الإفتاء توضح الأحكام المتعلقة بزواج التجربة
كتب - محمود مصطفى:
كشفت دار الإفتاء صباح اليوم الثلاثاء عن نتائج ما توصلت إليه اللجان الشرعية التي شكلتها من أجل دراسة الموقف الشرعي حول تجربة زواج "التجربة".
وأكدت دار الإفتاء أنه مصطلح يحمل معاني سلبية دخيلة على قيم المجتمع المصري المتدين الذي يَأبى ما يخالف الشرع أو القيم الاجتماعية وتم استخدامه لتحقيق شهرة زائفة ودعاية رخيصة في الفضاء الإلكتروني.
وتابعت الدار في منشور جديد عبر صحفتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي بيان بعض الأحكام المتعلقة بمسألة زواج التجربة وذلك على النحو التالي:
أولاً: ليس معنى «زواج التجربة» أن يتم تجربة الزواج بين الرجل والمرأة لفترة محددة بوقت، فالشرع الشريف يَمْنَع هذا ويحرمه بشكل قاطع، ورغم أنَّ مجرد اسم «زواج التجربة» معناه اللفظي سيّء؛ إلَّا أنَّ العلماء لا ينظرون إلى الاسم لكي يحكموا على عقد الزواج بكونه حلالًا أو حرامًا، بل ينظرون إلى مضمون العقد.
وأشارت إلى أن من أطلق هذا الوصف على هذا الزواج أراد أن يحقق مكاسب دعائية على حساب القيم المجتمعية الراسخة بشأن الأسرة.
ثانياً: مضمون العقد فيما يُطلق عليه «زواج التجربة» يجعلنا نقول: إنَّ الشروط التي يشتمل عليها هذا العقد نوعان:
النوع الأول: اشتراط مَنْعِ الزوج مِن حقه في طلاق زوجته في فترة معينة بعد الزواج، وهذا شرط باطلٌ، فإذا وَقَع عقد الزواج به؛ فالعقد صحيح، وهذا الشرط بخصوصه باطلٌ كأنَّه لم يكن.
النوع الثاني: بعض الشروط الأخرى التي يَظُنُّ الزوجُ أو الزوجةُ تحقيق مصلحةٍ بوجودها؛ كأن تشترط الزوجة على زوجها ألا يُخرِجَها مِن بيت أبوَيها، أو ألا ينقلها من بلدها، أو ألا يتزوَّج عليها إلَّا بمعرفة كتابية منها؛ فهذه الشروط صحيحة، ويلزم الوفاء بها من الطّرَفين.
وأكدت أنه لا فرق في هذه الشروط السابقة بين كتابتها وإثباتها في وثيقة الزواج الرسمية الصادرة من وزارة العدل، أو إنشاء عقدٍ آخرٍ منفصلٍ موازٍ لوثيقة الزواج الرسمية.
ثالثاً: أكدت الدار أن الحراك الإعلامي حول مبادرة «زواج التجربة» سواء بالتحقير غالبا أو بالسخرية أحيانا، يجعلنا نقول: إنَّ المشكلات الأسرية -المُتوقَّعة أو الحاصلة- ليس محلها الفضاء الإلكتروني، بل بمراجعة أصحاب الاختصاص، وتأهيل الزوجين لحياةٍ مستدامةٍ بينهما قال لها الله تعالى فيها: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
رابعاً: وأهابت الدار بمتابعي صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تفويت الفرصة على محبي الشهرة ومروجي الأجندات التي تهدف إلى زعزعة القيم الأسرية والانتقال إلى ما أهو أكثر نفعا والانشغال بصلاح الدنيا والدين.
فيديو قد يعجبك: