سامي رافع.. علامة في تاريخ الفنون المعاصرة
كتبت-محمد عاطف:
فَقد الوسط الفني والثقافي، أمس الثلاثاء، الفنان التشكيلي سامي رافع، أستاذ هندسة الديكور والعمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة، بعدما أثر لسنوات على الرؤية البصرية للمصريين، ليعد علامة في تاريخ الفنون المعاصرة.
جرت العادة أن يتخصص الفنان التشكيلي في فرع واحد من الإبداع، فإما أن يعمل رسامًا ومصورًا بالزيت أو يعمل بالتجسيد ويصبح نحاتا وهكذا، أما سامي رافع فأحدث نقلة كبيرة في مجال الفن التشكيلي بأن جمع بين كل أنواع الفنون التشكيلية في وقت واحد وجمعت أعماله وإبداعاته ما بين الرسم بالزيت والنحت والتصميم وغير ذلك.
يتذكر سامي رافع جيدا قصة تصميمه النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، عندما قررت وزارة الإسكان إطلاق مسابقة لإقامة نصب ونشرت جريدة الأهرام صورة لتصميمه الفائز في المسابقة بالصفحة الأخيرة ورآه الرئيس الراحل أنور السادات وكان بمرافقة كيسنجر في زيارة لأسوان، فاتصل بوزير الإسكان ووجه بإقامته في مدينة نصر ومنحه جميع الإمكانيات المتاحة على أن ينتهي منه قبل ذكرى أكتوبر عام 1975، وكان الفاصل الزمني 4 شهور فقط، ودخل رافع التحدي وبالفعل نفذه خلال الفترة المحددة وكرمه السادات وقتها.
ارتبطت أعمال سامي رافع، بالجماهير المصرية وبالهوية الوطنية ولم يلجأ للتغريب ومن هذه الأعمال: اللوحات الجدارية لمترو الأنفاق بالخط الثاني، لعدد 19 محطة بمساحة إجمالية 3250 مترًا مربعًا، كما صمم قاعدة مسلة رمسيس الأثرية أمام مطار القاهرة الدولي سنة 2002، فضلًا عن تصميم ديكور أوبرا عايدة على خشبة مسرح الجمهورية سنة 1984.
كانت تتلبس "رافع" عندما تسند له مهمة ما روح الفنان المصري القديم، يسعى دائمًا في أعماله للكمال وللخلود والإتقان، وعندما تولى مهمة تطوير مسلة رمسيس الثاني الأثرية كان على قدر الإنجاز الذي تم تكليفه به، وحول الجدران المحيطة بها إلى كتاب كبير، منحوت عليه معلومات باللغتين العربية والانجليزية عن كل المسلات المصرية الموجودة بالخارج.
ولد رافع في القاهرة عام 1931، ونال بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم ديكور عام 1948، كما نال دبلوم كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1956، ثم دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفيينا قسم ديكور المسرح المعادلة لدرجة الدكتوراه.
صمم عملتين فضيتين تذكاريتين إحداهما بمناسبة مرور 75 عاما على إنشاء كلية الفنون الجميلة بالقاهرة والأخرى بمناسبة مرور مترو الأنفاق أسفل نهر النيل، إضافة لما يزيد عن 40 غلاف كتاب.
تولى إدارة خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية وصمم ديكور عشرات العروض الكبرى مثل أوبرا عايدة عام 1984 على مسرح الجمهورية.
فيديو قد يعجبك: