"البحوث الفلكية": رصد مجرة شبيهة بمجرتنا الأم في النظام الشمسي على بُعد 12 مليار سنة ضوئية منها
كتب- يوسف عفيفي:
قال الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، اليوم الأحد، إن علماء المرصد الأوروبي الجنوبي، رصدوا مجرة شبيهة بمجرتنا الأم الموجود بها نظامنا الشمسي.
وأضاف شاكر: الجديد في الأمر ليس أنها شبيهة بمجرتنا؛ فالعديد من المجرات الموجودة بالكون شبيهة بمجرتنا أيضًا؛ كمجرة المرأة المسلسلة القريبة منَّا، وذلك باستخدام المنظار الراديوي الكبير (ALMA)؛ لكن الجديد أن تلك المجرة تقع على بعد 12 مليار سنة ضوئية من مجرتنا، أي أن صورة تلك المجرة هي صورتها منذ 12 مليار سنة من الآن، وكما يعلم الجميع فإن المجرات جميعًا قد تكونت في وقت واحد بعد نشأة الكون مباشرة، ولذلك فإن تلك المجرة تعطي صورة لمجرتنا على ما كانت عليه في ذلك الزمن.
وأضاف شاكر، في بيان اليوم الأحد، أنه على الرغم من عدم رصد أزرع لولبية كمجرتنا داخل تلك المجرة، فقد تم رصد قرص دوار وانتفاخ من النجوم شبيه بالموجود داخل مجرتنا، وهذه النتيجة في حد ذاتها اكتشاف علمي مهم؛ حيث كان يتوقع الكثير من العلماء أن المجرات الموجودة على تلك المسافات الكونية البعيدة جدًّا من مجرتنا الأم لم ينتظم شكلها بعد، وإنها غير منتظمة كالمجرات القريبة منَّا، ويرجع هذا الاكتشاف إلى دقة وعمق الأرصاد الحديثة بواسطة فريق المرصد الأوروبي، وأن الأرصاد السابقة لم تصل إلى تصوير باقي المجرات بهذه الدقة الفائقة.
وأكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، أن المعهد سبق ونشر أبحاثًا من نفس النوع من الدراسات عن تكون المجرات عبر المسافات المختلفة، وتم نشر الكثير من الأبحاث دوليًّا باستخدام أحدث البيانات المنشورة عالميًّا، وتم عمل العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه لمنسوبي المعهد داخل وخارج مصر، كما أن المعهد كان قد قام باكتشاف عدد من النجوم المتغيرة والتي تم تسجيلها باسم المعهد ومرصد القطامية الفلكي في الاتحادات الدولية.
وتابع القاضي بأنه لكي نفهم الكون من حولنا وكيفية تكون المجرات عبر الأزمان المختلفة، يحتاج العلماء إلى زيادة الأرصاد الموجهة لرصد المجرات البعيدة عنَّا بدقة وتفاصيل أعلى سواء باستخدام المناظير الراديوية أو المناظير المرئية.
يُذكر أن المعهد يمتلك أكبر منظار فلكي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 1964، وجار الآن إنشاء المرصد الفلكي الكبير في مصر خلال الأعوام الأربعة المقبلة، والذي لن يقل قطر مرآته الأساسية عن 6.5 متر، وسيكون الوحيد في الشرق الأوسط، ويعمل الآن علماء المعهد على اختيار أنسب الأماكن التي تصلح لهذا المنظار، وبدعم مالي ولوجستي من وزراة التعليم العالي والبحث العلمي والجهات المسؤولة في الدولة، لإتمام هذا المشروع المهم لنجاح برامج الفضاء المصرية، ولتتكامل المنظومة مع وكالة الفضاء.
ومجرة أندروميدا (المرأة المسلسلة) هي مجرة شبيهة جدًّا بمجرتنا وقريبة جدًّا منها؛ على بُعد نصف مليون سنة ضوئية فقط، وصورة للمجرة البعيدة الشبيهة لمجرتنا SPT0418-47، وهي تبدو كحلقة نتيجة وجود مجرة قريبة بين مجرتنا وبينها جعلت جاذبية تلك المجرة القريبة تعمل كعدسة تشتت ضوءها على شكل حلقة، وهذه الظاهرة تسمى بعدسة الجاذبية؛ وهي التي تجعلنا نرى الأجسام البعيدة جدًّا عنّا.
فيديو قد يعجبك: