لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القصة الكاملة.. لحادث قطاري البحيرة

11:18 م الأربعاء 28 فبراير 2018

القاهرة (مصراوي)

كعادته اليومية، في الثانية عشرة ظهراً، يتحرك قطار ركاب الدرجة الثالثة، رقم 678 ، على خط سكة حديد المعروف باسم "المناشي"، قادماً من مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، قاصداً الوصول إلى محطة القطارات الرئيسية، بميدان رمسيس بقلب القاهرة.

اختلفت الرحلة هذا اليوم؛ فبعد ثلث الساعة من انطلاق القطار ـ المعروف بين ركابه بـ "القشاش" ـ وقبل دخوله محطة قرية "أبو الخاوي" التابعة لمركز كوم حمادة، التي تبعد عن القاهرة بمسافة تقترب من 130 كليو مترا، ارتطم قطار الركاب القادم، بقطار بضائع محملة بمادة "الطفلة"، متوقفا على جهة اليسار، "مخزن"، على قطبان السكة الحديد المخصصة لتخزين القطارات، بحسب رواية شهود العيان.

الحادث تسبب في سقوط 12 قتيلا و39 مصاباً، وفقا للدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، وبينما بدأت عملية الإسعافات الأولية للمصابين والضحايا عبر عشرات من الأهالي المقيمين والعاملين بالقرب من مكان الحادث، ونقل 17 مصابا على عربات ربع نقل إلى مستشفى بدر بمعرفه الأهالي، بحسب مجاهد.

ومع قدوم سيارات الإسعاف التي بدأت تتدفق على المكان بعد مرور 30 دقيقة من وقوع الحادث، وفقا لرواية شهود العيان، اقتصر دور الأهالي على مساعدة المسعفين وتسهيل مهمتهم في نقل باقي الضحايا الذين قدرتهم وزارة الصحة بـ34 ضحية ما بين "قتيل ومصاب" تم نقلهم عبر ثلاثين سيارة إسعاف إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى دمنهور التعليمي.

وناشد مجلس مدنية كوم حمادة المواطنين بالتوجه إلى المستشفيات بمحافظة البحيرة للتبرع بالدم، لإنقاذ مصابي الحادث، وفقا لعادل عباس رئيس مجلس المدنية التي شهدت وقوع حادث التصادم وسقوط الضحايا.

بينما رفعت المستشفيات الحكومية والتعلمية بمحافظة البحيرة وكفر الشيخ والإسكندرية حالة الطوارئ لاستقبال أي حالات يتم نقلها من مستشفى دمنهور، وفقا بيان صادر عن وزارة الصحة.

وأسفر الحادث عن وفاة 12 مواطناً (9 جثامين، بقايا أشلاء لجثتين، جثمان للطفل) بحسب ما أعلنته المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة.

وأرجعت هيئة سكك حديد مصر، في بيان رسمي صدر بعد ساعة من وقع الحادث، سبب التصادم بين القطارين إلى سقوط "عجلة البوجي" من العربة الثالثة، أثناء دخول قطار الركاب إلى محطة "أبو الخاوي"، ما أدى إلى احتكاكها مع عربة قطار البضائع المتوقف على قطبان التخزين بالمحطة.

"عجل البوجي" هو عبارة عن 4 عجلات حديدية، تزن 17 طناً، وتحمل هيكل عربة القطار، ومثبت فوقها الشاسيه وسوست العربة بمسامير يصعب فصلها بسهولة، وسقوط عجلات البوجي، يعني أن العربة متهالكة والصدأ أكلها، بحسب ما قالة الدكتور حسام فودة، مستشار وزير النقل الأسبق للسكك الحديدية في تصريحات خاصة لـ «مصراوي»، ولذلك يستبعد أن يكون عجل البوجي السبب الرئيسي في الحادث.

وكشفت المعاينة الأولية للنيابة العامة تفاصيل أكثر عن الكيفية التي وقع بها الحادث، حيث أوضحت أن وقوع الحادث جاء نتيجة انفصال آخر عربتين من القطار عن الجرار وباقي عربات القطار، بعد سقوط ما يعرف بـ "عجلة البوجي" واصطدمتا بقطار بضائع، مما تسبب في انقلاب العربتين وخروجها عن القطبان السكة الحديدية.

وتوجهت لجنة فنية من الخبراء والمتخصصين إلى موقع الحادث، بناء على قرار النائب العام المستشار نبيل صادق لإجراء المعاينات الفنية اللازمة وتحديد الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث والمتسبب فيها.

وأمر النائب العام باستجواب سائقي القطارين ومسؤول التحويلة، وفحص وتفريغ محتوى جهاز التحكم الألي "إيه تى سى" المسؤول عن التحكم في مسيرة القطار وفحصه وتحليل بيانات.

من شأن ذلك أن يساهم في معرفة الأسباب التي أدت إلى التصادم، هو ما علق عليه الدكتور هاشم عرفات وزير النقل، في تصريحات لوكالة أبناء الشرق الأوسط الرسمية إن تفريغ جهاز الـ "إيه تى سى" سوف يكشف السبب المباشر الذي أدى إلى وقع الحادث.

وكلف المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء بتشكيل غرفة عمليات مركزية بمركز المعلومات بمجلس الوزراء لمتابعة تداعيات الحادث ورفع تقارير دورية عن الحادث.

وبينما ذهب وزير النقل إلى موقع الحادث بمحافظة البحيرة لمتابعة عمل اللجان الفنية والتعامل مع الحادث على أرض الواقع، بحسب البيان الصادر عن مجلس الوزراء، كلف اللواء مجدي عبدالغفار اللواء قاسم حسين مساعد الوزير لشرطة النقل والمواصلات بالانتقال إلى موقع التصادم لمتابعة الحادث، لتسهيل عمل اللجان والجهات التنفيذية.

وتنتظر لجنة النقل بالبرلمان، نتائج تقارير وفد البرلمان الذي تم إرساله بمعرفة اللجنة التي تم تشكيها لمتابعة حادث تصادم القطارين لجمع كل تفاصيل الواقعة من مختلف الأطراف، بحسب هشام عبدالواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، الذي أكد أن اللجنة سوف يكون لها قرارات حاسمة حال ثبت وجود أي تقصير أو إهمال.

وبعد مرور 8 ساعات على وقوع الحادث وانتهاء النيابة العامة من معاينة موقع الحدث، بدأت معدات وأوناش هيئة السكك الحديدية في رفع حطام الحادث لإعادة تسيير حركة القطارات إلى طبيعتها. وتسلم أهالي الضحايا جثامين ذويهم باستثناء 4 جثث مازالت متواجدة داخل ثلاجة المشرحة، بينما يعالج المصابون داخل مستشفى دمنهور التعليمي.. وينتظر الجميع نتائج التحقيقات ومحاسبة المُقصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان