إعلان

على أرض مصر.. قصة 550 شابًا من 120 دولة يتجمعون لنشر السلام حول العالم

05:45 ص السبت 07 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قاسم:

على شاطئ الغردقة، تجمع الإثنين الماضي، نحو 550 شاب وفتاة من نحو 120 دولة حول العالم في ملتقى مؤسسة "أيسيك –AIESEC" للتبادل الشبابي العالمية، في خطوة حظيت بترحاب لافت من السلطات في المدينة السياحية باعتباره يساهم في تنشيط السياحة ويدعم قدرات الشباب المصري.

المتلقى افتتحه محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله، بحضور الدكتورة أمل جمال وكيلة وزارة الشباب والرياضة، في قاعة مؤتمرات إحدى فنادق الغردقة وسط تواجد أمني مكثف مرافق للشباب طوال أيام الملتقى، حيث تستضيفه مصر للمرة الثانية لمدة أسبوع، بعد أن استضافته في عام 2013.

المؤسسة الشبابية التي تتخذ من هولندا مقرًا رئيسيًا لها، أنشئت في عام 1948، أعقاب الحرب العالمية الثانية، من سبعة شبان من الدول التي شاركت بالحرب آنذاك "ألمانيا- إيطاليا- فرنسا- روسيا- أمريكا- إنجلترا- اليابان"، لتعزيز السلام بين شباب الدول التي أنهكتها الحرب مرة أخرى ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة -يقول عبدالرحمن محمد خريج كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وهو أول شاب مصري يرأس المؤسسة الشبابية العريقة لمصراوي.

المنظمة انتقلت فكرتها إلى مصر عام 1984، وأنشأ شباب مصريين بعد ذلك فرعًا للمؤسسة تحت اسم "الجمعية المصرية للتبادل الشبابي" وهي منظمة مجتمع مدني مشهرة بوزارة التضامن غير هادفة للربح، وبات لديها فروعًا في 122 دولة حول العالم، بدأت في الانتشار في أوساط الجامعات المصرية بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ثم جامعة الإسكندرية إلى أن وصل أعضاءها الآن ألفي شاب بين طالب جامعي وخريج.

يقول عبدالرحمن، إن المنظمة باتت منتشرة الآن في غالبية الجامعات المصرية والخاصة ويديرها شباب لم يتعدَ عمرهم الثلاثين عاما، "نجاحنا جاء نتيجة لزيادة وعي الشباب المصري في السنوات الخمس الأخيرة بضرورة السعي لتطوير مهاراتهم ومواكبة العالم الخارجي والمؤسسة بدورها تعطي لهم الفرص".

يؤكد الشاب أن عملهم داخل المؤسسة يشمل 3 محاور: الأول برامج تطوعية لها علاقة بالبرامج التنموية للولايات المتحدة الموجودة بمصر والتي ترتبط بتنمية 2030، وتكافئ الفرص بين الجنسين، أما المحور الثاني تدريب الشباب أعضاء المؤسسة بشركات متعددة الجنسيات خارج مصر لتعود لمصر قادرة على الالتحاق بسوق العمل وخلق فرص للعمل، فيما المحور الثالث ريادة الأعمال، لافتًا إلى أن جميع المحاور تقع تحت عنوان تنمية المهارات القيادية للشباب.

ستفانيا فيكوريو، فتاة من دولة بيرو تقول لمصراوي، إنها انضمت لأيسيك في 2015 من أجل تطوير مهاراتها والتعرف على مزيد من الثقافات الأخرى، مضيفة: "جئت إلى هنا في مصر لقضاء لحظات جديدة في حياتي، أود التعلم والتعرف أكثر على ثقافتها".

في أولى أيام الملتقى تجمع شباب المنظمة الذين جائوا من كافة أنحاء العالم، في ساحة فسيحة بمنطقة سهل حشيش مبنية على الطراز الإسلامي يتوسطها مجرى مائي، كلاً يعرض ثقافة بلده سواء الزي التقليدي، المأكولات، الموسيقي والثقافة الشعبية، إلى جانب نشر الوعي بأهم التحديات والقضايا التي تواجه كل دولة. الجميع يطوف ليعرف ثقافة الآخر.

من بين جموع العارضين كانت "سيانا" الشابة الكولومبية تعرض أنواع من الحلوى والأكلات التي تشتهر بها بلدها، قالت لـ"مصراوي"، إنها تزور مصر للمرة الأولى منذ انضمامها لأيسيك قبل سنوات وقت أن كانت طالبة بكلية اللغات بإحدى الجامعات الكولومبية. مضيفة: "يا لها من بلد رائعة".

وأكدت الشابة التي تُدرس للغة الإنجليزية، أن "أيسيك تعقد ملتقى كل عام في إحدى البلدان، في العام الماضي كولومبيا استضافت الملتقى وقبلها كانت تركيا".

مع اليوم الثاني للملتقى، انهمك الشباب في ورش عمل ومحاضرات عن ريادة الأعمال بينهم محاضرين من منظمة الأمم المتحدة واليونسكو، ولم يخل الملتقى عن مشاركة وفد طلابي اختارته وزارة الشباب والرياضة للاحتكاك بشباب المنظمة.

محمد عبدالحميد، خريج كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أحد الشبان المصريين منظمي الملتقي، حكى طريقة انضمامه لأيسيك، قائلا إنه المنظمة مثل أي نشاط طلابي داخل الجامعة تستقطب طلاب الجامعات للانضمام لها مع بداية كل عام دراسي.

ولفت إلى أن المنظمة تُخضع الراغبين في الانضمام لها لاختبارات ومقابلات شخصية وتقدم عروضا للسفر لدولة أجنبية ضمن برنامجها للتبادل الشبابي والمشاركة بالعمل التطوعي، متابعًا: "وجدت في المنظمة ما لم أجده في أنشطة طلابية أخرى.. وسافرت الهند لمدة 6 أشهر شاركت بالعمل التطوعي بعدها عدت انتظمت في المنظمة".

وعاد عبدالرحمن أيمن بالقول: "لدينا 6 قيم ومعايير يتم النظر إليها عند تقديم الأعضاء الجدد ويتم عمل مجموعة من الاختبارات والتكليفات لمعرفة مدى قدرة هؤلاء الأشخاص ونجاحهم في تلك المعايير، وعادة ما يتم فتح التقديم في الجامعات كل 6 شهور أو سنة".

وقال إنه غضون 3 سنوات فقط، تمكنت "أيسيك" من التوسع داخل 18 مدينة في مصر، وعملت المؤسسة مع أكثر من 350 مدرسة ومركز تعليمي وتدريبي في جميع أنحاء الجمهورية لتدريب الطلّاب.

وعن دور الدولة، أكد أن السلطات بدت مهتمة بشدة بالخروج بصورة مشرفة من خلال تنظيم المؤتمر، واستجابت لطلباتنا رغم بعض الصعوبات التي واجهتنا منذ بداية التحضير للملتقى من استخراج للتصاريح واختيار مكان التنظيم.

وانتهى: "هدفنا تغيير ثقافة الشباب وتوسيع القاعدة والوصول لأكبر عدد من الشباب لدفعهم نحو الحلم والتغيير بأنفسهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان