خبراء يجيبون.. كيف تستفيد مصر من مفاوضات واشنطن لحل أزمة سد النهضة؟
كتب- أحمد مسعد:
بين متفائل ومتخوف تستضيف الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة واشنطن الأربعاء المقبل، لأول مرة جولة مفوضات جديدة حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، في محاولة للتوصل إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة.
يقول الدكتور محمد علام، وزير الري الأسبق، إن الجولة تعد أحد الجولات التفاوضية التي تشارك بها البلدين، مشيرًا إلى أن الجولة تحتاج إلى وجود طرف دولي يكون دوره إلزامي لكل الأطراف.
ويرى علام في تصريحاته لمصراوي، أن الطرف يجب أن يكون منظمة دولية وليست دولة، لافتًا أن الخلاف لن يحل إلا بهذه الطريقة لأن كل طرف متمسك بوجه نطره.
ولفت وزير الري الأسبق، إلى أن مصر عرضت القضية بشكل مميز لدى روسيا وقبلها الاتحاد الأوروبي وحاليًا الولايات المتحدة الأمريكية؛ مضيفًا: واشنطن لديها كافة الإمكانيات لضمان التزام الأطراف، بحسب قوله.
وأشار إلى أن التفاؤل ليس كبيرًا ولكن ما تفعله مؤسسات الدولة المصرية بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية حتى وزارة الري تسهل من خطوات مصر حال تقدمها بشكوى إلى مجلس الأمن.
وتابع: "يجب على المفاوض المصري سرد مخاطر السد على الرقعة الزراعية والتأثيرات الاقتصادية"، مؤكدا أن الخروج بتشكيل لجنة دولية هو الحل لإنهاء الخلاف.
وجاءت دعوة واشنطن بعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد، على هامش القمة الروسية الأفريقية في سوتشي، والذي اتفق فيه الطرفان على استئناف المفاوضات مرة أخرى.
أما الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، فيرى أن الجولة يجب أن تعتمد على مدى إعداد المفاوض المصري من عرض لنتائج المفاوضات السابقة وعدم التزام الجانب الإثيوبي، موضحاً أن الجانب الأمريكي يجب أن يكون طرفًا محايدًا.
واعتبر القوصي أن قبول إثيوبيا دعوة واشنطن خطوة جيدة. مطالبًا الجانب المصري بضرورة استغلال تلك الفرصة.
وأشار إلى أن روسيا عرضت في القمة الأفريقية الروسية أن تكون وسيطا، مضيفًا "أعتقد أن الطرفين كانا سيقبلان بالوساطة الروسية، ولكن الولايات المتحدة هي من عرضت أولاً".
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد صرح في وقت سابق، بأن بلاده مستعدة للتوسط بين إثيوبيا ومصر، في مسألة بناء سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل.
ومن جانبه أكد مصدر حكومي مشاركة الجانب الفني في المباحثات الخاصة بسد النهضة ممثلة في وزير الخارجية والرى
وفى 24 أكتوبر الماضي اتفقت كل من مصر وإثيوبيا، على استئناف فوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية بشأن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتخشى القاهرة من تأثيره على حصتها من مياه النيل.
وقال الدكتور عباس الشراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، إن إثيوبيا قبلت وجود طرف ثالث ولكن بدون شروط فنية.
وأضاف الشراقي "اللقاء سيكون سياسيًا وهنا يجب على المفاوض المصري أن يتساءل هل هي خلافات سياسية أم فنية؟".
ونوه إلى ضرورة وجود نية من الجانب الاثيوبي لحل القضايا، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستطيع فك طلاسم الخلاف بين الدول الثلاثة.
وتستمر إثيوبيا في بناء سد النهضة منذ 9 سنوات دون توقف بنسبة تخطت حاجز 68% من الأعمال الإنشائية وسط مسار مفاوضات متعثر للغاية، حيث يظل الخلاف بين البلدين باستمرار فترة الملء 7 سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان عند 165 مترًا فوق سطح الأرض، بينما تُصِر إثيوبيا على فترة 3 سنوات فقط.
فيديو قد يعجبك: