القصة الكاملة لأزمة "باحث الزقازيق".. من توبيخ الوزير إلى تبني الرسالة

كتب – محمود مصطفى:

أسدل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الستار على واقعة إهانة وجدي عبدالقادر، باحث الماجستير بجامعة الزقازيق، بعد أن استقبله اليوم الثلاثاء، بمكتبه بالوزارة، بصحبة والده والمشرفين على الرسالة.

كان وزير الأوقاف، وبخ الباحث، خلال مناقشته رسالة الماجستير الخاصة به، التي حملت عنوان "تجديد الفكر الديني في الإسلام.. محمد إٌقبال نموذجا"، الأحد الماضي بجامعة الزقازيق.

وقال الوزير، موجهًا حديثه لصاحب الرسالة "وجدي عبدالقادر" الباحث بقسم دراسات وبحوث الأديان: "أنت جاهل"، بسبب أخطائه العديدة في نُطق اللغة العربية، وأمر بتأجيل مناقشة الرسالة 6 أشهر.

وأجرى وزير الأوقاف، اتصالا هاتفيا بالباحث أمس الإثنين، ودعاه للحضور إلى مكتبه لتوضيح بعض الأمور الخاصة برسالته.

ودخل عبدالقادر محمد أحمد، والد الباحث، في نوبة بكاء بمقر ديوان عام وزارة الأوقاف؛ بسبب توبيخ الدكتور محمد مختار جمعة لنجله أثناء مناقشته رسالة الماجستير.

وقال عبدالقادر لمصراوي، اليوم الثلاثاء، إن ما حدث لنجله أصاب أسرته بحالة حزن شديدة، متابعا: "كنت أتمنى أن يبدي وزير الأوقاف الملاحظات دون توجيه أي سب لنجلي"، مضيفا: "خوفت بعدها ياخدوا إبني مني بسبب كلام الوزير".

وأضاف: "وزير الأوقاف بدأ التعليق على الرسالة بشكل جيد، وأثناء المناقشة أعطى له أحد الأشخاص ورقة مدون فيها بعض الأشياء التي لا أعلمها، وبمجرد أن اطلع الوزير على الورقة، انفعل بشدة وبدأ في توجيه الشتائم".

وتابع: "العائلة لم تذق النوم أو الطعام منذ يوم الأحد الماضي؛ بسبب ما حدث في مناقشة الرسالة"، موضحا أنه عرض على نجله التوسط لأحد الأشخاص لتوظيفه بعد التخرج، إلا أنه قال "لن أحصل على وظيفة بالغش ليست من حقي".

وأضاف والد باحث الماجستير: "بعد ما حدث في مناقشة الرسالة، حسيت إن تعبي وفلوسي اللي صرفتها عليه راحت على الأرض".

والتقي وزير الأوقاف، اليوم الثلاثاء، الباحث وجدي عبدالقادر، والدكتور صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق، المشرف على الرسالة، والدكتورة هدى درويش عميد المعهد الآسيوي الأسبق، بمكتبه بمقر الوزارة.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن وجدي عبدالقادر محمد، باحث الماجستير بجامعة الزقازيق، على درجة عالية من اللياقة والتقدير، ولديه رغبة شديدة في التعلم.

وأضاف وزير الأوقاف، في تصريحات له، اليوم الثلاثاء، على هامش لقائه بالباحث، أن رسالة الماجستير الخاصة بجامعة الزقازيق ستكون إضافة للوطن بعد الانتهاء من التعديلات، ونعمل عملا علميا، وهدفنا الإصلاح".

ونوه وزير الأوقاف إلى أن اللقاء مع الباحث والمشرفين على رسالته بمقر ديوان عام الوزارة، انتهى بتسامح كامل وبمنتهى الحب والصفاء والنية الصافية والباحث هو ابن لنا، مضيفا: "لا يشغلنا ما يقوله الإخوان".

ومن جانبه، قال الدكتور صابر عبدالدايم، عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر، المشرف على رسالة الماجستير وجدي عبدالقادر بجامعة الزقازيق، إن لقاء الباحث مع وزير الأوقاف اليوم الثلاثاء، دلالة على أن الدكتور محمد مختار جمعة أب لكل الباحثين.

وأضاف عبدالدايم، في تصريح لمصراوي، اليوم الثلاثاء، أن الباحث وجدي عبدالقادر بمثابة الابن للدكتور محمد مختار جمعة، لذلك لم يعتذر له الوزير على ما بدر منه، أثناء مناقشة الرسالة، أمس الأول الأحد بجامعة الزقازيق".

ونوه عميد كلية اللغة العربية الأسبق إلى أن وزير الأوقاف وعد بتبني الباحث خلال الفترة المقبلة، ومتابعة رسالته أولًا بأول.

ومن جانبه قال وجدي عبدالقادر باحث الماجستير لـ"مصراوي"، إن الوزير استقبله في مكتبه أحسن استقبال، وأوضح له مدى الأخطاء التي ارتكبها خلال مناقشة رسالة الماجستير، خاصةً استعانته ببيت شعر يعود تاريخه لحقبه ووطن مختلفين عن المناخ المصري.

وأشار الباحث إلى أن حواره مع الوزير استمر ساعتين، شدد خلالها الوزير على مساعدته على تعديل رسالته حتى تخرج بصورة لائقة، منوهًا إلى أن مُدة التأجيل لن تصل إلى 6 أشهر كما أمر الوزير خلال انفعاله وقت مناقشة الرسالة بالجامعة.

وأوضح "عبدالقادر" أن الحفاوة التي لمسها في استقبال الوزير له أزالت كل آثار حزنه الكبير من توبيخه أمام أسرته وأساتذته، لافتًا إلى أنه لا يزال في مُقتبل عمره العلمي، وأن تعرضه لمن هو أعلم بدراسته منه أمر له مردوده الطيب على رسالته بصورة كبيرة.