إعلان

وزير الخارجية الأسبق: لا سلام في ظل وجود حكومة إسرائيل الحالية - حوار "2-2"

02:13 م الجمعة 27 أبريل 2018

السفير نبيل فهمي وزير الخارجية السابق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أجرى الحوار- محمد نصار:

قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، إن الصراع داخل اليمن سياسي يستخدم أدوات عرقية، واستغلت إيران هذه الأدوات للتدخل في اليمن، موضحًا، أن العودة لوحدة اليمن مرة أخرى يبدو أمرًا صعبًا.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق، في الجزء الثاني، من حواره لمصراوي، أنه لا يرى حلًا قريبًا، للأزمة الليبية، وإلى نص الحوار..

ما تقييمك للموقف المصري تجاه الأوضاع في اليمن؟

مصر دولة إقليمية، وما نشهده في مصر ينعكس على المغرب والمشرق والخليج؛ نتيجة للثقل الثقافي والتاريخي والسياسي لنا، والتوجه السياسي المصري ينطلق من كونها ممثلة للمنطقة العربية، والريادة المصرية للعالم العربي شيء نفخر به، ولا يجب علينا الدخول في مهاترات شعبوية، وليس مطلوبًا من مصر أيضًا أن تكون شرطي المنطقة العربية، وحال اليمن الحالي والمشرق العربي غير المستقر، وكذلك الأزمات في الشمال والجنوب، تحد من مصالح الدولة المصرية.

الأحداث تعيد كتابة التاريخ اليمني في جوانبه السلبية

هل يفرض سيناريو التقسيم نفسه داخل اليمن أم أنه مستبعد؟

أرجو ألا يحدث ذلك، وأحداث اليمن في الأعوام الماضية فرضت موضوع التقسيم على الأجندة السياسية مرة أخرى، وكنا نتحدث عن يمن ينطلق نحو المستقبل والآن نتحدث عن يمن يتصارع داخليا، وعاد الحديث عن التقسيم مرة أخرى، وأرى أن الوضع الحالي إعادة كتابة للتاريخ في جوانبه السلبية بشأن اليمن.

الصراع في اليمن سياسي بأدوات عرقية

هل الصراع في اليمن عرقي أم سياسي؟

أعتقد أن الصراع في اليمن سياسي على السلطة يستخدم أدوات عرقية، والطرف الحوثي في مراحل معينة كان معارضا لـ "علي عبدالله صالح"، ثم أصبح حليفا له، ثم انقلب عليه وقتله في النهاية، وهذا يبرز صراع السلطة، وصالح وافق على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن ثم عاد ورفضها، والذي يدفع عدم الاستقرار في اليمن وسوريا وليبيا هو المواطن العادي، وصراع السلطة ينتهي حتما إلى تضحية من المواطنين.

هل يمكن إعادة اليمن إلى وحدته مرة أخرى؟ أم أنها مرحلة انتهت بلا رجعة؟

إذا كنا نتحدث عن إعادة اليمن إلى وحدته، فهذا الأمر متاح، لكن لا أعتقد أن الحل سيكون سريعا؛ بسبب حالة عدم السيطرة التي تعيشها اليمن، وكذلك حالة كبار الحكماء والقبائل في اليمن والذين لا يمكنهم السيطرة على الوضع في اليمن، وهناك أطراف لا تسعى إلى حل في اليمن ومنها إيران تحديدا، وأقول هذا بكل صراحة: "النزاع الأصلي في اليمن "يمني يمني" على السلطة استغلته إيران، والحل داخل اليمن يجب أن يكون نابعًا من الداخل بتحفيز من الأطراف الإقليمية وخاصة الخليج العربي.

لا أرى حلًا للأزمة الليبية في القريب

ما مستقبل الصراع في ليبيا وهل يسير نحو سيطرة حفتر على مفاصل الدولة؟

يجب الإشارة بجدية إلى أن مؤسسات الدولة في كثير من الدول العربية ضعيفة، والإصلاح لا يتعلق فقط بوقف النزاع وإنما في إعادة بناء مؤسسات دولة قوية، والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، استعاد الكثير من المناطق، إلا أنه لا يمكنه السيطرة على مناطق واسعة خارج الشرق الليبي، إلى جانب وجود مؤشرات غير إيجابية على إعادة تيارات متطرفة بسطت سيطرتها على مناطق في الغرب الليبي، ولا أرى الحل الليبي في القريب.

تركيزنا على القذافي وضعنا في موقف صعب بعد مقتله

هل حدث تحول في الموقف المصري من الأزمة الليبية؟

كان التركيز المصري أمنيًا، فيما يتعلق بتأمين الحدود المشتركة مع الجانب الليبي، دون الاهتمام بالوضع السياسي الداخلي في طرابلس، وكان ذلك بداية منطقية لكنها لم تكن كافية، ومع الوقت استمر الموقف المصري في التركيز على الجانب الأمني إضافة إلى العمل على الوضع السياسي، ومحاولة التوفيق بين خليفة حفتر وفائز السراج في مواقف مختلفة، وأثني على الموقف المصري في الفترة الماضية، رغم أن الموقف السياسي المصري من ليبيا في عقود ماضية كان خاطئا.

وكيف كان الموقف المصري أثناء حكم القذافي؟

كان تركيزنا على القذافي وتعاوننا معه، ساعد على تأمين الحدود المصرية، إلا أن الاعتماد على شخص القذافي فقط دون إيجاد مصالح مشتركة مع جميع الأطراف وضعنا في موقف صعب مع انهيار منظومة القذافي ومقتله، وعلى الدول الكبرى مثل مصر وغيرها في الخليج أن تعطي الاهتمام الكافي للدول المجاورة لها، ليس بهدف فرض الهيمنة، لكن من الخطأ أن تفاجئ دولة كبرى بما يحدث في دولة مجاورة.

كيف سيؤثر غياب خليفة حفتر عن المشهد، حال حدث ذلك؟

غيابة خليفة حفتر عن المشهد الليبي وارد خاصة في ظل ظروف مرضه، ويجب علينا ألا نكرر خطأ القذافي، وأن نعلم علم اليقين أن العلاقات مع الدول تتجاوز القيادات، فالدول قائمة والقيادات ترحل.

ما مصير الأوضاع في فسلطين بعد قرار نقل السفارة؟

القضية الفلسطينية في تغير مستمر مثل البركان، أحيانا تشعر أنه ثائر وأحيانا خامد، والثوران تعبير عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وشاهدنا قتلى واعتقالات بحق الفلسطينيين، والنشطاء والصحفيين، وهناك تصور خاطئ لدى البعض أن القضية الفلسطينية لم تعد خطيرة نتيجة وجود قضايا إقليمية أخرى مشتعلة في الجوار، لكنه تصور خاطئ فتعدد المشكلات لا يعني قلة الاهتمام.

إسرائيل تسعى لطمس أسس عملية السلام

هل ترى أن هناك محاولات لطمس عملية السلام؟

هناك محاولة من جانب نتنياهو واليمين الإسرائيلي لطمس أسس عملية السلام العربية الإسرائيلية، والاستفادة من المناخ الحالي في ذلك، ودعنا نتحدث بصراحة، لا يوجد أي حل للأزمة في ظل استمرار الحكومة الحالية في إسرائيل، لأنها لا يرضيها حل الدولتين وتهدف إلى طمس أسس عملية السلام لتهيئة الأمر للحكومة المقبلة لنطاق تفاوض جديد.

كيف ترى موقف الإدارة الأمريكية من الأزمة؟

الإدارة الأمريكية الحالية تتماشى مع توجهات نتنياهو بإعلانها أنها ستقبل أي حل يرضي الطرفين، وهذا أمر غير مقبول، الجانب الأمريكي ورقيا أو رسميا هو الراعي الأساسي لعملية السلام وكان معه قبل ذلك روسيا، وكيف يكون الراعي ولا يتمسك بمبادئ حل، ويتخذ قرار بنقل سفارته إلى موقع غير معترف به رسميا أنه جزء من إسرائيل.

المصالحة الفلسطينية خطوة للأمام والمشوار طويل

هل ترى أن المصالحة الفلسطينية ستنجح بعد محاولة اغتيال رامي رئيس الحكومة؟

بدأنا في طريق المصالحة ولم نصل إلى مدى مقبول للتصدي للمشكلات، والطرفان يعلمان جيدا أن المصالحة هي الحل لهما، والانقسام يحملهما كثيرا، ولكنهما لم يتفقا حتى الآن على المشاركة، السلطة الفلسطينية تريد استعادة السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل دون إعطاء دور محدد لحماس، وهذا منطقي من حيث الشكل، لكن حماس من ناحية أخرى تريد رفع الضغط المفروض على القطاع، ولا تعترف حقا بأن السلطة الوطنية المشروعة هي للسلطة الفلسطينية، ومصر نجحت في الضغط على الطرفين لبدء حوار المصالحة، ولم ننجح حتى الآن في المضي معهم إلى مدى يجعلهم يتخطوا هذه المشاكل، أو يتفقوا على من يمثل الرسالة الفلسطينية أمام العالم.

وكيف ترى الأمر في غزة والضفة؟

هناك توجه إسلامي في غزة، يقابله توجه علماني في الضفة، والسلطة تريد بسط نفوذها مع إغفال ما كان لحماس من نفوذ في غزة، وحماس تريد إعادة الأمور إلى ما عليه دون تسليم السلطة، وحوار المصالحة خطوة للأمام لكن المشوار طويل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان