مبارك بين أربع طائرات.. من "صعود نجمه في النكسة" لهبوط "الرحلة الأخيرة" (فيديوهات)
كتب- أشرف جهاد:
بين صعود وهبوط، كانت حياة الرئيس الراحل حسني مبارك بحكم عمله طيارًا، وبحكم ما عاشه رئيسًا أيضا.
في 5 يونيو 1967، صعد نجم الطيار محمد حسني مبارك بعد نجاته والسرب الذي يقوده من الضربة الإسرائيلية، وتدريبه للطيارين المصريين خلال حرب الاستنزاف، وحتى الضربة الجوية السبب الرئيس في نصر أكتوبر، واليوم هبطت طائرة عسكرية بقائد الضربة الجوية ليوارى الثرى.
وفي السياسة، صعد نجم الرئيس الراحل عندما اختاره الرئيس السادات نائبًا له، وبعدها عندما تولى الرئاسة ونجح في الملفات الخارجية، قبل أن يبدأ في الهبوط مع ثورة 25 يناير، التي اضطرته للتنحي.
بين دورين عسكريّ وسياسي، شكلت 4 طائرات نقاط تحول في حياة مبارك، الذي وافته المنية أمس:
طائرة النكسة
في 5 يونيو 1967، باغتت إسرائيل مصر بهجوم واسع النطاق استمر قرابة 3 ساعات، وقتلت أكثر من 100 طيار مصري ودُمِرت أكثر من 300 طائرة.
لم يكن مبارك والسرب الذي يقوده على الأرض وقتها. كان الرئيس الأسبق اتخذ قرارًا مغايرًا قبل الضربة الإسرائيلية.
وفي فيديو نشره على يوتيوب قبل أشهر من وفاته، كشف الرئيس الأسبق حسني مبارك، تفاصيل ما حدث في 1967، وقال "تلقيت خبر الهجوم الإسرائيلي على المطارات في الجو أثناء قيادتي إحدى الطائرات".
وأوضح: "كان بقالنا مدة لا نطير، قلت نطلع نطير، نمشي ادينا شوية والطيارين بقالهم 20 يوما لم ينفذوا طلعات.. طلعنا يوم 5 يونيو بـ3 طائرات واخترقنا السحب، وفوجئت بالكنترول بيقولي: المطار بيضّرب والران واي (ممر الطائرات) فيه حفر.. قلتله أنتوا بتقولوا ايه؟!، قالي: هجموا وعطلوا الران واي".
وتابع: "قلت أعمل إيه بقى، اتصلت بالقيادة العامة قلت لهم أنزل فين؟ قلت لهم مفيش قدامي غير الأقصر، قالوا هنديك خبر، اتصلت تاني قالوا هنديك خبر، قلت خلاص ونزلت في الأقصر، وبعد فترة مش طويلة، لقيت طائرات إسرائيلية جات ضربت المطار، وإحنا أصبنا بصدمة".
الضربة الجوية
بعد النكسة، كلف مبارك بإعادة تأهيل وتدريب القوات الجوية. وبعدها بسنوات وضع خطة الانتقام بضربة جوية واسعة في 6 أكتوبر 1973.
في أولى لحظات الحرب، عبرت المقاتلات المصرية خط القناة بحشد كبير وعلى ارتفاع منخفض جدًا وتجاوزت رادارات جيش الاحتلال، ووجهت ضربة قوية شلت حركة العدو ومهدت لعبور الدبابات والمدرعات.
وتزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ46 لنصر أكتوبر، كشف مبارك كواليس الضربة الجوية قائلا: "في هذا اليوم صحيت الصبح عادي في البيت، ونزلت الساعة 7.30 أو 8 صباحًا، روحت المكتب كالعادة، ووقفت قدام باب المكتب ندردش.. مفيش حد يعرف موعد الحرب، لكن هما عارفين إن فيه حرب، لكن إمتى وإزاي مفيش حد يعرف".
وأضاف: "الساعة 11.30 طلبت رئيس الأركان، وقلتله عاوزك تطلع أنشاص، علشان تؤكد أن مقاتلات الحماية هتطلع في ميعادها لتأمين المقاتلات القاذفة اللي هتضرب من بلبيس.. فقالي الحكاية بجد ولا إيه؟ قلتله: لو مش بجد ووقفت ارجع".
وواصل مبارك: "هو مكنش عارف ميعاد الحرب، لكن عارف الخطة كويس".
وكشف مبارك سبب إخفاء موعد الضربة الجوية عن الضباط بالقوات الجوية، قائلًا: "كنت متكتم بالموعد جدا؛ لأن عنصر المفاجأة كان مهم للغاية، لأن لو كان حد عرف واتسرب الموعد، كانت إسرائيل هتكون مستعدة، فكنت حريص جدا إن مقولش كلمة لحد ولا رئيس العمليات ولا رئيس الأركان (بالقوات الجوية)، لكن الخطة مشتركين فيها وكل حاجة معروفة إلا موعد الحرب".
كانت خطة المعركة بأن يتم توجيه ضربتين جويتين متتاليتين، فكانت الخطة مبنية على نجاح الضربة الأولى بنسبة 30% وبخسائر 40%، ولهذا كان مخططا أن يعقب الضربة الجوية الأولى ضربة ثانية ولكن هذه الضربة لم تتم؛ لأن الضربة الأولى حققت الغرض.
من العسكرية للسياسة
في 15 أبريل عام 1975، عين الرئيس الراحل أنور السادات حسني مبارك نائبًا له، بعد عام واحد من ترقيته لرتبة فريق أول طيار.
وبعدها بدأ مبارك رحلته الثانية، من العسكرية إلى السياسة، التي شهدت هي الأخرى مواقف متقلبة.
طائرة المحاكمة
طيلة محاكمته في القضايا التي اتهم بها بعد ثورة 25 يناير، كانت طائرة عسكرية طبية تقل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى أكاديمية الشرطة، لحضور جلسات المحاكمة.
وفي محاكمته بقتل المتظاهرين (محكمة القرن)، نقلت محكمة النقض مكان انعقادها لأول مرة من دار القضاء العالي إلى مقر المحاكمات بأكاديمية الشرطة، لتعذر حضور الرئيس الأسبق أمنيًا إلى مقرها الأصلي بوسط البلد.
الطائرة الأخيرة
طائرة مبارك الأخيرة، كانت طائرة عسكرية أيضا، ونقلت جثمانه اليوم من مستشفى المعادي العسكري إلى مسجد المشير، ومنه إلى مقابر أسرته ليوارى الثرى.
فيديو قد يعجبك: