لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصر أم إثيوبيا.. من الأكثر استفادة من بيان الخزانة الأمريكية حول سد النهضة؟

05:24 ص الجمعة 17 يناير 2020

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار وأحمد مسعد:

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية، بيانًا مساء الأربعاء، بشأن مفاوضات سد النهضة في واشنطن، بمشاركة البنك الدولي. وأكد البيان أن وزراء الخارجية والموارد المائية في مصر وإثيوبيا والسودان أشاروا إلى أن تنفيذ تعبئة سد النهضة سيتم على مراحل، موضحًا أن عملية تعبئة السد ستتم خلال موسم الأمطار بشكل عام من يوليو إلى أغسطس، على أن تستمر في سبتمبر وفقًا لشروط معينة.

كما أشار البيان إلى أن وزراء الدول الثلاث يدركون الفوائد الإقليمية المهمة التي يمكن أن تنجم عن إبرام اتفاق بشأن سد النهضة، مؤكدًا أنه سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لتسوية النزاعات.

عدم تحديد سنوات فترة الملء الأولى

وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن ملء سد النهضة سيتم على مراحل في إطار تنسيقي ديناميكي (قابل للتعديل والتطوير التعاوني) تبعًا للظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وتداعيات الملء على دولتي المصب، على أن يكون الملء في شهرى يوليو وأغسطس يمتد أحيانًا إلى شهر سبتمبر تحت ظروف يتم الاتفاق عليها، كما أن البيان نص على أن فترة التخزين الأولى ستكون سريعًا دون تحديد عدد السنوات لملء بحيرة السد حتى منسوب 595 مترًا فوق سطح البحر لتشغيل محطتي كهرباء السد مع مراعاة تداعيات ذلك على دولتي المصب إذا ما شهدت هذه فترة الملء جفافًا مؤثرًا.

وأكد علام، لمصراوي، أن المراحل التالية للتخزين وحتى الامتلاء الكامل للسد ستكون تبعًا لآلية -سيتم الاتفاق عليها- لحساب التصرفات المائية للسد تبعًا لمنسوب المياه في بحيرة السد وللظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق وكمية الطاقة الكهربية المطلوب توليدها من السد وظروف الجفاف السائدة، إلى جانب أن تشغيل السد سيكون تبعًا لآلية مماثلة وسيتم الاتفاق على آلية للتنسيق والمتابعة، وأخرى لحل المنازعات.

وتابع وزير الري الأسبق: "جاء في البيان أنّ إدارة مشاكل الجفاف مسئولية مشتركة بين الدول الثلاثة، وأنّ هذه الدول وافقت على الاجتماع في واشنطن في 28-29 يناير للتوقيع على الاتفاق النهائي لتخزين وتشغيل على أن تسبقه عدة اجتماعات بين الدول الثلاث لعقد مناقشات قانونية وفنية للنقاط العالقة".

مشكلات صعبة لم تُحل

وقال علام، إنه حتى الآن يوجد اتفاق فقط على التخزين الأولي لأهميته لإثيوبيا، كما توجد مشكلات صعبة لم يتم التوصل لحلها حول بقية مراحل التخزين وكذلك إجراءات وقواعد تسغيل السد، وقد يعود ذلك لخلافات حول مطالب إثيوبيا بحصة مائية، ولكن ستكون في حدود الفواقد والضروريات غالبًا، وبعض الخلافات حول بعض معايير الجفاف ومسئولية إدارتها، وتم استبعاد مصطلح التدفق الطبيعي للنيل الأزرق واستبدالها لتكون الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق، وقد يعود ذلك نتيجة مباشرة لطلب إثيوبي بالحصول على حصة من مياه النيل الأزرق.

غموض وتشدد إثيوبي

وتابع: "ليس مفهومًا معنى أو تبعات (المسئولية المشتركة للدول الثلاث في إدارة الجفاف والجفاف الممتد)، وما هي نوع هذه المسئوليات، وما هي مسئوليات السودان في هذا الشأن؟، ومن الواضح صعوبة المفاوضات وتشدد الحانب الإثيوبى، والمفاوضات المتبقية ستكون شديدة الصعوبة، وقد يستلزم ذلك تشدد مصري في بعض ما نملك في هذه المعادلة الصعبة".

غير نهائي

وقال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان وزارة الخزانة الأمريكية في مجمله والأسس التي أوضحها البيان قريب من المقترحات المصرية بشان مفاوضات سد النهضة فيما يتعلق بعملة ملئ خزان السد وارتباطه بموسم الأمطار.

وأضاف رسلان، لمصراوي، أنه يجب علينا الانتظار لمعرفة التفاصيل والنتائج التي سيسفر عنها الاتفاق النهائي بشأن مفاوضات السد، وذلك لأن البيان الأمريكي إطاري وليس اتفاق نهائي.

وتابع رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل: "هذا البيان يتخذ صفة العمومية ويتحدث عن آلية لفض المنازعات وهي ما تقوم عليه المطالب المصرية، ولكن تبقى التفاصيل والبنود الفنية للاتفاق والموقف الإثيوبي عند الاتفاق النهائي".

وأوضح الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة، أن الملء الأولي ليس له علاقة بالأمطار لأنه يتم في الأسابيع الأولى من الموسم.

يحقق أهداف إثيوبيا

وأكد شراقي، لمصراوي، أن الملء في المراحل اللاحقة من المفترض أن يكون طبقًا للظروف الهيدرولوجية أي الأمطار وبدلاً من وضع طبقًا لحالة التخزين في السد العالي تم وضع حالة التخزين في سد النهضة بما يحقق أهداف إثيوبيا في توليد الكهرباء.

وتابع: "ما ذكره البيان في حالة الجفاف يراعي التخفيف على مصر والسودان، ولا يوجد تأكيد على حصة مصر أو عدم الضرر سواء جسيم أو محسوس، أو الحفاظ على تدفق الإيراد الطبيعي للنيل الأزرق بعد الملء أو مرور كمية أو نسبة معينة من إيراد النهر السنوي".​

فيديو قد يعجبك: