الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل
(مصراوي):
تتجه أنظار العالم لمدينة أبوسمبل في أسوان، اليوم الثلاثاء، لمتابعة الظاهرة الفلكية النادرة لتعامد آشعة شروق الشمس، على قدس أقداس المعبد الكبير الخاص بالملك رمسيس الثاني، والتي تبدأ في حوالي الساعة الخامسة و52 دقيقة صباحًا وتستمر من 20 إلى 25 دقيقة.
وفسّر الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أسباب تعامد الشمس على معبد أبوسمبل، قالًا إن سبب تعامد آشعة الشمس على أي مكان على سطح الأرض يرجع إلى حقيقة فلكية مهمة، هي مسار الشمس الظاهري خلال العام، فالأرض أثناء مسارها حول الشمس خلال العام الواحد تجعل آشعة الشمس تتعامد على أي مكان بعينه مرتين.
وأوضح "تادرس"، أن ظاهرة تعامد آشعة الشمس على معبد أبو سمبل التي تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، تؤكد الدراية الكاملة لقدماء المصريين بعلوم الفلك، وخاصة حركة الشمس الظاهرية في السماء.
وتم اكتشاف معبدي أبوسمبل على يد الرحالة المستشرق السويسري يوهان لودفیج بوركهارت، في 22 مارس عام 1813، الذي أبلغ المستكشف الإیطالي جیوفاني بلزوني عن اكتشافه، واستنادًا إلى وصف بوركهارت، سافر بلزوني إلى أبو سمبل، وبدأ في إزالة الرمال التي كانت تغطي المعبدين، ودخل المعبد في عام 1817، وفي نفس العام توفي بوركهارت في القاهرة، ودفن في مقبرة باب النصر.
ويرجع الفضل في اكتشاف ظاهرة تعامد آشعة الشمس في أبو سمبل للروائية الإنجليزية إميليا إدواردز عام 1870 وسجلتها في كتابها "ألف ميل علي النيل" عقب اكتشاف المعبدين، وفي السابق كان التعامد يحدث في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، ولكن بعد بناء السد العالي ونقل المعبد إلى أعلى التلة المجاورة والمرتفعة حوالي 66 مترًا فوق منسوب مياه نهر النيل، تأخرت الظاهرة يومًا كاملًا، لتصبح في موعدها يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.
ويعد معبدا أبوسمبل من أهم المعابد الصخرية في العالم، حيث نحتهما الملك رمسيس الثاني في جبلين يطلان على النيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة نفرتاري، وتم بناء المعبد الكبير عام 1275 ق. م واستغرق 19 عامًا للانتهاء منه.
فيديو قد يعجبك: