لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

د.خالد جودت: مريض المحلة فقد 30 كيلو جرامًا في 3 أسابيع واهتمام الرئيس وضعنا في تحدٍ (حوار)

02:18 م الخميس 05 نوفمبر 2020

الدكتور خالد جودت أستاذ الجراحة العامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- مصطفى عريشة:

تصوير- أحمد جمعة:

قال الدكتور خالد جودت، أستاذ الجراحة العامة بكلية طب جامعة عين شمس، رائد جراحات السمنة في مصر والشرق الأوسط، إن حالة المريض التي وجه الرئيس السيسي بعلاجه فقدت نحو 30 كيلوجرامًا في 3 أسابيع بعد إجراء عملية تحويل معدة معدل استغرقت أسبوعًا من التحضيرات وساعة واحدة في غرفة العمليات.

وأضاف جودت، في حواره لـ"مصراوي"، أن اهتمام الرئيس بالموضوع وتبرع شركات الأدوية بكل مستلزمات العملية من دباسات وغيرها وضعنا في تحدٍ كبير لإنقاذه.

وأوضح أن رفض بعض الأطباء علاج مريض المحلة جاء خوفًا من حدوث مضاعفات له، ورأى أن الرفض قد يكون أمانة من الأطباء في بعض الأحيان، وإلى نص الحوار:

بداية كيف جاء التكليف الرئاسي لكم بتولي حالة محمود مريض المحلة؟

الموضوع بدأ عندما قام محمود بعمل استغاثة في بعض الصحف، بعد أن رفض الكثير من الأطباء إجراء جراحة سمنة له وعلاجه بسبب وزنه الذي تخطى الـ٢٥٠ كيلوجرامًا، وكان يعاني من مشكلات في الرئة والتنفس، إضافة إلى تخوفهم من إعطائه "بنج"، وعندما علم الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمر كلف وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد بعلاج الحالة وبناء عليه كُلفت بتولي مهمة العلاج وإجراء الجراحة لحالة محمود.

44

ما الوقت الذي استغرقه التحضير لهذه الجراحة؟

تم التحضير للعملية في خلال أسبوع وكان من المتوقع أن يأخذ أكثر من ذلك لأننا كنا نريد العمل عل خفض الوزن لتقليل خطورة التخدير عليه، واستجاب للعلاج وفقد 10 كيلوجرامات في هذا الأسبوع وحدث تحسن في الحركة والنفس هناك دعاية مضادة لجراحات السمنة تستند على معلومات مغلوطة.

ما المخاوف التي راودتك قبل إجراء العملية؟

جراحات السمنة في التعامل مع الأوزان الكبيرة لها عدة مدارس، والمدرسة الدارجة هي إجراء عملية سهلة في البداية وبعد فقدان بعض الوزن نستكمل بإجراء عملية أخرى، وغالبية المرضى لا يستجيبون للعملية الثانية ويزداد الوزن من جديد دون الاستفادة من الجراحة.

ومحمود كان يعاني من درجة عالية من السمنة تسمى السمنة الثلاثية، وهو بالنسبة لي كان حالة شبه عادية؛ لأننا أجرينا جراحات لحالات تخطت 450 كيلوجرامًا.

ما نوع الجراحة التي لجأت لها في حالة مريض المحلة؟

تحويل المعدة المعدل هي عملية بدأنا نجريها في مصر عام 2000، وأثبتت أفضل نتائج على المدى القصير والبعيد لمدة تصل لـ20 سنة، والأمر مع حالة محمود جعل العملية ذات صعوبة شديدة، وشعرنا أن اهتمام الرئيس بالموضوع وتبرع شركات الأدوية بكل مستلزمات العملية من دباسات وغيرها وضعنا في تحدٍ كبير لإنقاذه، كما أن المستشفى كان مجهزًا بالفرق الطبية على أعلى مستوى من التخدير للعلاج الطبيعي للتغذية وهذا أدى إلى سير الأمور بسهولة، واستغرقت العملية ساعة فقط، وهي إحدى أفضل الجراحات وليست الأحدث.

كيف ترى رفض الأطباء علاج حالة محمود؟

رفض بعض الأطباء علاج مريض خوفًا من حدوث مضاعفات له، وأرى أن الرفض قد يكون أمانة من الأطباء في بعض الأحيان، أفضل من المكابرة وعمل الطبيب جراحة غير مؤهل لها، "رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه".

89

هل إجراء الجراحة لحالة المحلة كانت مخاطرة منك كجراح سمنة؟

بالطبع لا، لأنني تعاملت مع الكثير من الحالات المشابهة والأصعب من حالة محمود، وكنا نُجري كل أسبوعين أو ثلاثة جراحة لحالات في الجامعة ومع ذلك كان هناك نسبة صعوبة تجاوزناها بالإجراءات التي اتخذت.

ما التكنولوجيا التي استخدمت في إجراء العملية؟

الأمر فقط اختلف في استخدام بعض الأدوات ذات مقاسات أكبر للوصول لداخل المريض بسبب الوزن الزائد، مقارنة بالمرضى العاديين،

"جراحي الفضائيات" يسوقون الوهم حول جراحات السمنة

ما فترة التعافي والنتائج المتوقعة للجراحة في حالة محمود؟

التعافي بمعنى الشفاء من العملية نفسها لا يأخذ وقت؛ لأننا نقوم بإجراء الجراحة بالمنظار، وفي اليوم التالي يتناول الماء ويحصل على السوائل فقط لمدة أسبوعين وبعدها يتناول أطعمة بسيطة، وبعد مرور شهر نبدأ بتغذية المريض جيدًا.

الأمر الثاني هو التعافي من المشكلات الصحية وفقدان الوزن وفي بعض المرضى أصحاب الأوزان الكبيرة يفقد المريض 50 كيلوجرامًا خلال أول 6 أشهر ويصل لـ100 كيلوجرام في أول سنة، وفي حالة محمود فقد 30 كيلوجرامًا في خلال 3 أسابيع جعلته يتمكن من الحركة والتوجه للجيم داخل المستشفى.

هل تفضل نوع جراحة محدد تراه الأمثل؟

من خلال خبرتي الشخصية عملية تحويل المعدة المُعدل هي التي تمنح المريض أفضل نتائج لفقدان الوزن على المدى القريب والبعيد، وأقل مضاعفات مع أفضل تغذية يمكن أن يحصل عليها المريض، ما يحقق المعادلة الصعبة مع المتابعة مدى الحياة مع الطبيب.

11

كيف تتم تلك الجراحة؟

هناك 3 أنواع من هذه الجراحة هم التحويل الكلاسيكي والتحويل المصغر والتحويل ثنائي التقسيم والتحويل المعدل الذي نتحدث عنه هو الأفضل؛ لأن الكلاسيكي يجعل المعدة تتمدد بعد 5 سنوات ويزيد وزن المريض، أما التحويل المعدل يتم عمل تغيير في وصلات الأمعاء ومقاساتها بطريقة تضمن نجاح العملية مع تصغير المعدة، وإحاطتها بدعامة تمنع تمددها، وفي حالة محمود عملنا هذه الخطوات.

تفاوت أسعار جراحات السمنة سببه استخدام المستلزمات عدة مرات لأكثر من مريض

كيف يتم تحديد الجراحة المناسبة للمريض؟

لا يوجد قاعدة طبية لتحديد اختيار الجراحة مثل أن نبني ذلك على الوزن والطول، والأمر يرجع للطبيب المُعالج للمريض، أي أن هناك بعض الأطباء يجيدون إجراء جراحة معينة مثل بالون المعدة أو التكميم، ومن ثم ينصحون المرضى بإجرائها.

ويتجه بعض الجراحين لإجراء عملية تكميم المعدة التي تحظى بشعبية كبيرة حاليًا، نظرًا لقلة تكاليفها وسهولتها، لكن هذا لا يعني أنها الحل المثالي، كذلك لا يمكن الاعتماد على تجارب الأصدقاء والمحيطين، فربما يبدو الشخص في حالة جيدة لمدة عام، ثم يظهر فشل العملية بعد مرور 5 سنوات.

ويجب الوعي الكامل بجراحات المعدة، والمتابعة مع الجراح دائمًا، والاهتمام بالتغذية السليمة، كما يُراعى اختيار العملية المناسبة من البداية وعدم الانتظار حتى فشل النتائج، ثم البحث عن عملية أخرى لإصلاح ذلك.

ما أكثر المعتقدات الخاطئة عن جراحات السمنة؟

يمكن القول إنها دعاية مضادة من بعض الأطباء الذين يفضلون أسلوبًا آخر في الطب، فمثلًا هناك شائعة تقول بأن جراحة تحويل المعدة تمنع امتصاص الطعام، وهناك اعتقاد أن هذه الجراحات تسبب سرطانًا في المعدة وهذا غير صحيح، وأيضًا هناك كلام عن أن الفيتامينات التي يحصل عليها المريض بعد العملية تسبب أمراضًا وهذا خطأ؛ لأنها من مصادر طبيعية.

كيف يحدد المريض الطبيب المناسب للجراحة؟

أول معيار تجاهل الأطباء الذين يسوقون لتلك الجراحات من خلال حملات إعلانية على القنوات التليفزيونية، وبعض الجراحين يدعون أن هذه العمليات تشفي من السكر النوع الأول، وهذا غير صحيح وقد يحدث الشفاء في النوع الثاني من السكر مع 80% من الحالات، والمشكلة أن هؤلاء "جراحو الفضائيات" يستغلون إصابة الأطفال بالسكري للترويج للشفاء منه بعمليات جراحة السمنة حتى لو كان وزن الطفل لا يتجاوز 20 كيلوجرامًا وقد يتعرض للوفاة.

الأمر الثاني هو سعر الجراحة والسبب في ذلك هو استخدام المستهلكات عدة مرات لأكثر من مريض وهي الطريقة الوحيدة لتخفيض سعر العملية، فمثلًا جراحة مثل تكميم المعدة بها مستهلكات بـ70 ألف جنيه وهناك جراحون يجرون هذه العملية بـ20 ألف جنيه فمثلًا هناك يد تستخدم داخل البطن سعرها 20 ألف جنيه ودباسة المعدة سعرها 17 ألف جنيه، لذلك يجب الحذر من الأسعار القليلة لتلك الجراحات.

فيديو قد يعجبك: