اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تطلق حملة "إحميها من الختان"
القاهرة- أ ش أ:
أطلقت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة كل من الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، اليوم الخميس، المرحلة الأولى من حملة "احميها من الختان".
وتأتي حملة التوعية بعد مرور أقل من شهر على تشكيل اللجنة الوطنية المشتركة والتي تهدف إلى تعزيز حقوق البنات والفتيات وحمايتهن من ختان الإناث وتتسق مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، ومع رؤية مصر 2030.
ويتزامن إطلاق الحملة مع اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث الذي يوافق 14 يونيو، وهو اليوم الذي شهد مقتل الطفلة بدور على يد طبيبة في محافظة المنيا عام 2007.
وقالت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة -في مؤتمر صحفي عقد اليوم- إن اللجنة الوطنية ملتزمة بالعمل كفريق واحد يكمل بعضه بعضا، ويضع هدف حماية بناتنا نصب عينيه، ويحشد كل الجهود والخبرات من أجل تحقيق المصلحة الفضلى لبناتنا.
وقالت مرسي: "نحن نحسب أنفسنا اليوم أوفر حظًا في تصدينا لكل أشكال العنف والتمييز ضد الطفلة والمرأة، وذلك بفضل دعم القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصل لحماية وتمكين الطفلة والمرأة المصرية، والتزام الحكومة بإنفاذ التشريعات الوطنية والتعهدات الدولية وفق رؤية مصر الاستراتيجية ٢٠٣٠"، مضيفة: "ما تحقق ليس بقليل ولكن مازال أمامنا الكثير حتى نقضي على ختان الإناث في كل مجتمعاتنا".
وأشادت مرسي: "بالجهود الوطنية التي تواصلت منذ بدايات القرن الماضي على يد جيل من الرواد، خاضوا معارك صعبة مع عادة بشعة وتمكنوا أن يحدثوا حراكًا مجتمعيًا وأن يشقوا لبعض بناتنا طريقًا بديلًا آمنًا من الختان برغم التحديات، تحية لهم جميعًا وتحية من القلب لمعالي السفيرة مشيرة خطاب التي نشرف بوجودها معنا ونكن لها كل العرفان".
وتابعت قائلة: "في اليوم الوطني للقضاء على ختان الإناث نستدعي صور بناتنا ..بدور، وإيمان، وسهير، وميار، اللاتي فقدن حياتهن بسبب الختان ومعهن بنات أخريات، لا نعرف أسماءهن جميعًا لكننا يقينًا نعرف آلامهن ومعاناتهن، كما نستدعي أيضًا صورًا لبنات كثيرات مسؤوليتنا أن نحميهم من عادة تستبيح طفولتهن وتهدد حياتهن".
وأضافت "نحن نعمل بالفعل في إطار من التشريعات الوافية ومنظومة من آليات الحماية القائمة والمفعلة ولكننا نرى أننا بحاجة إلى توعية غزيرة ومؤثرة على كل المستويات لكل أب وكل أم، للشباب والشابات، والأطفال أنفسهم كي يتحرروا من أَسر عادة ختان الإناث التي ليس لها سند في الدين ولا في الطب ولا في القانون".
وأشارت إلى أن رسائل الحملة ستتواصل عبر الإذاعات المختلفة بما فيها إذاعة القرآن الكريم، على مدار الشهر القادم وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمتد إلى القرى والنجوع من خلال قوافل التوعية، وتلي ذلك مراحل أخرى عبر مختلف وسائل الإعلام يصاحبها تفعيل لمختلف آليات الحماية بالتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة المعنية والشركاء لتحقيق تغيير سلوكي يلفظ ختان الإناث.
وأشادت مرسي، بالترحيب الذي تلقته اللجنة الوطنية بمجرد الإعلان عن تكوينها من منظمات الأمم المتحدة في مصر، ومن البرنامج المشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ويونيسيف للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
واختتمت كلمتها قائلة: "لن نترك بيتًا لن ندق بابه برسائلنا لأنه من حق بناتنا علينا أن نمنحهن حياة بدون ختان، حياة يعيشنها بأمان ويحققن فيها أحلامهن".
ومن جانبها، قالت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة إنه "لم يعد مقبولًا أن تُهدر إنسانية الطفلة وأن تقهر منذ نعومة أظافرها بإجبارها وهي طفلة للخضوع للختان، والمؤلم أن يتم هذا بحكم عادات اجتماعية متوارثة لا تستند للدين وليس لها أي مبررات صحية أو اجتماعية سليمة".
وأضافت العشماوي: "ونحن اليوم في ذكرى مقتل الطفلة "بدور" ضحية جريمة الختان نجدد تعهدنا بأن نحمي بناتنا وأن نعمل معًا لتوعية المجتمعات في جميع محافظات مصر؛ ويجب أن تتماشى جهود حماية وتمكين الفتيات مع تزويد الوالدين ومقدمي الرعاية بالمعرفة الصحيحة، والتربية الإيجابية حتى يتمكنوا من حماية بناتهن".
ونوهت بضرورة ألا ننسى الدور المحوري للإعلام ووسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نشر ثقافة حقوق الطفل على أوسع نطاق كما يتم بالفعل تقديم المشورة لكل الاستفسارات حول حماية الأطفال من كل أشكال العنف والتي ترد إلى خط نجدة الطفل 16000.
وتابعت قائلة: "بالفعل هو يوم خاص جدًا.. حيث اتفقنا كشركاء أن نلتقي سويًا ليس فقط لنتذكر وفاة الطفلة بدور ضحية جريمة ختان الإناث.. بل لنجدد التزامنا وعملنا لكي لا تتكرر هذه الجريمة البشعة".
وأشارت العشماوي إلى أن إنشاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث يأتي برئاسة مشتركة بين كل من المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة كآلية وطنية تعمل على تهيئة شراكة متجددة وقوية ومنسقة لتوحيد الجهود للقضاء على جريمة ختان الإناث.
ولفتت إلى أن منذ تشكيل اللجنة في 20 مايو من العام الجاري، وهي في حالة انعقاد مستمر وحماس صادق من أعضاء اللجنة، مثمنة روح العمل كفريق واحد، حيث بدأت اللجنة بالفعل عملها لتعزيز الحوار السياسي، وإنفاذ التشريعات المتعلقة بالقضاء على الجريمة، وتفعيل البرامج التنموية المتكاملة لحماية بناتنا، وتمكينهن في كل قرية ومركز ومدينة في مصرنا الحبيبة؛ ما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتحقيق الهدف رقم 5,3 للتنمية المستدامة.
وتوجهت الدكتورة عزة العشماوي بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص على دعم حقوق المرأة، والفتاة المصرية وهو الدافع الأكبر لوتيرة التغيير من أجل حماية حقوق بناتنا من كافة أشكال العنف والإساءة.
وقالت العشماوي: "اليوم كما ذكرت تجدد مصر التزامها بمكافحة ختان الإناث كشكل من أشكال العنف ضد بناتنا وأحد الممارسات الضارة التي تؤثر سلبًا على مستقبلهن، وانتهاك جسيم لحقوقهن، وكذلك خرق للدستور المصري، والتشريعات الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الإقليمية والدولية النافذة".
وأشارت إلى أن اللجنة تحتفل بتنظيم ذلك من خلال عدة فاعليات بمحافظات الجمهورية بالتعاون مع لجان حماية الطفولة وخط نجدة الطفل والمجتمع المدني، والقيادات المحلية، والأطفال أنفسهم ذكورًا وإناثًا من خلال قوافل للتوعية.
وشددت على أن اهتمام مصر بتعزيز حقوق البنات وحمايتهن من ختان الإناث هو مؤشر صادق لاستقرار قيم حقوق الطفل، وترسيخ لمكانة الطفلة وهو التزام سياسي من الدولة تجاه قضايا الطفولة وتضعه الدولة على قمة أولويات الأجندة السياسية، من خلال تدابير تشريعية واستراتيجيات كالإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة 2018-2030، والإطار الاستراتيجي للقضاء على العنف ضد الأطفال وخطته التنفيذية، وكذلك الاستراتيجية الوطنية للمرأة 2030.
ونوهت الدكتورة عزة العشماوي بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكدة: "أنها ليست وليدة اليوم بل تعود إلى عقود مضت من خلال رائدات مصريات ملهمات كـ "عزيزة حسين" و"ماري أسعد" وغيرهن ممن لا يسعفنا الوقت لسرد جهودهن ولكن نسعد ونشرف بوجود شخصية بارزة منهن وهي الوزيرة مشيرة خطاب والتي أسهمت من خلال رئاستها للمجلس القومي للطفولة والأمومة ثم توليها لوزارة الأسرة والسكان، ليس فقط في إرساء بنيه تشريعية، بل عملت أيضًا على إحداث حراك مجتمعي وسياسي لفتح ملف ختان الإناث، ووثق المجلس القومي للطفولة والأمومة مؤخرًا كافة هذه الجهود كدروس مستفادة وقصص نجاح ستستثمرها اللجنة الوطنية في تحركها المستقبلي".
وأشارت إلى أن المجلس القومي للطفولة والأمومة هو أول من بدأ وبقوة منذ عام 2003 جهودًا حثيثة لكسر حاجز الصمت لمناهضة ختان الإناث بالشراكة مع الوزارات المعنية ومنظمات المجتمع المدني، والأزهر والكنيسة ومنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركاء التنمية.
وأوضحت أن هذا المنظور كان تشاركيًا متعدد القطاعات تم تتويجه بإطار تشريعي أحدث نقلة نوعية في المجتمع المصري والدولي تمثل فيما تضمنته تعديلات قانون الطفل عام 2008 والمادة التي أضيفت لقانون العقوبات لأول مرة بنص صريح لتجريم ختان الإناث وتعديلات لاحقة لتغليظ العقوبة عام 2016، لضمان ملاحقة ومعاقبة مرتكبي الجريمة ومنع الإفلات من العقاب.
وقالت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة إن رغم الإنجازات التي تحققت، مازالت هذه الجريمة منتشرة بدرجة كبيرة، وتمثل قضية تؤرقنا، وتحديًا أساسيًا علينا مواجهته للوصول للقضاء التام على ختان الإناث.
وأضافت: "إن إصرارنا على القضاء على واحدة من أقسى الممارسات الضارة ضد بناتنا الأعزاء، هو واجبنا، والتزامنا، وحلمنا الذي سنحققه معاً أن شاء الله".
ودعت في ختام كلمتها جميع الشركاء للمزيد من تكثيف آليات الوقاية، والحماية، والرعاية المتعلقة بالقضاء على ختان الإناث، حيث يعد دمج وإدراج ختان الإناث في النظم والبرامج القائمة أمرًا ضروريًا.
وأطلقت الحملة في مؤتمر صحفي بحضور كل من السفيرة مشيرة خطاب الوزيرة السابقة للأسرة والسكان، وأعضاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث، وممثلي الوزارات، والمجالس القومية، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والدكتور إبراهيم عافية الوزير المفوض ومدير التعاون بالاتحاد الأوروبي، والدكتور ألكسندر بوديروزا ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، وبرونو مايس ممثل يونيسف في مصر، وبلرتا أليكو ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، وسيلفان ميرلين نائب الممثل المقيم بالبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
وتضمنت الفعاليات الإعلان عن جائزة أقرتها اللجنة الوطنية باسم قامات العمل العام "ماري أسعد وعزيزة حسين"، وتعمل الجائزة على إحياء وتخليد إرث الرائدات والرواد الأوائل في مجال القضاء على ختان الإناث، وتشجيع الإنجازات المتميزة للشخصيات العامة، والاحتفاء بجهود المؤسسات والمنظمات المجتمعية في القضاء على ختان الإناث، وزيادة الوعي بالقضية وتشجيع فاعلين جدد.
كما تم أيضا تكريم السفيرة مشيرة خطاب عن دورها الفارق من خلال رئاستها للمجلس القومي للطفولة والأمومة ثم توليها لوزارة الأسرة والسكان، وإسهاماتها في إرساء بنيه تشريعية وإحداث حراك مجتمعي وسياسي للتصدي لملف ختان الإناث.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: