لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

40 عامًا في حب "الكاتدرائية".. دخلها "ويليام" طفلًا ​فزيّن قبتها قبل التدشين

09:47 م الأربعاء 21 نوفمبر 2018

قبة الكاتدرائية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - إسلام ضيف:

منذ نحو ثلاثين عامًا، كان الشاب أيمن ويليام يَقدِم إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ لمقابلة البابا شنودة الثالث رفقة والديه في أعياد الميلاد، أو حضور دورات تدريبية للغة القبطية التابعة لأسقفية الشباب الواقعة بمحيط الكاتدرائية. يستمع إلى الترانيم والألحان، يرددها خلف خُدام الكاتدرائية. مُلتزم بالقدوم إليها للخدمة في مجموعات الكشافة الكنسية.

لم يكن يتصوّر "ويليام" أن قدومه إلى الكاتدرائية يومًا ما، لن يكون بغرض زيارتها فحسب، لكن لرسم أيقونات قُبة كنيستها الكُبرى للمرة الأولى منذ إنشائها عام 1968 "مين كان يصدق.. ترتيب ربنا بقى".

عام 2015، أطلقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مسابقة لاختيار فنانين لرسم أيقونات الكاتدرائية، تقدم إليها نحو 60 فنانًا من داخل وخارج مصر، مُشترطة على من يتقدم للمسابقة تقديم رؤية فنية متكاملة للكاتدرائية من الداخل. ما إن رأى "ويليام" تفاصيل المسابقة بمجلة الكرازة -المجلة الرسمية للكنيسة- تقدم إليها على الفور دون تفكير. سمحت اللجنة المُنظمة للمسابقة للمتقدمين بمعاينة الكاتدرائية؛ لوضع كل متقدم تصميم جديد ومختلف لم يُنفذ من قبل في أي كنيسة داخل أو خارج مصر من قبل.

قرابة الـ6 أشهر هي المدة التي استغرقها "ويليام" والمتقدمين في رسم تصاميم تعبر عن تصور شامل للكاتدرائية ليتقدموا بها إلى المسابقة، أعقبها مقابلة شخصية لكل فنان على حدى لشرح تصاميمه وأسباب اختياره لها. انتظر "ويليام" نتائج المسابقة في قلق، حتى أعلن البابا تواضروس الثاني في مؤتمر صحفي منتصف عام 2015 فوز أيمن ويليام و4 فنانين أخرين بالتصميم، لتبدأ رحلة تزيين الكاتدرائية "فخر ليا إني أشتغل في الكنيسة الأم في مصر".

نُسب لـ"ويليام" رسم قُبة الكاتدرائية، التي من المقرر أن تضم أيقونة كُبرى للسيد المسيح تقابله السيدة العذراء مريم، إلى جانبهما عددًا من الشهداء والقديسين بالديانة المسيحية، إضافة إلى تجسيد مؤلفوا الأناجيل الأربعة "لوقا، متى، يوحنا، مرقس" على الأربعة بشائر (مثلثات) أسفل القُبة.

1

ذهب الفنان الأربعيني رفقة طاقم عمله المكوّن من 7 أفراد ما بين عُمال وفنانين أخرين إلى الكاتدرائية أول يوم لبدء مهامه. "أول ما طلعنا القبة عشان نبدأ شغل، مسكنا الجنش الموجود في منتصف القبة، كنا مبسوطين وفرحانين إننا طلعنا الحتة دي لأن من 50 سنة محدش لمسه" يروي ويليام.

2

لم يكن تحدي إتمام العمل سهلًا على الرجل الأربعيني، لكن خبرته في رسم أيقونات الكنائس لم تكن قليلة "بمارس المهنة دي من 17 سنة من وأنا في العشرينات تقريبًا". رغم أنه لم يكن خريج إحدى الكليات الفنية إلا أن "ويليام" استطاع ترك بصمته في عدد كبير من الكنائس والكاتدرائيات حول العالم "عملت كنيسة مارمرقس بالكويت، وكنيسة العذراء في سان فرانسسكوا، وكاتدرائية في الإمارات، وكاتدرائية السمائيين في شرم الشيخ، وكاتدرائية في مدينة العبور".

3

هذا التحدي بدا واضحًا بالنظر إلى ارتفاع القُبة الذي بلغ 56 مترًا أو ما يعادل 18 طابقًا، الأمر الذي دفع "ويليام" للصعود إلى القُبة مرة واحدة فقط في اليوم "عشان أطلع أو أنزل باخد نصف ساعة، بالتالي صعب إنك تطلع وتنزل مرتين أو ثلاث مرات في اليوم". كذلك تناول الطعام داخل القبة "في حد مننا بيجي متأخر وبيحط الأكل في أكياس ونرفعه بحبل لفوق".

4

خاض "ويليام" وفريق عمله صراعًا مع الوقت لتسليم قُبة الكاتدرائية، فبعد ما يزيد عن 5 أشهر بقليل من بدء العمل بها سيُصلى فيها قداس عيد الميلاد "اشتغلنا 12 ساعة يوميًا، وفي أيام لما الوقت زنق بنمشي الساعة 3 أو 4 الفجر؛ عشان لازم السقالات بتاعتنا تنزل قبل صلاة عيد الميلاد". رغم عدم انتهاء باقي أعمال الرسم في الكاتدرائية إلا أنه كان من الضروري إنهاء العمل في قُبة الكنيسة "سقالاتنا كانت لازم تنزل لأنها واخدة صورة الكنيسة كلها، عكس السقالات التانية".

في خضام العمل، زارت أسرة الرسام الكاتدرائية لرؤية القُبة "لما شافوها كانت بالنسبة لهم انبهار، وكانوا طايريين بالشغل".

بعد إنهاء "ويليام" أعمال الرسم، طلب من اللجنة المُشرفة على التنفيذ تدشين القبة "لأن لو السقالات نزلت محدش هيطلع فوق تاني يدشّن". استجاب البابا تواضروس إلى طلب رسام القُبة "بعتلنا اثنين آباء كهنة من سكرتاريته الخاصة". ساعتين هي المدة التي استغرقها "أول قداس يحصل في قبة الكاتدرائية من قبل"، صلى به نحو 6 أفراد من بينهم عدد من أعضاء اللجنة المُشرفة على التنفيذ وطاقم العمل ومهندس الموقع.

5

بعد ما يزيد عن عامين من إنهاء أعمال رسم القُبة وإتمام أعمال الترميم والتطوير بالكاتدرائية بشكل كبير، حضر "ويليام" الأحد الماضي قداس التدشين الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني، على الفور تبددت كل المشقة التي خاضها طيلة الأشهر "أول ما دخلت القُداس، بصيت لقيت كل أصحابي في الكاتدرائية، باركولي وهنأوني باللي عملته".

لا يزال "ويليام" يستقبل التهاني بعمله الفني الذي سيظل محفورًا في منتصف كاتدرائية العباسية "لحد دلوقتي بستقبل الرسائل والتهاني من الناس على الفيسبوك".

فيديو قد يعجبك: