كله راح في لحظة.. صاحب عقار الزاوية المتفحم يروي تفاصيل الواقعة

كتب- محمد نصار:

على مسافة من النيران، وبينما انهمك رجال الحماية المدنية في محاولات إخماد الحريق الهائل الذي نشب في عقار كامل مكون من 8 أدوار بمدينة النور بحي الزاوية الحمراء، مساء أمس الأحد، يجلس عم سعيد، صاحب العقار، الذي لم تستطع قدماه حمله من هول الفاجعة، يشاهد ألسنة اللهب تلتهم مآواه.

"أعمل إيه.. وأروح فين؟" ترددت هذه العبارة كثيرًا على لسان عم سعيد، كما يدعوه أبناء المنطقة، يندب بها حاله، تعكس حسرته على ضياع ما بناه سنوات طويلة في ساعات قصيرة، يفيق تارة ويغشى عليه أخرى، وسط محاولات من جانب الأهالي لمواساته في مصيبته.

بدأت الفاجعة بشرارة كهربائية نتيجة "ماس" في المعرض بالدور الأرضي، حسبما يروي صاحب العقار: "قاعد في المعرض لقيت فجأة ماس كهربائي، عمل شرار ومسك في سجادة، السجادة ولعت، جيت أجري أجيب ميه، لقيت النار مسكت في سجاد تاني، والحريق انتشر في البيت كله.. كله راح في لحظة، شقى عمر انتهى".

يتحدث عم سعيد، والدموع تنساب من عينيه: "المصيبة سودا، ابني عريس فرحه يوم الأحد المقبل، العفش كله راح وعزال العروسة، كل حاجة اتفحمت، مفيش حاجة فضلت خالص".

يتابع عم سعيد سرد وقائع الحادثة، بينما يواصل رجال الحماية المدنية السيطرة على الحريق ومنع انتشاره للعقارات المجاورة: "المعرض دورين، وكل دور سكني فيه 3 شقق، البضاعة اللي في المعرض كانت تقترب من 2 مليون جنيه، مصيبتي سوده، حتى العربية باظت".

وفي بداية الواقعة دفعت الحماية المدنية بـ3 سيارات للسيطرة على الحريق، إلا أنها لم تستطع ذلك، ما دفعهم إلى طلب الدعم، وتم زيادة عدد السيارات إلى 10 منها ما هو مزود بسلم هيدروليكي، إلى أن تمت السيطرة على الحريق، بعد ما يقرب من 4 ساعات كاملة.

"كنا كلنا هنموت بس لحقنا خرجنا من البيت، مفيش حد حصله حاجة، بس بقينا كلنا في الشارع" يوضح عم سعيد مصيره وحال أسرته، وفي إطار ذلك كلف اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، نائبه للمنطقة الشمالية ورئيس الحي، بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة.