لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

احتلت مكان توت عنخ آمون بالمتحف الكبير.. هل مومياء "يويا" للنبي يوسف؟

09:14 ص الخميس 26 سبتمبر 2019

تابوت الملك توت عنخ آمون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عاطف:

تجددت على مواقع التواصل الاجتماعي، دعاوى قديمة تتردد منذ اكتشاف مقبرة "يويا" في وادي الملوك عام ١٩٠٥، ملخصها أن مومياء يويا للنبي يوسف عليه السلام، بسبب تشابههما في المنصب السياسي والمواصفات الأنثروبولوجية، تحديدا في منطقه الأنف المعقوف وحجم الرأس، كذلك في الاسم والألقاب.

الدكتور زاهي حواس، أشهر علماء الآثار، رفض هذا الكلام جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه مجرد تخريف لا صحة له على الإطلاق.

وقال حواس لمصراوي: هذه التخاريف أطلقها أحد الباحثين المصريين المقيمين في الخارج، إذ كيف يتم تحنيط جثة سيدنا يوسف وهو نبي الله، ثم كيف نجده في مقبرة ضمن مقابر الفراعنة الذين يرسمون على جدرانها أنهم ينتظرون الصعود إلى الدار الآخرة وغيرها من التفاصيل التي لا يجوز أن تنطبق على نبي من أنبياء الله.

مقبرة يويا وتويا، مجموعة مثيرة للجدل تخص اتنين من رجال الدولة في الاسرة الثامنة عشر في عهد امنحتب الثالث، وزير وزوجته، الوزير يويا وزوجته تويا، وهي مجموعة ذهبية لا تقل اهمية عن مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة.

ويعود سبب إثارة الأمر من جديد، إلى اختيار المجموعة الأثرية يويا وتويا لتحل محل آثار توت عنخ آمون، بالمتحف المصري الكبير.

تعود بداية القصة إلى عام ١٩٠٥ عندما كان المنقب الأمريكي تيودور تيفيز يبحث عن مقبرة ملكية، لم تفتح من قبل، كون المقابر دائما يتم سروقتها، ووجد ضالته بجوار مقبرة تحتمس الرابع المقبرة رقم ٤٦، ووجد مقبرة عبارة عن غرفة واحدة تحتوي على تابوتين، وكل تابوت عبارة عن ٣ توابيت داخل بعض، وداخل التابوتين وجد مومياء لرجل ومومياء لأنثى، الموميتين بحالة فوق الممتازة لم يصبهما تحلل ولا كسر، بجانب عجلة حربية ومشغولات ذهبية عبارة عن قلادة، وبعض الأواني و٣ كراسي خشبية، الغريب أن المقبرة لم يكن بها أي نوع من انواع الرسوم على عكس مقابر الملوك مما دفع المتخصصين إلى البحث عن صاحب هذه المقيرة ولماذا دفن مع الملوك.

بعد البحث، تبين أن صاحب المومياء وزير اسمه يويا، وهو ليس وزيرا بالمعنى الحرفي وإنما "مستشار الملك"، اسمه كان غريبا على المصريين، وزوجته اسمها تويا، يويا كان وزيرا مهما جدا في عهد الأسرة الـ١٨ المصرية وصاحب ألقاب عديدة مثل أبو الفرعون وصاحب أختام الملك والممدوح كثيرا في بيت الفرعون وخلافه، تزوج تويا بنت كاهن الإله مين ومشرفة الملابس في القصر الملكي، وأنجب "تيي" التي تزوجت أمنحتب الثالث الذي أنجب أخناتون موحد الآلهة يبقا حفيد يويا وتويا وتوت عنخ آمون.

وفي عام ١٩٨٧، خرج باحث في علم المصريات اسمه أحمد عثمان بنظرية غريبة في كتاب باللغة الانجليزية اسمه" غريب في وادي الملوك"، أثارت حفيظة كثير من العلماء في العالم كله، وأغلبهم رفضها في مهدها، مفادها أن يويا هو النبي يوسف، إلا أن عالمين من علماء المصريات أعلنا تضامنهما معه وهما سيد كريم وسيد العراقي.

واستند أحمد عثمان إلى ٨ نقاط لإثبات نظريته، أهمها أن اسم يويا الأجنبي غريب على لسان المصريين، ما أكده العالم الشهير جاستون ماسبيرو بنفسه في كتاب تيودور ديفيز (مقبرة يويا وتويا) سنة ١٩٠٧ بعدما حضر خروج التابوت من المقبرة، قال إن المصريين كتبوه بأكتر من طريقة مثل يويا، يو، يايا، يى آى، يوى، يايى، وهذا دليل على انهم لم يتفقوا على طريقة يكتبوه بها لأنه اسم غير مصري، كما أنه يتشابه مع اسم يوسف، واحتمالية نسب الياء في يويا ليهوه إله العبرانيين.

كما استدل عثمان على إثبات نظريته بالألقاب التي حازها يويا وكان غريبا على شخص مثله أن يحوزها مثل: "الأب المقدس لسيد الأرضين وحامل أختام الملك والأمير الوراثي والممدوح كثيرا في بيت الفرعون والمشرف على ثيران الإله آمون"، وأهم لقب وسبب الجدل هو لقب "أبا الفرعون"، لان هذا اللقب هو نفس اللقب الذي لقب به ملك مصر في التوراة، وتم إطلاقه على يوسف في سفر التكوين "إنها إرادة الله التي جعلته يأتي إلى مصر ليصير "أبا الفرعون".

وفي نفس السفر من التوراة تم ذكر قصة الحلم الشهيرة للسبع بقرات، حيث أكدت التوراة أن يوسف عندما فسّر الحلم، أهداه الملك ٣ هدايا، خاتم الملك دليل على ملكه ونفوذه الجداد، وعجلة حربية من أصل عجلتين نادرتين كانتا مع الملك وعقد ذهب، وعندما فتحت مقبرة يويا وجدوا عجلة حربية وعقد ذهب، وبعد الفحص اتضح وجود خاتم وسرقه لصوص المقابر، ما يعني تطابق مقتنيات المقبرة مع ما ذكرته التورتة تقريبا.

وأضاف أحمد عثمان في نظريته أن Grafton Elliot Smith عندما درس مومياء يويا، وهو عالم في التشريح، لاحظ أن طول المومياء أطول من المومياوات المصرية، كما أن أنفه معقوفة تشبه أنوف الأسيويين، ما يرجح كفة أنه جاء من فلسطين أو البلدان المجاورة له على عكس زوجته المصرية، وهو ما يمنح هذه النظرية بندا إضافيا من المصداقية لأن سيدنا يوسف تزوج من مصرية.

كل هذه الأمور وغيرها دفعت الكثير من علماء المصريات أن يعيدوا دراسة هذه النظرية مرة أخرى للوقوف على حقيقة ما جاءبها من عدمه.

ونفى الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، كل ما سبق نفيا قاطعا، مؤكدا أن كل هذه الدراسات تم نفيها بشكل علمي مليون مرة، ولم يعد لها أي سند علمي يمكن الاستناد عليه، حسب قوله.

وقال ريحان، لمصراوي: لا يوجد أي علاقة بين ملوك الفراعنة وأي أنبياء، وكل ما قيل حول هذه الأمور ثبت عدم منطقيته فيما بعد، فلا رمسيس الثاني هو فرعون الخروج في عهد سيدنا موسى، ولا إخناتون هو سيدنا موسى، ولا يويا هو النبي يوسف.

وأضاف ريحان: علم المصريات متطور وكل يوم يحمل الجديد، بسبب الاكتشافات التي تتم والقراءات المختلفة التي تنسخ القديم، حتى ولو كان قائلها أحد كبار العلماء الأثريين، ويمكن أن نكتشف نظرية اليوم، ثم ننسفها غدا، بعد أن يثبت خطأها، ومن هنا فكل الدراسات التي أكدت أن يويا هو النبي يوسف ثبت بالدليل القاطع أنها خاطئة، ولا مجال لمناقشتها من الأساس.

أما الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق، رفض التعليق على هذه القصة قائلا، هذا الكلام عيب ولا يجوز علميًا، كيف يكون كبير كهنة آمون سيدنا يوسف، مطالبا الإعلام بعدم الوقوع في فخ الترويج لمثل هذه الخرافات على حد قوله.​​

فيديو قد يعجبك: