بعد تحويلها لأنقاض.. سينما فاتن حمامة "تاريخ تبرأ منه الجميع"
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
-
عرض 14 صورة
كتب- محمد نصار:
استيقظ أهالي منطقة المنيل بمحافظة القاهرة، منذ 15 يومًا تقريبًا، على صوت معدات وكراكات تبدأ عملية إزالة وهدم لمبنى سينما فاتن حمامة، الذي ظل سنوات كثيرة متنفسًا لأهالي المنطقة كونها السينما الوحيدة بها بجانب سينما جالاكسي.
أزمة كبيرة أحدثها الأمر وحالة من الغضب بين الأهالي، واتهامات لمحافظة القاهرة بهدم التراث، لكن المحافظة حاولت تبراة نفسها مرارًا وتكرارًا، مؤكدة أنها ملتزمة بالقانون في عملية الهدم.
وافتتحت سينما فاتن حمامة "سيدة الشاشة العربية" من قبل عبدالحميد رضوان، وزير الثقافة حينها، في مساء يوم 29 ديسمبر 1984، وبحضور عدد كبير من الشخصيات العامة ونجوم السينما.
وظلت السينما التي احتلت موقعًا متميزًا، والتي يقف أمامها مباشرة كوبري الملك الصالح، أول دار عرض سينمائي قطاع عام من الدرجة الأولى يتم إطلاق اسم أحد نجوم السينما المصرية عليها، وقبل هذا التاريخ كانت تسمى بـ"ميراندا" وقبلها بـ"ربع لبة"، واستخدمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات للتمويه ليلة اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وحضر فيها فيلما ليختفي عن أنظار المراقبة.
وبلغت تكلفة إعادة بناء السينما حينها "بناءً على قرار الرئيس الأسبق حسني مبارك"، 600 ألف جنيه، وتضم 1100 كرسي في دار عرض واحدة فقط، وتضم أحدث ماكينة للعرض السينمائي من ألمانيا.
كان أول الأفلام التي عرضت بها فيلم "عندما يبكي الرجال"، من بطولة النجوم فريد شوقي ونور الشريف وفاروق الفيشاوي، بينما كان آخر فيلم شهدته قاعة السينما فيلم "عبده موته" للفنان محمد رمضان، في عام 2014، وفقًا لما يقوله عبدالمنعم صابر، أحد العاملين في محل مشويات مجاور للسينما.
يؤكد صابر، لمصراوي، أن السينما لم تكن تعمل منذ ما يقرب من 4 سنوات تقريبًا، متابعًا: "كانت السينما مغلقة بشكل كامل أمام الجمهور".
كما يشير العامل، إلى أن الأزمة في كون السينما ملكية خاصة لبعض المواطنين الذين يريدون استغلالها لإقامة برج سكني، ولا يوجد مانع قانوني يحول دون تنفيذ هذا المخطط.
لم يختلف حديث طارق محمد محمود، بائع مخلل، كثيرًا عن الحديث السابق، والذي أكد توافد عدد كبير من المواطنين بشكل مستمر على مقر السينما حينما كانت تفتح أبوابها للجمهور، لكنها منذ 4 سنوات مغلقة بشكل تام وتحولت لمبنى مهجور.
وروى محمود، لمصراوي، أنه يقف بجوار السينما بسيارته المتنقلة منذ ما يقرب من 40 عام، وأن السينما كانت مصدر حياة للكثير من المحال التجارية المجاورة لها نظرًا لعدد المواطنين الكبير الذين اعتادوا ارتياد قاعة السينما لمشاهدة أحدث الأفلام في دور العرض.
رفعت الأبنودي، أحد الملاك الجدد للأرض بعد شرائها من ورثة مالكها الأصلي، يؤكد أن الأرض المقام عليها السينما ملكية خاصة لورثة جاد حسن مصطفى، وليست عامة.
وتابع الأبنودي، لمصراوي: "اشترينا السينما من الورثة عام 2014، وكانت حينها مؤجرة للشركة العربية للانتاج والتوزيع السينمائي، منذ عام 2002 وحتى تركتها الشركة عام 2014".
وأوضح أن السينما كانت مهجورة وتحولت في السنوات الأخيرة إلى ملجأ للشباب المدمنين أو فتايات الليل، وشكلت خطرًا على المنطقة والأهالي فيها، ولا يوجد غير موظف واحد بها فقط.
ولفت أحد ملاك الأرض الجدد، إلى أنه من المقرر إقامة عقار "برج" مكان السينما، وسيطلقون عليها برج "فاتن حمامة" تخليدًا لذكرى سيدة الشاشة العربية، بينما أوراقهم القانونية سليمة من حيث استخراج ترخيص هدم من المحافظة والحي، واستبيان موقف هيئة التنسيق الحضاري.
وتشير الوثائق التي حصل "مصراوي" عليها والتي تحمل مخاطبات رسمية متبادلة بين الحي وهيئة التنسيق الحضاري ووزارة الثقافة وشركة الصوت والضوء، إلى تبرأ كافة الجهات الحكومية المذكورة من السينما، لتؤول إلى ملاكها بالوراثة.
في شهر نوفمبر عام 2014، ردت وزارة الثقافة في مستند رسمي على رئيس حي مصر القديمة، بشأن ملكية الوزارة للعقار أو تفاصيل استغلالها له.
وحمل رد الوزارة أنه "قد ورد إلينا كتاب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للصوت والضوء والسينما رقم 262 بتاريخ، 201/11/27، يفيد بأن شركة مصر للتوزيع ودور العرض السينمائي المندمجة في شركة مصر للصوت والضوء والسينما كانت مستأجرة لسينما فاتن حمامة وقامت بتسليمها إلى ملاكها بتاريخ 2002/7/1، بعد نهاية التعاقد المبرم" مع التأكيد في نهاية المراسلة على أن الشركة ليس لها أي علاقة بالسينما.
وأصدرت شركة الصوت والضوء في 2014، بيانًا قالت فيه، إنها سلمت سينما فاتن حمامة بكامل أرض ومباني السينما والمنقولات والآلات والأدوات والتجهيزات الخاصة بالسينما إلى ملاكها بتاريخ 2002/7/1، دون أي مسئولية أو التزامات على الشركة لأي جهة حكومية أو غير حكومية.
وبتاريخ 2018/1/10، تلقى رئيس حي مصر القديمة خطابًا رسميًا من اللجنة الدائمة لحضر المنشآت ذات الطراز المعماري المتميز، جاء فيه أنه "إيماءً إلى كتاب إدارة الشئون القانونية بالمنطقة الجنوبية الوارد إلينا برقم 1946 بتاريخ 2017/11/29، بشأن موقف العقار رقم 1 شارع الروضة - المنيل - مصر القديمة (سينما فاتن حمامة) من الطراز المعماري المتميز، نحيط العلم بأن اللجنة الدائمة للطراز المعماري المتميز قد قامت بمعاينة العقار المذكور وهو عبارة عن دور أرضي وأخر علوي، وكان رأي اللجنة بأن المبنى ليس له قيمة معمارية أو عمرانية".
وقال اللواء محمد زين العابدين، رئيس حي مصر القديمة، إن هذا المبنى ملكية خاصة لعدد من الأهالي وليس ملكية عامة أو تابع للدولة، ومن ثم لا يوجد أي عائق أمام هدمه.
وأضاف رئيس حي مصر القديمة، لمصراوي،أن هذا المبنى ليس مسجلًا ضمن مباني التراث المعماري التي يحظر هدمها، كما أن وزارة الثقافة وشركة الصوت والضوء سلمت المبنى منذ عام 2002 للأهالي.
وأوضح رئيس الحي، أنه لا يمكن للمحافظة أن تمنع أصحاب الملك من الاستفادة منه، والأهالي لديهم رغبة في هدمه وإقامة عقار مكانه وهذا حق لهم لا يتعارض مع أي قانون أو قرار.
وتابع اللواء محمد زين العابدين: "الهدم يجري بشكل قانوني، والمبنى ليس طرازًا معماريًا، ولا يتبع شركة الصوت والضوء ولا وزارة الثقافة، وأتعجب من هذه الضجة الكبيرة التي أثيرت حوله".
فيديو قد يعجبك: