الصحة: الازدحام المنزلي يسبب مشاكل صحية وعقلية.. والأطفال والنساء الأكثر تأثرًا
كتب- أحمد جمعة:
قال الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة لشئون السكان، إن وجود عدد كبير من الأفراد داخل المنزل يؤثر على نواحٍ عديدة من صحة وخصائص الأفراد في المجتمع ومنها صحة الأفراد القاطنين داخل المنزل وخصوصًا الصحة العامة، والصحة النفسية والعقلية لديهم والحالة التعليمية والتحصيل الدراسي.
جاء ذلك في ورقة معرفية أصدرها تحت عنوان "الازدحام المنزلي وتأثيره على الصحة"، ضمن مجموعة من الأوراق المعرفية التي أعدها حول الوضع الحالي والرؤية المستقبلية للسكان في مصر.
وأضاف أن الورقة المعرفية خلصت إلى أن التزاحم المنزلي يؤدي إلى مشاكل صحية بدنية ونفسية، وقد تمتد المشاكل النفسية إلى فترات طويلة ومضاعفات حتى بعد التقليل المنزلي، وأن آثار التزاحم المنزلي الصحية والعقلية لها تأثير أكبر على الأطفال والمراهقين والنساء.
وأوضح أن هناك آليات مركبة لتأثير الازدحام المنزلي على الصحة عموما؛ فوجود أكثر من 5 أشخاص في الغرفة يمثل عامل ازدحام مرتفع، كذلك فإن زيادة كثافة الأفراد وحجم وتكوين الأسرة داخل المنزل "أطفال ومراهقين" يؤدي إلى خلل في الحالة الصحية عن طريق انعدام أو صعوبة اتباع النظافة الشخصية، إلى جانب تشارك العديد من الأطفال في أماكن النوم، وزيادة الاحتكاك البدني، والحرمان أو قلة النوم وتردي جودته، وانعدام خصوصية الفرد، وعدم توافر الرعاية للمرضى بصورة مناسبة.
وقال إن الأطفال دون الخامسة من العمر والأمهات هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية داخل المنزل المزدحم خصوصًا النزلات الشعبية وتدني الحالة الصحية العامة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا والحساسية الربوية والنزلات المعوية، فهذه الأمراض المعدية تزيد فرصة الإصابة بها 4 أضعاف داخل المنازل المزدحمة "أكثر من شخصين في الغرفة.
وأشار توفيق إلى زيادة فرص الإصابة بالالتهابات الشعبية والتهاب اللوزتين والحلق بين الأطفال عمر سنة إلى 3 سنوات أكثر من ضعفين، مع تزايد فرص الإصابة بالحمى الروماتيزمية ومضاعفاتها، والالتهاب السحائي والدرن وميكروب المعدة الحلزوني والالتهاب الكبدي الوبائي والأمراض الجلدية المعدية.
وتابع: "أما سلوك الأطفال في ظل الازدحام المنزلي فهناك آثار محتملة على سلوك الأطفال، ففي سن ما قبل المدرسة يحدث الإفراط الحركي وزيادة في الميل للعنف، وفي السن المدرسي تحصيل أكاديمي ضعيف وتأخر في القدرات الذهنية وانحراف في السلوك الاجتماعي، بينما في فترة المراهقة كثرة النزاع والخلاف مع الوالدين وزيادة التشاحن مع باقي أفراد الأسرة وزيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم خاصة بين الذكور".
وذكر نائب وزير الصحة، أن للازدحام المنزلي تأثيرا على الصحة النفسية أيضًا، فالأفراد الذي يقطنون في منزل مزدحم عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب المرضي وغيرها، بأكثر من 150% مقارنة بأفراد يعيشون في منازل أقل تزاحمًا، والسيدات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الإكلينيكي من الرجال نتيجة الازدحام المنزلي نتيجة قضاء النساء لفترات أطول في المنزل وتعرضهن لرجعات أعلى من الضغوط النفسية نتيجة الزحام.
واستطرد: "أما عن الازدحام المنزلي وتأثيره على العلاقات الأسرية، فإن جودة العلاقات الأسرية بين الأفراد الموجودين في المنازل ذات معدلات الازدحام المرتفعة تتسم بتفاقم العنف الأسري والذي هو مرتبط في الأساس بنمو الضغوط النفسية خلال فترة المراهقة، وأن النساء خصوصًا قد يعانين من تداعيات المنزل المزدحم في صورة تزايد العنف المنزلي، والتعرض للعلاقات غير الصحية، وتناول المخدرات، وعدم القدرة على تربية الأطفال بطريقة ملائمة نظرًا لضيق المكان وعدم توافر الخصوصية اللازمة لذلك".
وأوضح أن إجمالي عدد الأسر التي تسكن في منزل مكون من غرفة واحدة كانت 270 ألفا و677 أسرة تضم عدد أفراد بلغ 815 ألفا و590 فردا، بينما بلغ إجمالي عدد الأسر التي تسكن في منزل مكون من غرفتين كانت مليون و775 ألفا و566 أسرة، تضم 6 ملايين و340 ألفا و799 فردا، وذلك وفقًا لنتائج تعداد جمهورية مصر العربية لعام 2017.
فيديو قد يعجبك: