إعلان

تلوث مياه وهبوط تربة وكسور.. خبير مياه يكشف تفاصيل دراسة بشأن مخاطر سد النهضة

10:36 م الجمعة 29 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- أحمد مسعد:

كشف الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض بجامعة تشابمان الأمريكية، أن الدراسة التي كشفت وجود هبوط في القشرة الأرضية حول سد النهضة واجهت العديد من العراقيل أبرزها شح المعلومات والبيانات التي يصدرها الجانب الإثيوبي بشأن السد.

وقال العسكري في حوار لـ"مصراوي"، إن استمرار الجانب الإثيوبي في إجراءات الملء بشكل أحادي وإعلان أرقام تخزين لا تستطيع تحقيقها على أرض الواقع، كان الدافع الأكبر لإجراء هذه الدراسة، لوجود حالة من عدم الثقة، مشيرًا إلى أن الدراسة استخدمت تقنية رادارية جدية تدعى "DInSAR"، تستطيع اختراق طبقات الأرض وتحديد نوعية التربة الجيولوجية ودرجات الاهتزاز، وهذه التقنية رصدت وجود تلوث في مياه بحيرة السد الإثيوبي.

وإلى نص الحوار..

- الدراسة التي كشفت وجود انهيار أرضي في موقع سد النهضة، ما كواليس تلك الدراسة وما الدافع لها؟

ملف المياه في مصر ملف حيوي، وبعض التقارير التي تصدر من الهيئات والمنظمات الدولية المعروفة بـ"Water Crisis" منذ 2014 وحتى 2021 تحذر من خطورة الشح المائي في العالم، وبالتالي جاءت ضرورة التحرك نحو دراسة توضح لنا المخاطر التي يتعرض لها نهر النيل، باعتباره المورد الرئيسي للمياه في مصر بنسبة 97%، وبالتالي كان لابد من التعرض لسد النهضة، خاصة أن التصرفات الإثيوبية في الملء الأول والثاني وإعلان معلومات مغلوطة حول الملء والتخزين، كانت دافعًا كبيرًا لإجراء الدراسة.

- كم استغرقت هذه الدراسة؟ وما مصداقية هذه الدراسة؟

عملنا على الدراسة منذ عام 2016، ونجري تحديثًا للبيانات الخاصة بها دائمًا، من خلال الاستعانة بكل النماذج والتقنيات والبيانات المتاحة، والحمد لله حصلت الدراسة على شهادة التحكيم الدولي؛ ما يعزز أهمية هذه الدراسة وتحقيقها لفرضيات مخاطر سد النهضة.

- ما هي التقنية المستخدمة في الدراسة؟

اعتمدنا على تقنية حديثة تدعى "DInSAR" الرادارية، وهي تقنية حديثة استخدمت فيها الآشعة الرادارية التي تتعرف على المجسمات، وترسل إشارات بتلك المجسمات، كما أنها تستطيع رصد أي نقطة أثناء تحرك القمر الصناعي ويتم التقاط صور تفصيلية حول نوعية المياه وحالة التربة، لأن باستطاعتها اختراق الأرض من خلال الآشعة، وبالتبعية ومن خلال تكرار هذه العملية يمكنك مقارنة الصور وتحديد وجود هبوط في التربة من عدمه.

- ما التفاصيل التي تم رصدها في موقع سد النهضة؟

رصدنا العديد من التغيرات في القشرة الأرضية حول سد النهضة، سواء ارتفاعات أو انخفاضات، ورصدنا بالجسم الخرساني للسد هبوطًا في الجانب الشرقي والغربي، ليس متكافئًا بل جانب أكثر من الثاني، ما ينبأ بوجود كارثة على المدى الطويل، أما عن السد الآخر الركامي" السرج" وجدنا أنه مقام فوق أرض فوالق قشرية وكسور، بالإضافة إلى وجود فالق كبير بيمر أسفل سد السرج.

- ماذا أيضًا؟

رصدنا اختلافًا في درجات الاهتزاز وليست الحركات الجيولوجية وتغير حركات بالتوافق مع الفوالق الموجودة؛ بالتأكيد لا يمكن أن يتحمل هذا المنشأ القدرة المائية المهولة التي أعلنتها إثيوبيا بمقدار 74 مليار؛ ما يعني أن مخاوفنا تستحق الاهتمام وتحتاج إلى تفسيرات من الجانب الإثيوبي، حول ما تم رصده خصوصًا وأن الجانب الإثيوبي يتحفظ عن المعلومات المتعلقة بأمان السد، ولا يعلنها.

- ما هي العراقيل التي واجهت الدراسة؟

أبرز تلك التحديات إرسال الدراسة للمحكمين الدوليين، ما كان يتطلب نقاشًا مطولًا لأكثر من مرة، الجوانب العلمية، كانت تطلب إجابات قوية وهو ما كنا نفعله بالفعل، وبالتالي استطعنا الحصول على الاعتماد الدولي في النهاية.

- نسمع عن حدوث إزاحة في سد النهضة.. ماذا يعني هذا؟

مشروع سد النهضة يتكون من إنشائيين الأول هو جسد السد الخرساني وآخر صخري، والإزاحة تعني تحركات أرضية مختلفة الاتجاهات في أقسام مختلفة من السد الرئيسي، والسد الركامي "السرج"، وتتراوح حالات النزوح في مداها بين 10 مم و90 مم في أعلى السد، ومن هنا تأتي مخاطر تأثير تلك النزوحات على المنشآت مع تعزيز فرضية حدوث كوارث طبيعية أو مزيد من التشققات، ما يتسبب في النهاية في انهيار أحد أجزائه ما قد يؤدي لكارثة إنسانية محققة.

اقرأ أيضًا..

- أستاذ استشعار عن بعد: الأقمار الصناعية كشفت هبوطًا أرضيًا في موقع بناء سد النهضة

فيديو قد يعجبك: