لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البطل الحقيقي لـ"سنترال الممر": الموظف شتم ناصر فضربته وأصيب بارتجاج (حوار)

01:14 م الأحد 13 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عبدالناصر:

تصوير- علاء أحمد

فيديو- أسماء يسري:

حقق فيلم "الممر" نجاحًا كبيرًا خلال الأيام الماضية بعد عرضه لأول مرة على التليفزيون المصري بالتزامن مع الذكرى 46 لانتصارات أكتوبر، حيث التف الشعب المصري أمام التلفاز لمشاهدته.

ومن بين أحداث الفيلم جاء مشهد "السنترال" وجسده الفنان أحمد عز، ليحمل بين طياته ملامح تلك الفترة التي شهدتها مصر عقب نكسة 1967؛ ليكون مشهدًا حقيقيًا لأحد ضباط القوات المسلحة في تلك الفترة، التقاه "مصراوي" وهو اللواء محي نوح، قائد المجموعة 39.

قال "نوح" إن الفيلم يروي بعض عمليات الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف عقب هزيمة يونيو من العام 1967، مؤكدا أنه صاحب واقعة "السنترال الحقيقية" لكن باقي مشاهد الفيلم مجموعة من وقائع وعمليات مختلفة كتبها المخرج شريف عرفة.. وإلى نص الحوار:

* بداية ما كواليس مشادة السنترال الحقيقية التي ظهرت في الفيلم؟

خلال زيارتي لإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وجدت المخرج شريف عرفة وتحدثت معه كثيرا ثم بعدها طلبني لمقابلته في مكتبه، وحين ذهبت له وجدت صوري منتشرة في أرجاء المكان، حينها تساءلت عن السبب، فأخبرني أنه يتم الإعداد لفيلم جديد عن العمليات العسكرية التي تمت ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذكرني بواقعة لي سيتم تجسيدها في الفيلم وهي مشادة السنترال.

رحبت بفكرة الفيلم وجلست مع فريق العمل، وذكرت لهم حكاية مشهد مشادة السنترال بكل تفاصيلها حيث تعود الواقعة إلى خدمتي في منطقة "رأس العش" بعد حرب 1967 وكنت خلالها برتبة نقيب، وبعد أن حصلت على إجازة وذهبت إلى منزلي في المنصورة كان هناك "سنترال كبير" وبه عدد من كبائن التليفونات، حينها كنت أرغب في التواصل مع وحدتي في بورسعيد، للاطمئنان على زملائي، وطلبت من الموظف المسؤول تمكيني من الاتصال ببورسعيد، لكنني انتظرت كثيرًا.

* ما رد فعلك وقتها؟

وقتها كنت أرتدي زيًا مدنياً، وقررت إخبار الموظف المسؤول بالسنترال أنني ضابط بالقوات المسلحة، "قلت يمكن لما يعرف إني ضابط يتحرك شوية"، لكنه بدأ بذكر جمل مسيئة للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية، الأمر الذي استدعى شجاري معه وأثناء ذلك أبلغني أحد الموظفين أنني يمكنني التواصل مع بورسعيد بواسطة إحدى الكبائن، وبعد أن انتهيت من المكالمة فوجئت بهتافات لعدد من الموظفين مسيئة للجيش، مثل "يسقط رئيس الجمهورية، والخطوط انسحبت"، "كلام غير مقبول وأنا كضابط لا يمكن أن أقبله في هذا الوقت، فلا يمكن قبول إهانة زملائي أو القوات المسلحة في هذا التوقيت".

* ماذا حدث بعد ذلك؟

"استفزتني هتافات الموظفين المسيئة فضربت 3 موظفين بالسنترال، وهرب باقي الموظفين، واستغاثوا بالشرطة والإسعاف، فأحد الموظفين كان يعاني من ارتجاج في المخ، وذهبوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وانصرفت وذهبت إلى قسم الشرطة، وبقيت حتى وقت متأخر يتم التحقيق معي".

وأثناء تواجدي في قسم الشرطة، حاولت الاستعانة بشهود مدنيين، وقررت وقتها التواصل مع زميل لي في أمن الدولة يدعي كمال قاسم، وطلبت منه المساعدة، وتواصل مع الرئاسة في القاهرة، واستمرت تحقيقات الشرطة لوقت متأخر حتى أحضروا والدي ومدير الأمن من أجل التنازل عن المحضر الذي حرره ضدي موظف السنترال.

- ما تفاصيل المكالمة التي تمت مع وحدتك أثناء وجودك في السنترال؟

"كنت بطمن على الوحدة بتاعتي، هل تم هجوم آخر من الجيش الإسرائيلي، كما تحدثت عن مشاكل الوحدة بعد النكسة، ففي هذا التوقيت كلنا كنا بنخاف على بعض".

هل توقع ضباط الجيش في تلك الفترة نشوب حرب 67؟

قبل الحرب كان لا يوجد لدينا أي توقع عن هجوم الجيش الإسرائيلي علينا، بدأنا ندرك ذلك بعد أن قرر الرئيس جمال عبدالناصر سحب المراقبين الدوليين وغلق المضايق، وكنا نتحدث في هذا التوقيت عن أن الجيش المصري هو من سيكون له الضربة الأولى، لكن هذا لم يحدث، وكانت المفاجأة من الجيش الإسرئيلي.

* برأيك.. ما أسباب النكسة؟

هناك عدة أسباب للهزيمة، أولها وجود جزء من القوات المسلحة في اليمن، بجانب عدم تدريب القوات الموجودة في سيناء بالشكل المطلوب، "كان في جنود جايين من البيت على الجبهة على طول دون أي تدريب أو تسليح"، كما أن تسليح الجيش في هذا التوقيت كان قديمًا مقارنة بالتسليح الموجود عند العدو.

من المسؤول عن الهزيمة؟

القيادة في ذلك التوقيت هي من تتحمل مسؤولية الهزيمة، بداية من الرئيس جمال عبدالناصر وحتى المشير عبدالحكيم عامر، وكل المسؤولين الآخرين على جميع المستويات، وليس الضابط أو الصف ضابط أو الجندي، فلم يتح لنا دخول الحرب من الأساس.

متى شعرت أن الجيش المصري قادر على استعادة أرض سيناء مرة أخرى؟

بعد أول معركة في حرب الاستنزاف، حيث تواجهنا لأول مرة مع الجيش الإسرائيلي، وشعرنا أن الجندي الإسرائيلي الذي وصف بأنه لا يقهر، أصبح أمامنا لا شيء، وبهذه المعارك تم كسر الحاجز النفسي بين الجندي المصري والعدو الإسرائيلي، وأصبحت معنوياتنا مرتفعة وأدركنا وقتها أن هذه الأرض ستعود في وقت قريب.

متى علمت بموعد حرب 6 أكتوبر؟

عرفت بموعد الحرب نهاية يوم 5 أكتوبر 1973، وحدات الصاعقة كان لا بد أن تغلق أنابيب النابلم التي كانت موجودة بطول القنال، وبالفعل نجحت قوات الصاعقة في غلق الأنابيب وترتب على ذلك موعد الحرب يوم 6 أكتوبر.

وما مهمتك يوم 6 أكتوبر؟

مهمتي يوم 6 أكتوبر كانت تتلخص في تفجير مواقع البترول الموجودة في جنوب سيناء، بداية من منطقة بلاعيم ثم أبوزنيمة وتم تفجير باقي المواقع بنسبة 100%، حتى لا يستخدمها العدو في تمويل معداته العسكرية، ويهاجمنا مرة أخرى.

قابلت الرئيس عبدالناصر والرئيس أنور السادات.. ما الفرق بين المقابلتين؟

الرئيس عبدالناصر طلب زيارتي بعد عملية لسان التمساح ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ردا على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، وأصبت في هذه العملية، وطالب عبدالناصر معرفة ما حدث في هذه العملية، وفي نهاية اللقاء قالي لي: ماذا تريد؟، وفي الحقيقة طالبت زيادة التسليح والتدريب ومشاركة زملائي في العملية المقبلة رغم إصابتي.

أما الرئيس السادات فتفقد الوحدة 39 قتال عام 1970، وكان رئيس المجموعة إبراهيم الرفاعي، وأثناء تواجدي أمام الرئيس السادات طالبت بعدم توقف العمليات ضد الجيش الإسرائيلي رغم وجود مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار في سيناء، وقلت للرئيس: "وقف العمليات هيسبب إحباط لدى الجنود المصريين وهيعطى فرصة لجيش العدو لتنظيم وحداتهم مرة أخرى"، فرد الرئيس وقال "العمليات هتستمر يا ابني".

أي من الأفلام جسدت حرب أكتوبر؟

خلال الفترات الماضية لا يوجد أي عمل سينمائي جسد حرب أكتوبر كما ينبغي، لكن أفضل الأفلام التي أحب أن أشاهدها فيلم "الطريق إلى إيلات"، ومؤخرا فيلم الممر.

* ماذا أثارت لديك جملة "البسوا المموه بيخافوا منه"؟

جملة "البسوا المموه بيخافوا منه" التي قيلت في فيلم الممر حقيقية، مع حرب الاستنزاف وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي وهدم فكرة أن الجندي الإسرائيلي لا يهزم، أصبح زي قوات الصاعقة علامة مريرة أمام الإسرائيليين، وبالتالي عندما يتواجد أي جندي من الصاعقة أمامهم يعلمون جيدًا أننا لا يوجد بديل أمامنا إلا النصر أو الشهادة.

كبطل لحرب أكتوبر.. ما رسالتك للجيل الحالي؟

مصر محمية بإرادة الله، وتسير إلى الأفضل بخطوات ثابتة، وما ينفذه الرئيس السيسي من مشروعات قومية خاصة في منطقة مدن غرب القناة، ستعمل على رفع درجة الأمان في سيناء، وزيادة الحركة بداخل أراضيها، وسيؤتي ثماره في المستقبل، ليتمتع به الشباب والجيل الجديد، شريطة العمل الجاد، وأن يصبح الانتماء للوطن عقيدة راسخة.

فيديو قد يعجبك: