لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مهمة العزل".. قصة طبيبة رافقت سيدة المنصورة إلى الإسماعيلية قبل وفاتها

03:19 م السبت 14 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد جمعة:

مع رفع حالة الطوارئ الطبية على مستوى الجمهورية تزامنا مع تطبيق الخطة الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد داخل البلاد، كانت الأطقم الطبية تتأهب لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها، لكن الطبيبة آية الحديدي مديرة الرعاية بمستشفى صدر المنصورة لم تتوقع أن تجد أمامها حالة مؤكدة، بعد أن أثبتت التحاليل المعملية إصابة سيدة ستينية في الدقهلية بالفيروس يوم الأربعاء، بينما كانت ترقد في غرفة الرعاية المركزة على أجهزة التنفس الصناعي إثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد.

في أعقاب تأكد إصابة السيدة بكورونا، جرى الترتيب لنقلها إلى مستشفى أبوخليفة بالإسماعيلية، المخصصة لعزل الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس "عملنا تحليلين للتأكيد"، ليأتي الدور على اختيار طبيب يرافقها في رحلتها إلى هناك.

كان المعتاد أن يذهب معها "الطبيب المقيم أو النائب"، لكنها الطبيبة التي كان من المفترض أن تسافر لم تتمكن من ذلك "كانت تعبانة، وأهلها خافوا عليها جدا وضغطوا عليها لعدم السفر"، بحسب الحديدي.

حسمت الحديدي دقائق التوافق على أحد الأطباء "قلتلهم أنا هطلع مع الحالة"، لكنها مع ذلك تعرف صعوبة إبلاغ أسرتها بهذا القرار، ولم تشأ أن تقلقهم أو يتسبب ذلك في إثقالها بضغوط تمنعها من السفر "مبلغتهمش في البيت وقلتلهم هتأخر في الشغل ودا أمر وارد أننا نتأخر، وقفلت موبايلي"، لتبدأ في التجهيز للمهمة بارتداء الواقيات الشخصية تحت إشراف طبيب مكافحة العدوى بالمستشفى "لبست البدلة الواقية، والنضارة الطبية، والكمامة، والجوانتي".

كانت صعوبة المهمة مضاعفة، فهذا القلق من مرافقة أول حالة كورونا في المحافظة زاد عليه صعوبة الأحوال الجوية منذ مساء الأربعاء الماضي "الأمور كانت صعبة شوية في السفر بسبب التقلبات الجوية، وكان معانا عربيتين شرطة قدامنا وورانا لتسهيل نقل الحالة"، كما كان معها داخل السيارة المسعف محمد مجاهد في الرحلة التي استغرقت ما يزيد عن 5 ساعات "طول الوقت بنتابع الحالة لأنها كانت على جهاز التنفس، وكانت مستقرة خلال نقلها".

3

بحلول التاسعة مساء وصلت سيارة الإسعاف إلى مستشفى أبوخليفة، ليتم نقلها على الفور إلى إحدى غرف العزل المجهزة، لكن المهمة لم تكن انتهت بالنسبة للطبيبة آية الحديدي "صحيح سلمنا الحالة، بس كان لازم نطمن على نفسنا، سحبنا عينة وتم إرسالها للمعامل لتحليلها"، ولحين التأكد من سلبيها اتخذت قرارا بالعزل المنزلي لمدة 14 يوما في بيتها بالمنصورة.

ولم تمض سوى ساعات حتى أعلنت وزارة الصحة مساء الخميس، وفاة السيدة متأثرة بإصابتها بالتهاب رئوي حاد، لتصبح أول حالة وفاة بين المصريين جراء كورونا، من أصل 93 مصابا سجلتهم الوزارة، وحالتي وفاة الأولى كانت لشخص أجنبي.

سرعان ما انتشرت صور آية الحديدي، بالزي الأصفر على الحسابات الشخصية لأصدقائها على فيسبوك، لتتناقلها الصفحات، وتراها أسرتها لأول مرة بهذا الشكل "أهلي عرفوا من فيسبوك وبابا اتخض في الأول، وهدأ شوية لما بدأ يفهم الوضع"، وكذلك كان الحال بالنسبة لزوجها وابنها ذو التسع سنوات: "دخلت البيت من غير ما أسلم عليهم، ومشفتش ابني من يوم الأربع".

صباح السبت، أبلغتها إدارة المستشفى بسلبية عيناتها من كورونا "اطمنت على نفسي الحمد لله"، لكن قناعتها أنها ستفعل تلك المهمة مجددا حال ظهور حالات جديدة، بل لا تجد بطولة فيها قدمته "الموضوع طبيعي، ودا شغلي"، لتمضي قائلة "معملتش حاجة خارقة، كل زمايلي بيعملوا دا واكتر لو في نفس الموقف"، في الأخير فالوقاية هي الأهم في هذه الأحوال "أهم حاجة الواحد يحافظ على نفسه وياخد الواقيات الشخصية ويكون مأمن نفسه كويس".

فيديو قد يعجبك: