مباحثات وتوقيع اتفاقيات.. تفاصيل زيارة السيسي لألمانيا.. اليوم
برلين - أ ش أ:
تشهد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا التي تبدأ اليوم الأحد وتستغرق 4 أيام، نشاطا مكثفا، حيث يعقد خلالها لقاء قمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الألماني الدكتور فرانك فلاتر شتاينماير، كما يلتقي رئيس البرلمان فوفجانج شويبله، إلى جانب وزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد والطاقة والتعاون الاقتصادي الإنمائي والنقل؛ لبحث سبل توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والسياحة الألمانية في مصر، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري.
كما يشارك الرئيس السيسي في أعمال القمة الثانية لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة الاقتصادية مع أفريقيا، والتي أطلقتها المستشارة ميركل عام 2017، خلال الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين الاقتصادية.
وتعد هذه هي المشاركة الثانية للرئيس السيسي في هذه القمة، حيث سبق وآن شارك في القمة الأولي التي استضافتها برلين في يونيو من العام الماضي.
وأوضح السفير بدر عبد العاطي سفير مصر لدى ألمانيا، في تصريحات للوفد الإعلامي المصري، السبت، أن لقاء الرئيس السيسي وميركل على غداء عمل بدار المستشارية، يتناول بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية بين مصر وألمانيا، والبناء على ما تحقق في هذا المجال خلال الأعوام الأربعة الماضية، والتي شهدت نقلة نوعية في علاقات التعاون بين البلدين.
وقال "عبدالعاطي" إن المستشارة ميركل وجهت الدعوة لعقد مباحثات مع الرئيس السيسي فقط، على الرغم من تواجد رؤساء 10 دول أخرى مشاركين في قمة المبادرة، ما يعني أن مصر حظيت بمكانة متميزة خلال هذه الزيارة، ويؤكد ذلك حرص الرئيس الألماني شتاينماير على لقاء الرئيس السيسي، ومن المعروف أنه متابع جيد للتطورات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك حرص الدكتور فوفجانج شويبله على دعوة الرئيس السيسي لزيارة البوندستاج وإجراء مباحثات معه، على الرغم من أن البوندستاج ليس في فترة انعقاد خلال زيارة الرئيس السيسي لبرلين.
وأشار السفير بدر عبد العاطي إلى أن القمة المرتقبة بين الرئيس السيسي وميركل تعد اللقاء السابع بين القيادتين المصرية والألمانية، حيث التقى الرئيس السيسي بالمستشارة ميركل ست مرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وقال إن هذه القمة ستتطرق إلى مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تحرص المستشارة ميركل على الاستماع لرؤية الرئيس السيسي إزاء الأزمات والتحديات التي تمر بها المنطقة والأوضاع في القارة الأفريقية وعلى المستوى الدولي.
كما أوضح السفير بدر عبد العاطي أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تكتسب أهمية سياسية كبيرة ، في ضوء أنها تأتي قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ، والتي تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن، وهو ما يستدعي تعزيز التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفِي مقدمتها القضايا التنموية الأفريقية، ودعم الدول الأفريقية في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ، وخطة التنمية الأفريقية 2063، وذلك في ظل مكانة ودور كل طرف في محيطه الإقليمي والدولي، حيث تعد مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة، بينما تعد ألمانيا بمثابة قاطرة الاتحاد الأوروبي.
وأضاف السفير إن الزيارة ستشهد أيضا تنسيقا اقتصاديا مهما، حيث تنظم السفارة في برلين بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الاقتصاد والطاقة والتعاون الاقتصادي والإنمائي الألمانيتين لقاء المائدة المستديرة بحضور الرئيس السيسي وعدد من رؤساء الشركات الألمانية سواء التي لديها استثمارات في مصر أو ترغب في الدخول إلى السوق المصري، في مختلف القطاعات ومن بينها الكهرباء والطاقة والإلكترونيات والأجهزة المنزلية والسيارات وتكنولوجيا المعلومات والبناء والإنشاءات، وذلك بحضور وزير الاقتصاد والطاقة الألماني بيتر التماير، ووزير التعاون الاقتصادي والإنمائي الألماني جيرد مؤلف، بالإضافة إلى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية.
ويهدف اللقاء إلى تبادل الرؤى بين الرئيس ورؤساء الشركات الألمانية، بما يتيح نقل وتوطين التكنولوجيا الإلمانية المتقدمة وزيادة التشغيل وفرص للعمل في مصر، وتعريف الشركات الألمانية بالفرص الاستثمارية غير المحدودة بمختلف القطاعات في مصر.
كما تتناول مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي في برلين سبل دفع حركة السياحة الألمانية ، وأوضح السفير بدر عبد العاطي سفير مصر في برلين أن ألمانيا أصبحت حاليا في المرتبة الأولى من بين السياحة الأجنبية الوافدة الى مصر، حيث تعد مصر ضمن المقاصد السياحية الرئيسيّة والتقليدية للسياح الألمان ، خاصة في منطقة البحر الأحمر، وحققت السياحة الألمانية في مصر تعافيا كاملا حيث تشير الإحصائيات الى أن عام ٢٠١٨ سيكون عام السياحة الألمانية الى مصر.
وأضاف السفير عبد العاطي أنه من المنتظر أن يتم التوقيع خلال زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا على مجموعة من اتفاقيات التعاون، من بينها إقامة الجامعة الألمانية للعلوم التطبيقية في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، واتفاقية حكومية للتعاون في مجال التعليم الجامعي، واتفاقا في التعاون في مجال التعليم الفني الذي تولي ألمانيا له أهمية كبيرة، ثم توقيع بروتوكول في مجال التعاون الانمائي الدولي.
وأشار إلى أن ألمانيا تحرص على دعم جهود الإصلاح الاقتصادي والتنمية في مصر، عن طريق دفع حركة التبادل التجاري والاستثماري، وزيادة حجم الاستثمارات المباشرة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتسهيل نفاذ المنتجات المصرية الى السوق الألماني والأسواق الأوروبية، ودفع الجهود الجارية للاستفادة من الخبرة الألمانية المتميزة في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني.
كما تولي الشركات الألمانية اهتماما كبيرا بفرص الاستثمار المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاع الأدوية وصناعة السيارات وقطع غيار السيارات واللوجستيات والبنية التحتية ومشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة.
وعلى صعيد العلاقات التجارية، أوضح السفير أن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا بمنطقة الشرق الأوسط، حيث سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام ٢٠١٧ ما قيمته خمسة مليارات و٨٠٠ مليون يورو.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: