؛ هما: الروح المعنوية العالية والتدريب الجيد جدًّا وجرهم إلى معارك لم يقدروا عليها وفي مكان لم يتوقعوه وبتكتيك معين نستطيع الانتصار عليهم على غرار معركة المنصورة؛ إذ خسروا 37 طائرة، ومصر خسرت 13 طائرة فقط؛ وهي نسبة جيدة جدًّا بالنسبة إلينا.

وأشار عارف إلى أن مصر تغلبت على فارق التسليح بتطوير السلاح المصري، وتم تعديلات في الطائرات المصرية لا يعلمها إلا مهندسون؛ مثل اللواء ريان الذي تولى مسؤولية "مصر للطيران" عقب الحرب، وعمل طفرات في طائرات النقل والهليكوبتر.

وقال البطل، في ما يخص أبرز البطولات التي قام بها وشارك فيها: كنت ضمن تشكيل هليكوبتر، وكان هذا التشكيل مكلفًا بمهام محددة، ومن وجهة نظري مفيش بطولة مطلقة؛ لكن كانت هناك بطولة جماعية، وتعني أن دورنا كضباط نقوم به كما ينبغي؛ لأن لو أي فرد قصَّر في دوره كان سيؤثر على نشاط المجموعة كلها، وكل الطائرين والمشاركين قاموا بدورهم والشهداء قاموا بدورهم أكثر من الآخرين، وفي طلعات مهمة أثرت على المعركة، ويمكن طلعتي كانت مؤثرة لأنها كانت أربع ساعات وفي افتتاحية الحرب ونزلت أربع مجموعات من مجموعات اللواء علي حفظي للقيام بالاستطلاع وإمداد القوات بالمعلومات، وذلك أثَّر على سير المعارك وغلق المطار، وهذا ليس عملًا بطوليًّا؛ ولكن أداء واجب، ومهم أن يكون متقنًا، وكل طلعة وكل مَن شارك وعاصر الحرب قام بدوره؛ من أول عسكري الإسعاف وحتى قائد الجيش، والعملية كلها منظومة متكاملة ومعركة أسلحة مشتركة حديثة.

فيديو قد يعجبك: