توافق في الرؤى.. تفاصيل مباحثات السيسي وسلمان

كتب- محمد نصار:

اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث تم عقد جلسة ثنائية للمحادثات تلاها اجتماع موسع حضرته وفود البلدين.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي رحب بالملك سلمان كضيف عزيز في مصر، وخاصة في ضوء هذه الفترة الحساسة التي يشهد فيها الشرق الأوسط تطورات متعددة ومتعاقبة.

وأعرب الرئيس عن تقدير الشعب المصر وقيادته للملك سلمان وعلى السندات التاريخية الراسخة التي يشارك فيها البلدين، مؤكدًا ضرورة مواصلة التنسيق والمشاورات الدورية المكثفة بين الجانبين بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على أعلى المستويات، وهو ما يعكس التزام البلدين بتعزيز التحالف الإستراتيجي الثابت بينهما، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة حاليًا.

وأكد الملك سلمان، أن زيارته الحالية لمصر تعزز أيضًا العلاقات المُعلقة التي تربط مصر ومملكة المملكة العربية السعودية، والتي تشترك في مصير مشترك ومستقبل مشترك، مضيفًا أن الزيارة تاتي أيضًا لتعزيز أُطر التعاون الثنائي على جميع المستويات على أمل أن تولد مزيدًا من الزخم على السندات الطويلة الأمد والصلبة التي يتشاركها البلدين على المستويين الرسمي والشعبي على حد سواء.

وأثنى الملك السعودي، على الجهود التي تبذلها مصر لتنظيم مؤتمر قمة الدول العربية الأول في شرم الشيخ، والذي سيسهم في تعزيز آليات المشاورات المتبادلة بين العالم العربي وأوروبا فيما يتعلق بالتهديدات المشتركة المتزايدة.

وركز الاجتماع على سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، ولا سيما على المستويين الاقتصادي والاستثماري، وهذا بالإضافة إلى إنشاء المزيد من المشاريع المشتركة بالنظر إلى فرص الاستثمار الواعدة التي يوفرها الجانبان، كما تطرقت المحادثات أيضًا إلى سبل تعزيز جميع مجالات التعاون من أجل تعزيز التكامل بين البلدين.

وناقش الاجتماع عددًا من الملفات الإقليمية، بما فيها سوريا واليمن وليبيا وأمن البحر الأحمر فضلًا عن القضية الفلسطينية.

وصرح السفير بسام راضي، بأن المناقشات تعكس مواءمة الآراء بين الجانبين فيما يتعلق بطرق معالجة هذه القضايا، حيث تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة الرامية للوصول إلى المستوطنات السياسية للأزمات الجارية في عدد من البلدان في المنطقة التي تحافظ على سيادتها وسلامتها الإقليمية، مع التأكيد على ضرورة وضع رؤية شاملة لتعزيز القدرات العربية للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.

كما شهدت المباحثات توافقًا في الآراء بشأن أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين المصريين والسعودية باعتبارهما حجر الزاوية الأساسي لحماية الأمن الوطني العربي ومكافحة التدخل الخارجي في الشئون السيادية لبلدان المنطقة، والمساعي الرامية إلى زرع الانقسام بينهما، الأمر الذي أدى في الآونة الأخيرة إلى إثارة التوتر وتغذية الصراعات وزيادة الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.

وأكد الرئيس السيسي، من جديد التزام مصر بموقفها القاطع فيما يتعلق بأمن الخليج، الذي يشكل جزءًا من الأمن الوطني في مصر، رافضًا أي ممارسات تسعى إلى تقويض استقرارها.

كما تبادل الرئيس السيسي والملك سلمان وجهات النظر بشأن آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين وأفريقيا، ولا سيما في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، ويجب أن يتم ذلك بالاستفادة من الفرص الإنمائية الواعدة والمتوفرة في أفريقيا والحفاظ على أمن القارة واستقرارها.