لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على شفا الموت.. كيف نجا القمص بيشوي من كورونا ببلازما "محمد"؟

08:17 م الأربعاء 01 يوليو 2020

القمص بيشوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

غلاف- مايكل عادل:

ساءت حالة القمص بيشوي ناروز، كاهن كنيسة العذراء بقنا، بعد أيام قليلة من حجزه بمستشفى الصداقة بأسوان، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، أواخر أبريل الماضي، ليوجه الأطباء بحجزه على الفور بغرفة الرعاية الحرجة.

يومًا بعد يوم، واصلت حالته التدهور على نحو غير مسبوق: "الأعراض كانت شديدة، وغير قادر على تحملها"، ليقرر الأطباء حقنه بـ"بلازما الدم" من أحد المتعافين من كورونا، كمحاولة لتكوين أجسام مضادة تواجه الفيروس داخل جسد الرجل السبعيني. يقول القمص لمصراوي: "حالتي كانت سيئة، وكانت آخر طريقة لعلاجي حقني بالبلازما".

على الفور؛ بدأت رحلة الأطباء في إيجاد أحد المتعافين من كورونا للتبرع للقمص بيشوي. عادوا إلى سجلاتهم وهاتفوا محمد عبدالفتاح الذي خرج من المستشفى قبلها بأسبوعين، ورحب على الفور.

لم يعلم "عبدالفتاح" حينها لمن تذهب البلازما: "مكنتش أعرف رايحة لمين، قالولي فيه حالة حرجة ورحت على بنك الدم اتبرعت على طول"، فيما أبُلغ بعدها بأسبوع بذهابها لعلاج كاهن الكنيسة.

كان مبدأه في التبرع استدلالًا بالآية القرآنية "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، واضعًا نفسه في موضع الرجل الذي بات أقرب من أي وقت مضى بحاجة لأمل في استمرار حياته، دار في خلده لربما احتاج يومًا لهذه البلازما لإنقاذه من الموت "كنت مريض وفكرت إننا ممكن كنت محتاج لحاجة زي كده، وكنت فرحان وأنا رايح أتبرع وشايفها حاجة عظيمة".

كانت وزارة الصحة بدأت، منتصف أبريل الماضي، تجارب استخدام بلازما المتعافين من كورونا في علاج الحالات الحرجة داخل مستشفيات العزل. ويوضح الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير خدمات نقل الدم القومية لمصراوي، أنه بعد شفاء المرضى يبقى في جسم المعافى أجساما مناعية، وبالتالي يتم سحب بلازما الدم منهم إذ تحتوي على كميات عالية من الأجسام المضادة.

وقال "سراج" إنه يتم استخدام البلازما ضمن بروتوكول العلاج للحالات الحرجة وشديدة الخطورة، موضحًا أن "نتيجة العلاج بالبلازما مبشرة، لكنها ليست ناجحة 100%".

حقَّن أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الصداقة، القمص بيشوي، ببلازما الدم، وظلَّوا يومين يتابعون حالته الصحية عن كثب، بالتعاون مع نجله الطبيب بقسم الرعاية الحرجة بأحد مستشفيات الولايات المتحدة، حتى استقرت بشكل مُطمئن، ليقرروا حينها إجراء تحليل "pcr" لمعرفة موقف الفيروس بجسده النحيل.

يقول القمص بيشوي بينما تخرج منه الكلمات بصعوبة إذ لا يزال في فترة النقاهة: "بعد يومين من الحقن بالبلازما، جابت مفعول حلو، والتحليل طلع سلبي لأول مرة، وكانت فرحتي كبيرة للغاية".

فاض "بيشوي" بكلمات الشكر لمحمد عبدالفتاح، للدرجة التي أوصلته لكتابة خاطرة يتذكرها كلما حدثه أحد عن فضله "دمك المصري النقي الأصيل سار في عروقي شافى جراح رآتي لاسترد نسمة الحياة الطبيعية".

وفق آخر بيان رسمي لوزارة الصحة يوم 10 يونيو، كشفت وزيرة الصحة هالة زايد، عن استخدام البلازما في علاج 19 حالة حرجة، تعافى 4 مرضى منهم وخرجوا من مستشفيات العزل، بجانب حالة أخرى تحت العزل المنزلي لتحسنها، فيما كانت لا تزال 10 حالات تحت الإشراف الطبي، فضلًا عن وفاة 4 حالات منهم، كانت متدهورة قبل نقل البلازما.

من جانبها، قالت الدكتورة هدى لنجر، المستشارة الإقليمية للأدوية والتكنولوجيا الصحية وسلامة الدم بمنظمة الصحة العالمية، لمصراوي، إنَّ تجارب العلاج بالبلازما لا تزال قيد البحث والتجريب، ولم تكتمل بعد، ومن ثمَّ لم تظهر نتائجها النهائية، لكنها وصفت النتائج الأولية للتجربة بـ"المُبشرة".

لطالما يؤمن القمص بيشوي بقدر الله في مرضه "اللي هيقبل كل شيء من ربنا بشكر، ربنا هيديله معاونة ليحتمل التجربة"، كان إيمانه حاضرًا في كل حال، مستحضرًا سلامه النفسي، لم يضطرب بينما كان مصيره معلقًا بنجاح تجربة البلازما "لازم نسلم حياتنا لربنا"، مستدلًا في ذلك بما جاء في الكتاب المقدس "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت.. فإن عشنا أو متنا، فللرب نحن".

فيديو قد يعجبك: