إعلان

​تدريس الإنجليزية بدءا من الابتدائية أفضل أم الإعدادية؟.. خبراء يجيبون

10:33 م الأربعاء 02 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محمد:

حالة من الجدل أثارتها تصريحات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، حول التدريس باللغة العربية بالنظام التعليمي الجديد طوال المرحلة الابتدائية بجميع المدارس الحكومية، على أن يتم الانتقال لتدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بدءًا من الصف الأول الاعدادي.

التصريحات أثارت حفيظة أولياء الأمور، خاصة أولياء أمور المدارس التجريبية، مشيرين إلى أنهم ألحقوا أبنائهم بهذه المدارس، على الرغم من أنها مدارس بمصروفات، ويرتفع سن القبول بها، إلا أن لغة تدريس مادتي العلوم والرياضيات بها هما الإنجليزية بدءًا من المرحلة الابتدائية، ولكن مع تعريب لغة الدراسة بالمرحلة الابتدائية، فإنهم لا يضمنون تمكن أولادهم من اللغة بالمرحلة الإعدادية.

وبرر الوزير القرار بأنه لا بد من تعليم الطلاب لغتهم الأم لعدد من السنوات حتى يتقنوها، مشيرًا إلى أنه لا يوجد دولة في العالم تدرس المواد بغير لغتها إلا مصر.

وقال، إن الطلاب الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي في سبتمبر 2018، سيدرسون منهج متعدد التخصصات يشمل اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، والدراسات كلها باللغة العربية حتى نهاية المرحلة الابتدائية، ومناهج منفصلة هي اللغة الإنجليزية، والتربية الدينية، والتربية الرياضية والصحية، على أن يتم تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بدءًا من الصف الأول الإعدادي حتى يتمكن الطلاب من الإطلاع على المصادر الخارجية.

من جانبها، قالت الدكتور محبات أبوعميرة، أستاذ المناهج بكلية البنات جامعة عين شمس، إن دراسة الطلاب طوال المرحلة الابتدائية باللغة العربية، ثم الانتقال للدراسة باللغة الانجليزية في المرحلة الإعدادية، يحدث لهم نوعًا من الصدمة، قد لا يستطيعون التكيف معها.

وأضافت أبوعميرة، لمصراوي، أن تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية منذ الصف الأول الابتدائي، لا علاقة له بالتأثير على الهوية كما يزعم الوزير، لأنها مواد دولية بطبيعتها، ليست كالدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، لافتة إلى أن تدريس المادتين باللغة الإنجليزية ضروري لأنها لغة العصر، ولن يلتحق الطالب بسوق العمل دون إتقانها.

وبالنسبة لتصريحات الوزير بشأن تدريس مادة اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي بشكل متقن، وتضمين المنهج مصطلحات تعين الطالب على فهم مادتي العلوم والرياضيات، حينما ينتقل لدراستهما باللغة الإنجليزية في المرحلة الإعدادية، قالت أبوعميرة، إن هذا لا يضمن تكيف الطلاب مع المادتين في المرحلة الإعدادية.

ولكن الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، خالفت رأي "أبوعميرة"، قائلة إن هناك تدهورًا شديدًا في اللغة العربية لدى الطلاب، يصل إلى المرحلة الإعدادية، ما يؤثر على الهوية المصرية والعربية وليس اللغة فحسب، مطالبة بضرورة توحيد التدريس باللغة العربية لعدد من السنوات حتى يتقنها الطلاب.

وفيما بين الرأيين، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن كلا الرأيين صحيحان، سواء التدريس باللغة العربية طوال المرحلة الابتدائية، وبدء تدريس اللغات من المرحلة الإعدادية، أو التدريس باللغات بدءًا من المرحلة الابتدائية، مشيرًا إلى أن ما يحكم الأمر الجدية والاحترام في التدريس، وكفاءة المناهج والمعلمين.

وأضاف مغيث، لمصراوي، أن تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية بدءًا من الصف الأول الابتدائي، لا يؤثر على الهوية كما يشير الوزير، لافتًا إلى أن الهوية تعني الإحساس بالوطن وتقديره، و"لا يوجد ما يؤكد أن الطالب بالجامعة الأمريكية ينتمي إلى وطنه بدرجة أقل من الطالب في جامعة الأزهر".

وتابع الخبير التربوي، أن إتقان اللغة الأم، وحسن فهمها، يرتبط بجودة تدريسها للطلاب، قائلًا: "لو معلم غير كفء درس لطالب في عمر سنتين اللغة العربية، عمره ما هيحبها ولا يتقنها ولا يفهم الشعر ولا غيره".

وانتقد "مغيث"، تصريحات الوزير بشأن ضرورة التدريس باللغة العربية في المرحلة الابتدائية حتى يتقن الطلاب اللغة، وفي نفس الوقت يسمح بالتدريس باللغات بالمدارس الخاصة، قائلًا: "لو كان القرار اتخذ من الناحية الوطنية فعلًا فالمفروض الدولة تملك السلطة وتطبقه على كل المدارس المصرية، ليه الازدواجية؟ ولو الوزير قال إنه هيتيح نسخة مترجمة من المناهج للمدارس الخاصة لغات رغم عدم اقتناعه، بيستجيب ليه، مادام هو صاحب القرار وصاحب السلطة؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان