موكب جنائزي مهيب و22 عربة مصفحة.. ننشر التفاصيل الكاملة لنقل المومياوات الملكية
كتب- محمد نصار:
تستعد مصر لإتمام عملية نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بمصر القديمة، وذلك في موكب ملكي "مهيب" لنقل 22 مومياء ملكية و17 تابوتا في مشهد فرعوني.
طقوس الفراعنة في نقل المومياوات
وفقا لما ذكره مخطط عملية النقل فإنها ستكون أشبه بطقوس الفراعنة في نقل المومياوات، حيث كانت الحضارة الفرعونية تهتم بالمواكب الملكية كجزء من الترويج للملك، بحيث يكون الموكب مبهرا للشعب، ويكون له طقوسه المرتبطة بمناسبته، بداية من المواكب الدينية باعتبار الملك ممثل للآلهة، وحتى مواكب الأعياد، وأخيرا الموكب الجنائزي الذي كانت له طقوسه الخاصة.
وفي الموكب الجنائزي كان يتم نقل الملك من الشرق حيث يعيش إلى الغرب ليدفن، فالغرب عند قدماء المصريين كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالموتى، ودائما ما كان يصاحب الموكب أدعية من كتاب الموتى، وصناديق تشمل كل مقتنيات الملك، وعزف موسيقى جنائزية.
تجهيزات النقل
تم تخصيص 22 عربة مصفحة لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وأجرت الشركة المشرفة على عملية النقل "بروفة" عن خط سير الموكب، والذي سيضم المركبات المصفحة وستقل كل عربة مومياء ملكية واحدة.
ومن المخطط أن تتصدر الموكب العجلات الحربية تجرها الخيول التابعة لوزارة الداخلية والجيش، ويرتدي قائد كل عجلة حربية الزي الفرعوني الذي تم الانتهاء من تصميمه، كما بحثت الشركة كيفية سير ونقل المومياوات الملكية وخروجها من المتحف، وكذلك الاحتياجات الفنية والتقنية التي يجب توافرها خلال عملية النقل.
وعدد المومياوات والتوابيت التي سيتم نقلها 22 مومياء ملكية و17 تابوتا ملكيا ترجع لعصر الأسرات الـ١٧، ١٨، ١٩، ٢١، ٢٢، من بينهم ١٨ مومياء لملوك و٤ مومياوات لملكات، كما أن المومياوات الملكية تخضع حاليا لعمليات التعقيم بواسطة مركز البحوث والصيانة التابع للوزارة، ومن المقرر عقب نقل المومياوات إجراء مجموعة من الفحوصات لها ووضعها داخل وحدة النيتروجين بالمتحف لتعقيمها لمدة 21 يوماً ثم البدء في وضعها في الفاترينات وعرضها للجمهور.
مومياوات الملوك
(الملك سقنن رع - الملك أحمس الأول - الملك أمنحتب الأول - الملك أمنحتب الثالث - الملك تحتمس الثاني - الملك تحتمس الثالث - الملك بانجم الثاني - الملك سيبتاح - الملك رمسيس الأول - الملك رمسيس الثاني - الملك رمسيس الثالث - الملك رمسيس الرابع - الملك رمسيس الخامس - الملك رمسيس السادس - الملك سيتي الأول - الملك سيتي الثاني - الملك مرنتباح).
مومياوات الملكات
(الملكة نفرتاري زوجة الملك أحمس - الملكة ماعت كارع زوجة اوسر كون الأول - الملكة ونس خنسو زوجة بانجم الثاني - الملكة حنوت تاوي والدة بانجم الأول - الملكة إست ام خب ابنة من خبر رع - الملكة نجمت زوجة حريحور).
خط سير الموكب
من المقرر أن يخرج الموكب من المتحف المصري بالتحرير باتجاه الكورنيش من جاردن سيتي ثم القصر العيني والمنيل ومصر القديمة ثم يتخذ الكوبري المؤدي لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط، لذلك تمت التكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير ورفع كفاءة المتحف المصري بالتحرير وكذلك المنطقة المحيطة به، فضلا عن المنطقة المحيطة بالمتحف القومي للحضارة بالفسطاط وبحيرة عين الصيرة.
وتم الانتهاء من أعمال التوسعات وتكريك البحيرة من الجهتين الغربية والجنوبية، فضلًا عن الانتهاء من أعمال التطهير وإزالة الحشائش الموجودة على أجناب البحيرة، إلى جانب الانتهاء من تخليق الجزر المطلوبة داخل البحيرة.
ويجري العمل على الانتهاء الكامل من طلاء العقارات من جديد بطريق الكورنيش ناحية مصر القديمة ومتابعة أعمال الرصف وإنشاء الأرصفة ومراجعة الإنارة والأعمال التجميلية من تقليم أشجار ومسطحات خضراء بنطاق المسار، كما تم إنشاء سور جمالي بالفسطاط، ويشارك التعليم العالي وجامعة حلوان في موكب نقل المومياوات الملكية، حيث جاري العمل على تجميل الحوائط الخرسانية الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق الموكب، عن طريق قيام بعض من طلبة وطالبات وأساتذة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بالجامعة برسم جداريات فنية تعتمد فكرة تصميمها على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية بكل ما تحمله من أصول فنية ومعان رمزية وتعبيرية، وبأسلوب فني حديث يتماشى مع مجتمعنا المصري المعاصر، لإخراج هذا الحدث العالمي بشكل يليق بعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية المتفردة.
طريقة عرض المومياوات
المكان المخصص لعرض المومياوات الملكية سيكون عبارة عن قاعات عدة تحت الأرض ترتبط بممر من المدخل مخصّصة لعرض 20 مومياء ملكية، حيث تتجاور كل مجموعة من الأسر مع بعضها بعضاً، ونبدأ مثلاً بالأسرة الـ18، مومياء الملك أمنحتب، ومجموعة نهاية الأسرة الـ18، ثم مجموعة الرعامسة، والأسرة العشرين، وستكون هناك قِطعٌ مصاحبة للمومياء من القطع الموجودة مع الملك لحظة الكشف عنه، وصور لأشعة إكس التي كشفت عن معلومات جديدة عن المومياوات الملكية وأظهرت بعض التمائم الذهبية، إضافة إلى القطع الرائعة لبعض الملوك ومعلومات بصرية عن العالم الآخر في مصر القديمة.
سيناريو العرض المتحفي
يبدأ العرض بالقاعة الرئيسية بالتحدث عن تاريخ الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وفقاً لتسلسلها الزمني، حيث تبدأ بعرض هيكل لشاب يعود عمره إلى نحو 55 ألف سنة، وهو يُعرض للمرة الأولى للتأكيد على أن الحضارة الفرعونية كان لها مقدمات في التاريخ الحجري قبل بناء الأهرامات، ويستمر تسلسل العرض فيما بعد مروراً بالعصور التاريخية المختلفة، وحتى العصر الإسلامي وفترة حكم محمد علي، كما أن المتحف سيعرض تاريخ التراث الشّعبي المصري، الذي واكب كل الحضارات وكل العصور التاريخية، في سيوة والريف المصري، وسيناء تأكيدا على استمرارية الحضارة المصرية.
فيديو قد يعجبك: