إعلان

بعد واقعة "ماجستير الزقازيق".. أساتذة جامعات يحددون آداب المناقشات العلمية

03:26 م الثلاثاء 17 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- داليا شبل:

أثارت واقعة انفعال وزير الأوقاف على أحد الطلاب خلال مناقشة رسالة الماجستير الخاصة به في جامعة الزقازيق- غضب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، وذهب البعض إلى أن الواقعة لم تكن مناقشة علمية بل كان خطابًا سياسيًا.

وقال الدكتور خالد سمير، أستاذ بكلية طب جامعة عين شمس، عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، معلقا على الواقعة: "يتنافى تعنيف وزير الأوقاف لباحث جامعة الزقازيق، والتقليل من شأنه مع آداب البحث العلمي وأخلاقيات العمل الجامعي، مشيرًا إلى أن جميع المشرفين والمحكمين يكون لديهم اعتراض على بعض النقاط في الأبحاث العلمية، لكن ليس بهذا الأسلوب".

وأوضح سمير، لمصراوي، صلاحيات المحكمين على رسائل الماجيستير والدكتوراه قائلا: "لجنة التحكيم عادة ما تتكون من ثلاثة محكمين، أحدهم المشرف على الرسالة، وآخر محكم عن القسم الذي أجريت الرسالة به، ومحكم خارجي قد يكون من خارج الكلية أو من جامعة أخرى، تُعرض عليهم الرسالة لمناقشتها، وفى حال اعتراض أي عضو على محتوى الرسالة، إما أن يعتذر عن المشاركة في المناقشة، أو أن يطلب من الباحث إجراء تعديلات وتأجيل الرسالة، لحين استيفائها.

ونوه سمير إلى أن أهم شيء في الأبحاث العلمية هو طريقة إجرائها، والأدوات التي يستخدمها الباحث، ويقيم الباحث على أساس الجهد الذي بذله ومدى التزامه بتلك المعايير، ولكن لا يمكن اختزال كل هذا الجهد في اقتباس للطالب وافق رأي المحكم أو لم يوافقه.

واختتم سمير بأنه في كل الأحوال هناك قواعد وآداب للتعبير عن الرفض، ليس من ضمنها الشتائم.

فيما أوضح الدكتور محمد كمال، أستاذ علم النفس بجامعة كفر الشيخ، أنه في مناقشة الرسائل العلمية والبحث العلمي نعرض كل الآراء حول الموضوع محل المناقشة، ونتفق مع بعضها ونختلف مع بعضها، ولكن ليس من حق المناقش أن يتعدى بالسب أو القذف على الباحث، مشيرا إلى أن هذا يمثل مخالفة قانونية.

وتابع كمال أن المشرفين على الرسائل العلمية ليس لهم مطلق الحرية في الاعتراض على محتوى الرسائل، بلا أسانيد وضوابط علمية.

وأردف: هناك خطوات علمية تتبعها الكليات في مناقشة الرسائل العلمية، تعطي الحق للمناقشين في الرفض أو الموافقة على الانضمام إلى لجنة الإشراف، موضحًا أن تلك الإجراءات تبدأ باقتراح واعتماد أسماء أعضاء لجنة مناقشة الرسائل العلمية من قبل القسم الذي يحضر به الباحث، ومن ثم يرفع الأمر إلى الكلية للموافقة النهائية، وقبل اعتماد الكلية لأسماء المرشحين للمناقشة، يجري إبلاغ أعضاء اللجنة للحصول على موافقتهم قبل اعتماد أسمائهم كمناقشين، مؤكدا أن جميع المشرفين يبلغون بعنوان الرسالة المطروحة للنقاش، ولا يجري اعتماد الموافقة على المناقشة قبل إعطاء المشرفين تقرير صلاحية بما يفيد صلاحية الرسالة.

وأضاف أستاذ علم النفس بجامعة كفر الشيخ، لمصراوي، اليوم، أن هناك نسخة من الرسالة تُرسل للمشرفين بعد اعتماد اللجنة، ولا يجوز المناقشة قبل مرور 15 يومًا؛ حتى يمكن للمناقشين قراءة الرسالة، مشيرا إلى أن الدكتور مختار جمعة في واقعة انفعاله على أحد الطلاب خلال مناقشة رسالة الماجستير الخاصة به في جامعة الزقازيق، من المفترض أنه قرأ الرسالة قبل المناقشة.

وتابع: كان أمام الدكتور جمعة، في هذه الحالة عدة اختيارات: إما أن يرى الرسالة ممتازة ويناقشها، أو أنه يرى أن هناك تعديلات طفيفة يمكن تعديلها بعد المناقشة مع عدم منح الموافقة على الرسالة إلا بعد التعديل، أو أنه يرى أن الرسالة لا تستحق المناقشة إطلاقًا وفي هذه الحالة كان عليه أن يرسل للمشرفين يبلغهم، إما باعتذاره عن المناقشة لسوء الرسالة، أو يرسل رسميا يطلب عدم مناقشة الرسالة مع ذكر الأسباب.

وعلق كمال على واقعة انفعال وزير الأوقاف: لم تكن الواقعة مناقشه علمية، بل كانت خطابًا سياسيًا، ووصف الطالب بالجاهل؛ لاعتراضه على فقرة موجودة في الرسالة تصرف غير قانوني، وهي في الأساس منسوبة للشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، مشيرا إلى أنه كان من الأفضل أن يعلن انسحابه من المناقشة ورفض الرسالة.

فيما تساءل الدكتور هاني الحسيني، الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة: "كيف يناقش المحكم للرسائل العليمة الباحث دون أن يعلم الحد الأدنى من المبادئ العلمية للمناقشات العلمية؟"

وأردف، لمصراوي، أن المناقشات النهائية للأبحاث العلمية المقدمة للحصول على درجة الدكتوراه تكون تحت إشراف مشرف من القسم أو مشرفين، والباحث يجري أبحاثة مسترشدا بهما، وإذا وصل الباحث إلى المناقشات النهاية يوجه اللوم إلى المشرف وليس الطالب، هذا في حال إن كانت الرسالة العلمية بها كارثة علمي، مؤكدا أن العلم يحترم كل الآراء والنظريات ويتناولها بالتحليل والنقاش وليس الهجوم السب والقذف.

وتابع الحسيني أن العمل الجامعي يحكمه الضوابط العلمية، ولا تعطي المناصب أي حق للتقليل من شأن الباحثين أو الطلاب، بل يلتزم المحكمون بالحياد وسعة الصدر العلمية لتقبل الاجتهادات الشخصية والعلمية، ويوجهها للصواب، ولكن لا ينحر الباحث ببحثه إذا أخطأ.

كان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وبخ الأحد الماضي، أحد طلّاب الماجستير بجامعة الزقازيق، خلال مناقشته رسالته.

وقال الوزير، موجهًا حديثه لصاحب الرسالة "وجدي عبدالقادر" الباحث بقسم دراسات وبحوث الأديان: "أنت جاهل"، بسبب أخطائه العديدة في نُطق اللغة العربية، وأمر بتأجيل مناقشة الرسالة 6 أشهر.

واستقبل وزير الأوقاف، اليوم، في مكتبه الباحث، مصرحًا بعد لقائه به: "إن الباحث سيكون إضافة للوطن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان