شارك بقضية ضد مصر.. من هو "القشيري" عضو هيئة الدفاع عن طابا؟
كتب - محمد نصار:
في التاسع عشر من مارس حلت الذكرى الـ30 لتحرير طابا وعودة السيادة المصرية عليها بشكل كامل، ولكن أبت هذه الذكرى أن تمر دون أن يحصد القدر روحًا أخرى من أرواح قاتلت للدفاع عن المدينة المستردة أمام المحاكم الدولية في قضايا التحكيم لسنوات طويلة.
رحل عن دنيانا أمس الثلاثاء، الدكتور أحمد صادق القشيري، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن مصرية طابا أمام التحكيم الدولي، وبذلك نكون فقدنا جميع فريق الدفاع عن مصرية المدينة إلا قليلًا.
قال القشيري في أحد لقاءاته التليفزيونية الأخيرة، إن قضية طابا مرت بمرحلتين "كتابية" وهى مذكرات متبادلة تقدم بوقت متزامن، ثم أعقبها مرحلة المرافعات الشفوية.
استند فريق الدفاع عن هوية المدينة المصرية، وفق القشيري، إلى علامات الحدود، ففي عام 1906 تم تحديد علامات الحدود بين مصر والإقليم العثماني بذلك الوقت، وتم إنشاء خط تحديد وضعت به عواميد تلغراف على مسافات معينة، ولكن بحكم عوامل التعرية الجوية والرمال المتحركة والحروب أزيلت هذه العلامات ولكن أماكنها معروفة.
كما استند القشيري ورفاقه إلى الوصف الوارد بتقارير الذين رسموا الحدود سنة 1906 والذي يفيد بأنه خط مستقيم، وهيئة التحكيم لم يكن أمامها سوى أن تذكر العلامات المصرية أو الإسرائيلية الصحيحة، لذلك حكمت لمن هو أقرب للخط المستقيم، وعادت طابا إلى أحضان سيناء من جديد.
كان القشيري، وفقًا لسيرته الذاتية المنشورة على موقع الأكاديمية الدولية للوساطة والتحكيم، شريكًا مؤسسًا في مكتب "القشيري - راشد ورياض للمحاماة بالقاهرة" إلى جانب مشاركته في أكثر من 100 قضية تحكيم خلال الأربعة عقود الماضية.
كان من بين القضايا التي شارك فيها القشيري الراحل، قضية Aminoil's ضد حكومة الكويت، وقضية SPP للشرق الأوسط ضد مصر، وقضية طابا ضد إسرائيل، وقضية سيادة الجزر وترسيم الحدود البحرية بين إريتريا واليمن.
وعمل القشيري قاضيًا للتحكيم الخاص بالمركز الدولي للتحكيم في باريس ICC 1992 -2003، إلى جانب عمله أستاذًا للقانون ورئيسًا للجامعة الدولية الفرنسية للتنمية الأفريقية "جامعة سنجور" بالإسكندرية من 1997 – 2003، وتولى منصب نائب رئيس المركز الدولي للتحكيم بباريس ICC 1998 – 2003، وعضوًا بمعهد القانون الدولي منذ 1987.
وتولى القشيري، منصب رئيس لجنة التوجيه بالمركز الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي منذ 2009، وعمل قاضيًا بالمحكمة الإدارية للبنك الدولي منذ يناير 2010، وحصل على جائزة تقييم التحكيم العالمية فبراير GAR 2014.
وتكريمًا لمجهوداته أصدرت غرفة البحرين لتسوية المنازعات في 23 مارس 2015 كتابًا جديدًا عبارة عن مجموعة من المقالات مهداة للدكتور أحمد القشيري حمل عنوان تكريمًا لأحمد القشيري: من العالم العربي إلى عالميّة القانون الدولي والتحكيم".
فيديو قد يعجبك: