لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غدًا.. ذروة فصل الصيف فلكيًا وأطول أيام العام وأقصرها ليلًا في مصر

10:20 ص الجمعة 19 يونيو 2020

جانب من موجة الحر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- أ ش أ:

تشهد مصر والدول الواقعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية غدا السبت ذروة فصل الصيف والتي تحدث حول هذا الموعد من كل عام، حيث يميل القطب الشمالي للأرض باتجاه الشمس، وتكون أشعتها عمودية تمامًا على مدار السرطان عند خط دائرة عرض مقدارها 23.44 درجة شمال خط الاستواء.

ويعتبر هذا اليوم فلكيا هو ذروة فصل الصيف في هذا الجزء من العالم، ونهاره هو الأطول في العام، وليله الأقصر، ويتميز هذا اليوم في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بارتفاع درجات الحرارة نتيجة تعامد زاوية سقوط أشعة الشمس تقريبا على مناطق شمال خط الاستواء، وتكون الشمس في أعلى ارتفاع لها فوق الأفق ظهرًا.

وبعد هذا التاريخ تنقلب حركة الشمس ظاهريا في السماء نحو الجنوب، وتسمى هذه اللحظة علميا بـ"الانقلاب الصيفي"، فتتحرك الشمس ظاهريا نحو الجنوب بشكل يومي تدريجيا إلى أن يحين موعد الاعتدال الخريفي، وحينها تشرق الشمس مجددا من الشرق تماما وتغرب في الغرب تماما مرة أخرى.

وطبقا للحسابات الفلكية التي أعدها خبراء المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة، فإنه بعد الاعتدال الربيعي الذي حدث هذا العام في يوم ٢١ مارس الماضي، استمرت حركة الشمس الظاهرية في الاتجاه نحو شمال خط الاستواء تدريجيا وواصل ميل أشعة الشمس في الزيادة فواصلت ساعات النهار زيادتها تدريجيا على حساب ساعات الليل، حتى أصبحت أشعة الشمس عمودية تماما على مدار السرطان وهو موعد لحظة ما يعرف فلكيا باسم "الانقلاب الصيفي 21 يونيو".

وفصل الصيف هو أحد فصول العام الأربعة التي يمر فيها كوكب الأرض بأربعة نقاط مفصلية هامة أثناء رحلته حول الشمس وتستغرق 365 يومًا و6 ساعات تقريبا، وهي الاعتدال الربيعي، والانقلاب الصيفي، والاعتدال الخريفي، والانقلاب الشتوي، وتتميز زاوية ميل محور دوران الأرض حول الشمس بأنها ثابتة ومقدارها 23.4 درجة ولا تتغير أثناء دوران الأرض حول الشمس وهذا ما يسبب تغير زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض، ويترتب عليه بدوره تغير الفصول الأربعة.

وحين يبدأ الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي يزداد النهار طولا كلما تحركنا شمال خط مدار السرطان إلى أن تصل ساعاته إلى 24 ساعة عند دائرة عرض 66.5 درجة (القطب الشمالي)، أي لا يرى سكان تلك المنطقة الليل طوال فترة الصيف، وهنا تسمى لياليه التي لا تحل بالليالى البيضاء، أما في منطقة خط الاستواء فيتساوى الليل والنهار دائما بصرف النظر عن الفصل السنوي، ولهذا يسمى خط الاستواء.

وفيما تفصل المصريين ساعات قليلة عن موعد فصل الصيف فلكيا وجغرافيا، تشهد مصر ارتفاعا ملحوظا في درجات حرارة الجو، حيث أوشك شهر بؤونة للعام القبطي ١٧٣٦ على الانتصاف والمشهود له بحرارته الملعونة، وقد حل هذا العام كعادته في كل عام ضيفا ثقيلا على مناخ مصر، داعما للارتفاع الصيفي في درجة حرارة ورطوبة الطقس، وشهر بؤونة ترتيبه العاشر بين الشهور القبطية والبالغ عددها ١٢ شهرا، يحتضنها التقويم القبطي المصري القديم، وهو تقويم وإن كان يبدو أنه يخص مصر وحدها إلا إنه يشمل بعض دول وادي النيل التي ما زالت تستخدمه حاليا.

ويحل شهر بؤونة في الفترة من ٨ يونيو إلى 7 يوليو من كل عام، وهو الشهر الثاني في موسم الحصاد (الشيمو)، وفيه يبدأ جني وحصاد المحاصيل من الحقول والمزارع، ويعود اسم بؤونة لكلمة "بايني" بالقبطي، وأصلها بالهيروغليفية "با أوني"، واسمه مشتق من اسم إله المعادن عند قدماء المصريين الإله "خنتي" أحد أسماء حورس أو الشمس؛ لأن فيه تستوي المعادن والأحجار الكريمة بسبب شدة القيظ لذلك يسميه العامية "باؤني الحجر".

ويعرف الفلاحون وعموم المصريون شهر بؤونة بخصائصه المناخية والزراعية المميزة، مثل الارتفاع الشديد في درجة حرارة فصل الصيف، وحتى عقود قريبة وربما إلى الآن يزرع الفلاح الباذنجان في هذا الشهر، وعندما ربط الفلاح المصري الشهور القبطية بأمثاله الشعبية فقد جاء ذلك لما لها من ارتباط بالزراعة من حيث فيضان النيل وجفافه وزراعة المحاصيل وحصادها.

وجاء في تراث الأمثال الشعبية عن شهر بؤونة بأنه "ينشف الميه من الماعونة"، تعبيرًا عن تبخر الماء من الأواني من شدة الحر، وبؤونة "أبوالحرارة الملعونة"، و"بؤونة الحجر"، و"بؤونة نقل وتخزين المونة" أي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام، وكان التخزين أحد عادات المصريين القدماء، خشية الفيضان الجارف أو انقطاع الفيض.

وفي هذا الشهر ينضج التين ويكون فيه أطيب منه في سائر الشهور، وينضج العنب الفيومي، والخوخ الزهري والكمثرى والقراصيا والقثاء والبلح والحصرم، ويطيب التوت الأسود، وفيه يطلع النخل ويقطف جمهور العسل فتكون رياحه قليلة.

ومن الناحية الزراعية ففي شهر بؤونه تشتد حاجة الحاصلات الصيفية إلى الري المتقارب، وتهب خلاله أحيانا رياح حارة فتسبب شيئا من الضرر لمحصول القطن بسقوط بعض اللوز، وقد يصاب كذلك الأرز المتأخر ببعض الضرر، وفيه يتم جمع لطع دودة القطن ويتم زراعة الذرة الشامي النيلي والسمسم والسمار في الوجه البحري، وزراعة الذرة الشامي والبطاطا في الوجه القبلي.

وتزرع اللوبيا والفاصوليا والبطيخ والشمام والخيار والكوسة والقرع العسلي والملوخية والرجلة والبامية والطماطم والباذنجان والفلفل، ويستمر شتل الكرنب والقنبيط والكرفس والكرات، وفسائل الخرشوف، وتجهز الأرض لزراعة الفراولة والمحاصيل الشتوية المبكرة، ويستمر تطعيم المانجو وترقيد النباتات، وتسميد الشتلات والعقل الصغيرة وجمع الخوخ والبرقوق والعنب والتفاح البلدي والليمون البلدي والتين والتين الشوكي، ويجمع من الموز المحصول الصيفي ويكثر الجميز ويبدأ في جمع الكمثرى وبوادر المانجو.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: