لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ملتقى الفكر الإسلامي: شكر الله عز وجل دليلٌ على صفاء النفس وطهارة القلب

04:44 ص السبت 23 مايو 2020

الدكتور محمد مختار جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- (أ ش أ):
أكد ملتقى الفكر الإسلامي، أن شكر الله عز وجل، دليلٌ على صفاء النفس، وطهارة القلب، وسلامة الصدر مساعدة المحتاجين وإطعام الجائعين شكر لله على نعمة المال، وأن الشكر من أسمى الفضائل التي تعود بالخير على الشاكر، ومن داوم على شكر الله سبحانه وتعالى كان له مثل أجر الصائم الصابر.

جاء ذلك في إطار الحلقة التاسعة والعشرين لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى لشئون الإسلامية تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وجاءت بعنوان: "الشكر وأثره في حفظ النعم"، وحاضر فيها كل من : الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، والشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، وقدم للملتقى الإعلامي محمد عامر المذيع بقناة النيل الثقافية .

وفي كلمته أكد الدكتور على الله الجمال، أن الشكر: مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية، فيثني على المنعم بلسانه ويبذل الجهد في طاعته، ويجتنب معاصيه في السر والعلن، فالمؤمن الحق هو الذي يقر بأن ما به من نعم وفضل مرده إلى الله وحده، قال تعالى :{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، فهو في كل طرفة عين، ونبضة قلب، يشكر الله تعالى على نعمه المتجددة بتجدد الليل والنهار ، قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}، وأن الشكر: دليلٌ على صفاء النفس ، وطهارة القلب ، وسلامة الصدر ، وكمال العقل ، وهو - في حد ذاته- نعمة من الله تستحق الشكر عليها ؛ فنشكر الله ــ تعالى ــ أن ألهمنا شكره ، ومن هنا يتوالى الشكر ولا ينقطع.

وأشار الجمال، إلى أن من تمام شكر الله تعالى : أن يستعمل الإنسان نعم الله (عز وجل) فيما خلقت له، وأن يضعها في المواضع التي ترضيه، فالعين نعمة : وشكرها أن يستعملها في النظر إلى ما أحله الله ، لا إلى ما حرمه الله، واليد نعمة : وشكرها أن يستعملها في الطاعة لا في المعصية، في الخير لا في الشر ، والأذن نعمة : وشكرها أن يستعملها في الاستماع إلى ما يعود علينا بالثواب من الله (عز وجل) ، والعقل نعمة : وشكرها أن يستعملها في التفكير السليم الذي يعود علينا وعلى المجتمع كله بالخير والرخاء ، وكذلك المال نعمة : وشكرها أن يُوجَّه للخير، وأن نساعد به المحتاجين ، ونمسح به دموع المنكوبين ، وننفقه في مصالح العباد والبلاد ، وغير ذلك من نعمة الصحة والشباب والجاه والسلطان، فكلها نعم سامية يجب أن يشكر الإنسان عليها ربه (عز وجل) بتسخيرها للخير ونفع العباد ، وبالوقوف عند حدود الله تعالى. وكذلك كل نعمة أنعم الله بها على الإنسان يجب أن يستعملها في طاعة الله سبحانه ، يقول عز وجل: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

وفي ختام كلمته أوضح الجمال، أن حقيقة الشكر: أن تكون حركات العبد وسكناته وخواطره ومشاعره وما يتمتع به من نعم موجهة للخير وفي سبيل الله ومن أجل مرضاته، مشيرًا إلى أن الشكر نعمة تقرب العبد من مولاه ، وتجعله موضع حبه ورضاه، حيث أخبر الحق سبحانه في كتابه أن رضاه في شكره وأن سخطه في كفران نعمته، فقال:{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

وبدوره، أكد الشيخ محمود الأبيدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن فضيلة الشكر من أسمى الفضائل وأعظمها قدرًا، ومن عظيم منن الله تعالى على الصفوة من عباده ما اختصهم به من كريم السجايا وجميل الصفات، التي عظمت بها أقدارهم، وسمت بها منازلهم، وارتفعت بها درجاتهم عند ربهم، وإن من أجل هذه الصفات قدرا وأعظمها أثرا صفة الشكر، والذي هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافا ، وعلى قلبه محبة وشهودا ، وعلى جوارحه طاعة وانقيادا.

وأشار الأبيدي ، إلى أن شكر الله ــ تعالى ــ لا يكون باللسان فحسب ، بل شكره باللسان ، والقلب ، والجوارح ، والعمل ، فشكر اللسان : يكون بذكر نعم الله ــ تعالى ــ وفضائله ، وكثرة حمده عليها ، والوفاء بحقها ، قال تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، وقال سبحانه :{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}، وشكر القلب : يكون باعتقاد العبد أنه مُنعَمٌ عليه من الله (عز وجل)، فقد ورد أن سيدنا مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: (إِلَهِي كَيْفَ أَشْكُرُكَ وَأَصْغَرُ نِعْمَةٍ وَضَعْتُهَا عِنْدِي مِنْ نِعَمِكَ لَا يُجَازِي بِهَا عَمَلِي كُلُّهُ) قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ (يَا مُوسَى الْآنَ شَكَرْتَنِي) ، وشكر الجوارح: يكون بترك المعاصي والذنوب ،.

وأوضح الأبيدي، أن للشكر ثمرات كثيرة، منها : حفظ النعم من الزوال ، ولقد ضرب لنا الحق ــ سبحانه وتعالى ــ مثلاً بقرية زالت نعمها ؛ لعدم الشكر عليها، فقال سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ * وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ * فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، فالشكر سبب بقاء النعمة والحفاظ عليها ، ومنها : أن الشكر يعود بالخير على الشاكر نفسه ، فلا يقع نفع الشكر ، ولا ضرر الكفران على الله تعالى، وإنما النفع يقع على الشاكر نفسه ، وضرر الكفران يقع على الجاحد نفسه ، قال سبحانه: ( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

وفي ختام كلمته أكد الأبيدي، أن من داوم على شكر الله (عز وجل) كان له مثل أجر الصائم الصابر، كما أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومعلوم أن أجرهما لا يعلمه إلا الله، قَالَ رَسُول اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِرِ )، وصدق الله العظيم حيث قال :{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، مشيرًا إلى أن من كمال شكر الله تعالى الشكر لكل من أسدى إلينا معروفا ، فهو من باب شكر الله تعالى ، حيث يقول (صلّى الله عليه وسلّم) : (لا يشكر الله من لا يشكر النّاس) ، والحق سبحانه وتعالى يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، فينبغي للعبد أن يكون شاكرا لله (عز وجل) على نعمه ، ويتحدث بها ، ويستعملها في مرضاته سبحانه ، وخدمة وطنه وأمته.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: