البيئة: مشروع لدعم صناعات إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمد نصار:
التقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة؛ وبحضور سفير سويسرا في القاهرة، بول جارنييه، حيث تناول اللقاء مناقشة سبل تفعيل "مشروع صناعات إعادة التدوير المستدامة في مصر"، في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع سفارة سويسرا في القاهرة عام 2016 لدعم التكامل والمشاركة المستدامة للشركات الصغيرة والمتوسطة في إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في مصر.
وتم الاتفاق على تمديد المشروع خلال الفترة من 2020 حتى 2023، وأكد الدكتور عمرو طلعت، أنه في ضوء تزايد معدلات الرقمنة والتوجه نحو التحول الرقمي في إطار استراتيجية بناء مصر الرقمية أصبح من الضروري اتخاذ طرق علمية من أجل التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية على نحو صديق للبيئة؛ مشيدًا بالتعاون بين كل من وزارتي الاتصالات والبيئة والسفارة السويسرية في القاهرة في هذا المجال من خلال تنفيذ مشروع يساهم في حوكمة التخلص من المعدات الإلكترونية وأجهزة الحاسب الآلي المستخدمة في الحكومة والقطاع المصرفي وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإعادة تدويرها بشكل يحافظ على البيئة ويحد من مخاطر المخلفات الإلكترونية.
وأضاف طلعت، أن مشروع التعاون سيتضمن خلق فرص عمل جديدة للشباب في مجال معالجة المخلفات الإلكترونية، وبرامج لتدريب عدد ضخم من الشباب لتأهيلهم للعمل في هذا التخصص، بالإضافة إلى تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة للمشاركة في صناعات إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، كما سيتضمن المشروع إعادة استخدام أجزاء من هذه الحاسبات في أغراض أخرى؛ مشيرًا الى أهمية المشروع في الحفاظ على البيئة وخلق فرص عمل وتحقيق عائد اقتصادي ومجتمعي.
وأشاد وزير الاتصالات، بالتعاون مع الجانب السويسري لتقديم الدعم الفني والتقني في مجال الإدارة الآمنة للمخلفات الإلكترونية؛ مشيرًا إلى أنه يجري حاليًا التعاون بين وزارتي الاتصالات والبيئة والسفارة السويسرية في القاهرة لإطلاق حملة توعية للمواطنين بمخاطر التخلص غير الآمن من المخلفات الإلكترونية والنفايات الرقمية وكيفية التخلص منها، وأهمية استخدام الأجهزة الإلكترونية جيدة الصنع صديقة البيئة.
وأوضح أنه يتم دراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لوضع إطار حوكمي من أجل منع استيراد أجهزة المحمول رديئة الصنع والضارة بالصحة؛ كما تم اتخاذ عدد من الخطوات الهامة لوضع آليات للتخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية في القطاع المؤسسي والتجاري؛ بالتنسيق مع البنك المركزي لحوكمة آليات التخلص من أجهزة الحواسب القديمة في القطاع المصرفي، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات من أجل التخلص الآمن من أجهزة الاتصالات القديمة في السنترالات والحاسبات التي تحوي الألواح الإلكترونية.
كما أشار إلى أن هيئة الخدمات الحكومية التابعة لوزارة المالية هي الجهة المعنية بالأجهزة الحوسبية القديمة في القطاع الحكومي؛ حيث تم التباحث مع وزير المالية من أجل حوكمة التخلص الآمن من هذه الأجهزة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن المخلفات الإلكترونية تمثل تحديًا كبيرًا في التعامل معها وإدارتها بطريقة سليمة وخصوصًا في ظل التحول الرقمي الذي تشهده مصر حاليًا في جميع المجالات والتوسع في استخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء حيث من المتوقع أن ينتج عن هذه الأنشطة أضعاف المخلفات الإلكترونية المتولدة الآن.
وتابعت الوزيرة: "ما استدعى سرعة التصدي للتحديات التي تواجه الإدارة المستدامة لهذه المخلفات ووضع الحلول المناسبة بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة وشركاء العمل والتنمية وتذليل العقبات أمام القطاع الوليد لصناعة إعادة تدوير هذه المخلفات ودعم مبادرات رواد الأعمال للمساهمة في اكتمال منظومة الإدارة السليمة للمخلفات الإلكترونية ووضع خارطة طريق للمضي قدمًا في تنفيذ منظومة الإدارة السليمة للمخلفات الإلكترونية لكي تكون مصر مستعدة للتعامل مع الكم المتوقع من المخلفات الإلكترونية بتخطيط".
وبالرغم من الربحية العالية لقطاع تدوير المخلفات الإلكترونية والعمل على زيادة الاستثمار فيه إلا أن تدوير المخلفات الإلكترونية يحتاج إلى حرص شديد لما ينتج عنه من نفايات خطرة حفاظًا على صحة الإنسان والبيئة، لافتة إلى أن وزارة البيئة بدأت مع وزارة الاتصالات خطوات بحصر قطاع المخلفات الإلكترونية في مصر، وتقدر كميتها بـ88 ألف طن سنويًا.
,يجري العمل على وضع التشريعات لتحويل القطاع غير الرسمي العامل في المخلفات الإلكترونية إلى قطاع رسمي بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة من خلال مشروع التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية، فهناك حوالي 7 مصانع تمت الموافقة على ترخيصها تستطيع تدوير المخلفات الإلكترونية بشكل آمن ، كما يتم التنسيق مع وزارة الاتصالات على إيجاد آلية لحصول مصانع إعادة التدوير الرسمية على المخلفات الإلكترونية المتولدة من قطاع الاتصالات.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى أنه يبقى التحدي الأكبر في التكنولوجيا المستخدمة لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والتخلص الآمن من أجزائها الخطرة ورفع وعي المواطنين، حيث يتم بالتعاون مع وزارة الاتصالات والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات، الإعداد لتنفيذ تطبيق E-Tadweer والذي يمكن المواطن من التخلص من مخلفاته الإلكترونية وإيجاد حافز في شكل قسائم تخفيض يمكنه استخدامها عند شراء أجهزة كهربائية أو أي منتجات أخرى من الشركات الداعمة لهذا التطبيق، والمرحلة الثانية دعوة المواطنين لتقليل استهلاكهم من الأجهزة الإلكترونية.
وأوضحت فؤاد، وجود مجموعة من خطوات تنتهجها الوزارة منذ سنوات في هذا المجال، ومنها التعاون بين وزارتي البيئة والاتصالات والجانب السويسري بما لديه من خبرات واسعة في التعامل مع المخلفات الإلكترونية وخاصة الشاشات الموجودة بالجمارك، وسيداري التي بدأت أول تجربة في الدراسات الخاصة بالمخلفات الخطرة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة المالية والقطاع الخاص، ووزارة التعليم العالي وشباب الجامعات من خلال البروتوكول المشترك في توعية الشباب بالمخلفات الإلكترونية وتدوير المخلفات.
وقال بول جارنييه: "نحن سعداء للغاية بمشاركة تجربتنا مع مصر.. سيتبع مشروع صناعات إعادة التدوير المستدامة مناهج شاملة تهدف إلى تهيئة ظروف اقتصادية مواتية لتحسين سلاسل الأعمال وخلق وظائف لكل من القطاعين الخاص وغير الرسمي.. وستعتمد الأنشطة على مفهوم الاقتصاد الدوار الذي من شأنه التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال إعادة دمج المواد الخام الثانوية في إعادة التصنيع.
ويهدف تمديد المشروع إلى تعزيز النتائج التي تحققت وتمثلت في إنشاء لجنة للإشراف على صناعة إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية في مصر، وتطوير المعايير الفنية، وتدريب المراقبين البيئيين من وزارة البيئة، ويعتبر التمديد جزءًا من برنامج أكبر يتم تنفيذه في 5 بلدان هي مصر وكولومبيا وغانا وبيرو وجنوب أفريقيا، بتمويل من أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية.
ومن المقرر أن تستكمل الأنشطة الجديدة ما تم إنجازه في المشروع، مع العمل على مواجهة التحديات التي لاقته، والمساهمة الإيجابية في مجالات وضع السياسات والتشريعات والمعايير القياسية والتكنولوجية وتطوير الأعمال، وسيتم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع من خلال الهيئة الفيدرالية السويسرية لعلوم المواد والتكنولوجيا والمنتدى العالمي للموارد وشركة صوفيس للاستشارات، وتعد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (سيداري) الشريك المحلي المنفذ للمشروع.
فيديو قد يعجبك: