بمسيرة.. كيف أحيا أبناء الطرق الصوفية ذكرى المولد النبوي الشريف؟

كتب- محمود مصطفى:

نظم أبناء الطرق الصوفية أمس السبت، عدة احتفالات بمناسبة المولد النبوي الشريف، بدأت بتنظيم مسيرة من أمام مسجد سيدي صالح الجعفري بمنطقة الدرّاسة، بمشاركة مريدين من جميع أنحاء الجمهورية.

ورفعوا لافتات دونوا عليها أسماء الطرق الصوفية المنتمين إليها، ورددت كل طريقة منهم الأناشيد الخاصة بهم، وسط إجراءات أمنية مكثفة من قبل قوات الأمن، لعدم حدوث أي تدافع أو تعطيل الحركة المرورية بمنطقة الدراسة.

واضطرت المسيرة لتغيير موكبها للمرة الأولى، إلى المشيخة الجديدة بمنطقة الجمالية، بدلا من مسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، تنفيذا لتعليمات قوات الأمن.

ونظم أبناء الطرق الصوفية، احتفالية كبرى بمسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، بحضور الدكتور عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف، وكيل أول مجلس النواب، والدكتور محمد ابوهاشم شيخ الطريقة الهاشمية، والشيخ خالد خضر وكيل أوقاف القاهرة، والدكتور هشام عبدالعزيز الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، نائبا عن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة للدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية.

وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، إن الله عز وجل أعلى من شأن نبيه ومصطفاه قبل خلق آدم، فقال صلى الله عليه وسلم: "كنت نبيًا وآدم بين الطين والتراب"، ووعده بأن يرضيه في أمته.

وأضاف خلال كلمته في الاحتفالية: "أرسل الله أمين الوحي جبريل إلى رسوله يسأله عما يحزنه وهو أعلم، ليشهد الملائكة والملأ الأعلى والأدنى برحمة وعظم خلق هذا النبي فقال أمتي، فأعاد الله جبريل ليبشره بأنه سيرضيه في أمته"، متابعًا: "هذه بشرة لنا، فقد كان نبينا عطوفًا ورحيمًا بالأمة يتفقد أصحابه فيرى أحدهم حزينا فيسأله، ويهون عنه"، مؤكدًا أن الله عزو جل لم يقسم بنبي قط ولا بحياته مثلما فعل بمحمد عندما قال: "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون".

ووجه عضو هيئة كبار العلماء رسالة إلى المسلمين في ختام كلمته قائلاً: "اجمعوا شملكم، ووحدوا صفكم، وكونوا عباد الله إخوانا".

ومن جانبه، قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن مناسبة المولد النبوي الشريفة يجب أن تعاد قراءتها من خلال أخلاق النبي، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية "أخلاقية": "علينا أن نعود لصاحب الأخلاق الذي قال عنه ربه: وإنك على خلق عظيم".

وأضاف، أن وحدة الأوطان قبل وحدة الأديان، والتعايش مع الآخر من كمال الدولة، فهي عبارة عن الحدود الجغرافية والشعب والنظام الذي يحكمه، وهي أركان ثلاث أقامها النبي من أول مكة إلى المدينة، إلا أن الفكر المتطرف يريد أن يهدم أحد أركانها أو جميعها.

وشدد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، على أن الأمة المصرية تستعصي على هذا الهدم، فالنبي بشرنا كمصريين، وفخر لنا بوصيته صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "استوصوا بأهلها خير" ولم يختص مسلما".

وقال عاشور، نعلم أن الرسول نور يفرج أي كربة، فيحضر على ألسنتهم في كل حدث أو ضيق.

ونظمت رابطة الأشراف الهاشميين برئاسة الدكتور الشريف محمد علي الحسني، احتفالية "صلة 13-ملتقى الأشراف"، بمناسبة بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير البرية، بحضور السيد محمود الشريف نقيب الأشراف، وعدد من ممثلي الأشراف من كافة الدول العربية.

ووجه السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، الشكر للقائمين على مهرجان "صلة 13 - ملتقى الأشراف"، وكل من ساهم في إنجاحه.

وقال نقيب الأشراف "أشكر كل من قام بجهد في سبيل إنجاح مثل هذه المبادرة الطيبة والتي تتجسد في صلة الرحم، حقيقة المعني كبير ولذلك فإن التكريم اليوم يأتي لكم من الحبيب صلي الله عليه وسلم، من خلال التتويج بهذا النجاح".