هل انخفضت إصابات كورونا فعلاً؟.. 4 شهادات من مستشفيات العزل
كتب - أحمد جمعة:
شهدت الأعداد الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة عن إصابات ووفيات فيروس كورونا اليومية في مصر، تراجعًا متواصلًا منذ نهاية يونيو الماضي، وسط مؤشرات بتخطي مصر "ذروة الفيروس".
ويُظهر مؤشر إصابات كورونا اليومية، عكس المنحنى اتجاهه وارتداده هبوطا اعتبارا من يوم 19 يونيو، الذي سجل ذروة إصابات كورونا بـ1774 حالة، وظلت الأعداد في مستوى بين 1300 و1600 حالة يومية، قبل أن يشهد المؤشر انخفاضا متواصلا منذ يوم 29 يونيو الذي سجل حينها 1566 حالة جديدة، حتى استقر تحت الألف إصابة لأكثر من يوم.
وبالأساس تعتمد الأعداد المسجلة بالبيان اليومي لوزارة الصحة، على الحالات التي يثبت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس بنظام "PCR"، فيما لم يعد أساسياً إجراء هذا التحليل لكافة حالات الاشتباه أو الإصابة، والاستعاضة عن ذلك في الكثير من الحالات بإجراء الأشعة العادية والمقطعية على الصدر، فضلًا عن تحاليل "الدم".
وهذا ما حدث لعدة حالات رصدها "مصراوي" داخل مستشفيات بالقاهرة والمحافظات. وفي الكثير من الأحيان تُظهر الأشعة والفحوصات إصابة بعض المرضى بالفيروس، فيما لا يُثبت ذلك بالبيان اليومي لعدم إجراء "المسحة".
وتتبع الوزارة هذا النهج منذ بداية يونيو الماضي، حينما وجهت وزيرة الصحة هالة زايد، بإجراء التقييم الإكلينيكي واعتماد نتائج الفحص الإكلينيكي، وأشعة الصدر، والتحاليل المعملية، كوسائل لتشخيص الحالات المشتبه في إصابتها بكورونا، وبدء تلقي العلاج فورًا طبقًا للبروتوكول العلاجي المتبع حسب حالة كل مصاب.
كما توسعت وزارة الصحة في تطبيق العزل المنزلي لحالات الإصابة البسيطة والمتوسطة، والذي بدأت تفعيله منذ يونيو الماضي، في استراتيجية استهدفت تقليل الضغط على المستشفيات.
مؤخرًا، عاد عدد من مستشفيات العزل للعمل بشكل طبيعي مثل مستشفيات: النجيلة والعلمين بمطروح، وهليوبوليس والجمهورية والشيخ زايد آل نهيان بالقاهرة، والإسماعيلية العام والصدر، ضمن خطة لإنهاء عمل مستشفيات العزل وعودتها لتقديم الخدمة العلاجية لكافة المرضى، وفق مصادر بوزارة الصحة.
فهل حقًا انخفضت الإصابات على الأرض؟
تحدث "مصراوي" إلى 4 أطباء ومسؤولين بمستشفيات مختلفة للفرز والعزل؛ للاستفسار عن حالات التردد، ومدى وجود انخفاض من عدمه مؤخرًا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
*طبيب بطوارئ حميات العباسية (طلب عدم نشر اسمه)
"التردد على حميات العباسية انخفض بالفعل منذ أكثر من أسبوعين بالمقارنة بشهري مايو ويونيو، لكن في الحقيقة لاحظت في عملي الخاص أن التردد زاد بعض الشيء على العيادات والمستشفيات الخاصة ومراكز الأشعة، ورفضوا الذهاب إلى المستشفيات الحكومية".
"أغلب الحالات تتعافى دون تدخلات طبية، مع ملاحظة الزيادة في العزل المنزلي، كما أن الكثير من الحالات غير مسجلة بالبيان اليومي لأنها تمر على مستشفيات الصحة ولا يؤخذ منها مسحة، ويتم الاكتفاء بالأشعة والتحاليل.. كما لاحظت أن خطورة المرض نفسها انخفضت، ولم يعد أغلب المصابين بحاجة إلى رعاية طبية مباشرة".
"المُلاحظ كذلك أن نسب الحالات الخطرة قلت حاليا كما أن الطلب على أسرة الرعاية وأجهزة التنفس تقلص مؤخرًا، لكن لا تزال عدد وفيات كبيرة إما لعدم توفير سرير رعاية بشكل سريع أو لعدم وجود سرير في المستشفى الذي يتردد عليه في الأساس لأن عدد الرعايات في مصر عموما غير كافية، أو التأخر في طلب الخدمة الصحية".
"الأعراض التي لا تزال أكثر شيوعًا مع المرضى ارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشم والتذوق، أما الأعراض التنفسية بدأت تنخفض مثل ضيق التنفس (كرشة النفس)".
*د. محمد عيد، مدير صدر العباسية
"بالنسبة لنا فالملاحظ أن هناك انخفاض ملحوظ في الأعداد من حيث التردد عموما وإيجابية الحالات المصابة بكورونا خلال آخر 3 أسابيع عن مايو ويونيو، ويؤكد ذلك الانخفاض في أعداد الإصابات في بيان وزارة الصحة".
"طالما التردد من المواطنين انخفض، فهناك انخفاض بالتزامن على طلب الرعايات المركزة.. لكني أعتقد أن الحالات لا تزال تصاب بنفس الأعراض منذ انتشار الفيروس في مصر. وبالتالي فأعراض المرض واحدة".
*د. حسام فتحي، مدير الطوارئ بمستشفى إسنا بالأقصر
"هناك إصابات واقعية يوميا منها التي يتم رصدها في بيان الوزارة، ومنها من يتم عزله منزلياً وهناك أعداد كبيرة جدًا موجودة في العزل المنزلي لظهور الأعراض عليها دون إجراء مسحات أو توثيق إصابتها لكن جميعها حالات مستقرة وبسيطة".
"واقعياً هناك انخفاض ملحوظ في عدد الحالات المترددة على المستشفيات بالمقارنة في الفترة السابقة، ونأمل مع العلاجات الجديدة أن تساهم في تسريع التعافي".
"هناك أسرة فارغة في مستشفى إسنا لأول مرة هذا الأسبوع، في القسم الداخلي للحالات المتوسطة، أما الرعايات المركزة فلا تزال ممتلئة... من المنتظر أن ينهي مستشفى إسنا عمله كمستشفى عزل لأنه في الأساس مدرج ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل بالأقصر، لكننا لا نعرف الموعد حتى الآن".
*د. محمد أبوحطب، المشرف على الرعاية المركزة بمستشفى أبوتيج بأسيوط
"لا يوجد انخفاض كبير في عدد الإصابات بشكل عام. للوقوف على أرض الواقع يجب أن تعرف كيف نرصد الإصابات. نحدد الحالات إما عن طريق الكشف الإكلينيكي أو الأشعة المقطعية والعادية على الصدر أو تحاليل الدم بشكل أكبر من تحاليل "pcr"، ولا تُحتسب الإصابات في البيان اليومي سوى لمن أجرى مسحة pcr".
"هناك عزل منزلي لحالات كثيرة بخلاف حالات أخرى لا تذهب للكشف من الأساس بالمستشفيات الحكومية، وتتابع إما في عيادات خاصة أو عن طريق التواصل مع أطباء يعرفونهم. الناس أصبح لديها وعي؛ من تظهر عليه أعراض ارتفاع حرارة أو كحة وحالته ليست خطيرة يتعامل مع طبيب خاص ويعزل نفسه منزلياً وهذه خطوة إيجابية".
"الحالات الموجودة في مستشفى العزل حاليا إما شديدة أو متوسطة أقرب للخطرة وهم 5% من إجمالي عدد الإصابات، وهناك أماكن متاحة بالأقسام الداخلية بسبب خوف المواطنين من التردد على المستشفيات.. ومن الملاحظ كذلك زيادة نسب الشفاء مؤخرًا بفعل الخبرات الطبية والبروتوكولات المحدثة للتعامل مع المصابين".
"الناس شعرت إن الكورونا خلصت وبدأوا يتعاملوا عادي وهذا خطر كبير. خوف الناس قل كثيرا لأننا بدأنا خطة التعايش وهذا اتجاه عالمي.. عموما يجب أن يعرف الجميع أن الوقاية خير من الوباء".
فيديو قد يعجبك: