إعلان

الفيضان وصراع الحدود.. لماذا صعدت السودان موقفها ضد إثيوبيا في سد النهضة؟

05:30 ص الأحد 17 يناير 2021

سد النهضة

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

كتب- أحمد مسعد:

أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان أن الخرطوم لن تسمح لإثيوبيا بفرض سياسة الأمر الواقع حول سد النهضة، في تطور وصفه مراقبون بـ"الخطير" وغير المسبوق، خاصة في ظل التطورات الأخيرة على حدود البلدين.

"أصبحت شريكًا غير موثوقًا فيه".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق حديثه حول الأسباب التي دفعت الخرطوم لتغير موقفها تجاه سد النهضة، حيث كانت التصريحات الإثيوبية عبارة عن وعود بعدم تضرر السودان وهو ما لم يتحقق في أغسطس الماضي بعد تخزين إثيوبيا 5 مليارات متر مكعب في الملء الأول؛ ما نتج عنه اضطراب في توفير المياه بالمحطات وتأثر دورة عمل سد الروصيرص في السودان.

وقال علام لـ"مصراوي"، إن إثيوبيا دائمًا تطلق تصريحات هادئة تجاه السودان ولكن تفعل العكس، وتجلى هذا في حظر البيانات المتعلقة بالملء والتخزين وإنكار عملية الملء الأوّل، مشيرًا إلى الصراع الحدودي كشف وجه أديس أبابا الحقيقي للأشقاء في السودان حكومة وشعبصا.

وأضاف وزير الري الأسبق، أن القضايا لا تتجزأ ولا يمكن عدم الربط بين قضية الحدود وسد النهضة، لافتًا إلى أن السودان بدأت تغيير نظرتها وتعاملها في القضايا مع إثيوبيا بدون تحريض من القاهرة كما يدعي البعض، بل نظرت إلى أن مصالحها ومصالح شعبها تتعرض للخطر.

وأشار وزير الري الأسبق، إلى أن إعادة فتح التفاوض الخاصة بأراضي الفشقة رغم وجود اتفاقية، جعل الأشقاء في السودان متشككين في التفاوض في القضايا الرئيسية وعلى رأسها سد النهضة.

وقالت الرئاسية السودانية، إن إثيوبيا تمضي في سياسات فرض الأمر الواقع، حيث قامت بالملء الأول بلا مشاورات، وتتجه إلى الملء الثاني بلا اتفاق.

وفي ذات السياق أكد الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري السابق، أن النظام السابق تحت مظلة عمر البشير كان يعمل بمبدأ التحلفات السياسية، وجميعًا نعلم أنه منذ تخلصت من هذا الكيان، راح النظام يدعم السد أكثر من الإثيوبيين أنفسهم، متجاهلًا مخاطر السد على السودان.

وأوضح القوصي لـ"مصراوي"، أن السودانين وعدتهم الحكومات الإثيوبية المتعاقبة بنقل الكهرباء لهم بأسعار منخفضة جدًا خصوصًا بعد انفصال الجنوب الغنية بالبترول، مؤكدًا أن الوعود تخطت نقل الكهرباء ووصلت لوعد بفتح قناة للمياه تصل منطقة القضارف المتنازع عليها حاليًا، وهو ما لم يتحقق بل تعاملت مع السودان وكأنها ليست طرفًا في الأزمة.

ونوه مستشار وزير الري السابق، إلى أنه سبق وحذر الأشقاء في السودان من مخاطر سد النهضة الإثيوبي على السودان أكثر من مصر، والدليل أن حجز المياه كان سيحرم السودان من نصف حصتها من مياه نهر النيل، بالإضافة إلى أن المزارع السوداني يزرع في درجة حرارة تصل إلى 55، بينما يزرع المواطن المصري في درجة حرارة 35، بجانب ضعف البنية التحتية التكنولوجية التي قد تنفقه السودان لمواجهة تحديات خفض مناسيب نهر النيل بسب حجز كمية المياه المقدرة بـ74مليار متر مكعب سنويًا.

وفي 4 يناير الماضي أعلنت السودان انسحابها رسميًا من المفاوضات نتيجة عدم جدية الجولات التفاوضية ومطالبتها بالدفع بالمراقبين الأفارقة واعطائهم صلاحيات أكبر.

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والري، إن السودان واحدة من أكثر الدول تأثرًا بسد النهضة وهذا ظهر في تأثر سد الروصيرص والفيضانات التي ضربت البلاد بشكل عنيف، مشيرًا إلى أن انهيار سد بوط الذي يخزن 5 ملايين متر فقط، وتسبب في تدمير 600 منزل، وهنا تعالت أصوات الخبراء السودانين بضرورة التأكد من عدم حدوث هذا من سد النهضة الذي يحتوي على 5مليار متر مكعب الآن.

وأضاف شراقي لـ"مصراوي"، أن حدوث أنهيار كلي أو جزئي لسد النهضة سواء عن طريق العنصر البشري أو الطبيعة تعني غرق أجزاء من دولة السودان الشقيقة، لافتًا إلى أن إثيوبيا دائمًا تتراجع عن اتفاقيتها وهذا تجلى في الأحداث الأخيرة المتعلقة بمناطق الحدود.

وأشار شراقي، إلي أن أديس أبابا تجاهلت اتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015، والذي تنص على أن يكون الملء والتخزين بالتوافق بين الدول الثلاث وهو ما لم تلتزم به إثيوبيا حتى الآن.

فيديو قد يعجبك: