لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أثري: الحضارة الإسلامية حافظت على المقدسات المسيحية في سيناء

08:23 م الجمعة 05 يناير 2018

عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- (أ ش أ):

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، أن سيناء أرض الفيروز تضم العديد من الآثار المسيحية المكتشفة، والتي تؤكد أن الحضارة الإسلامية حافظت على المقدسات المسيحية وساهمت في إعمارها.

وقال ريحان، في تصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، الجمعة، إن هناك مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بطور سيناء وهي مدينة "رايثو" المنطقة التي تجمع فيها الرهبان منذ القرن الثالث الميلادي وكشفت الحفائر بها عن دير وآثار مسيحية تمثل مراحل الرهبنة الثلاث المعروفة وتشمل منطقة وادي الحمام (قرية الوادي الحالية 6كم شمال مدينة الطور) المكتشف بها دير الوادي، ومنطقة وادي الأعوج 5 كم شمال شرق دير وادى الطور، ومنطقة جبل الحمام شمال غرب دير الوادي، وهي الموقع الحقيقي لرايثو القديمة وليست المنطقة المعروفة حاليًا برأس راية والمكتشف بها حصن إسلامي.

وأضاف أن مدينة رايثو الأثرية تضم قلايتين من القرن الرابع الميلادي ومجمع رهباني يضم كنيسة وقاعة كبرى للطعام ودير يعود للقرن السادس الميلادي بناه الإمبراطور جستنيان وهو تحفة معمارية رائعة يحتفظ بعناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي ويضم كنيسة كبرى وثلاثة كنائس صغرى ومعصرة زيتون وعدد 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين، وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمسيحيين والمسلمين الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم يكمل المقدّس المسيحي طريقه إلى القدس ويعود الحاج المسلم لميناء الطور ليستكمل طريقه إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.

وأشار ريحان إلى المدينة المسيحية الأخرى، المكتشفة بوادى فيران بمنطقة تل محرض، حيث تم الكشف عن أول كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير طور سيناء الذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي، وفي القرن الرابع الميلادي أصبحت "فيران " ، مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا، كما أصبحت مقعدًا للباباوية، وكان فيها عدة أديرة وكنائس، موضحا أن المدينة تضم مبنى الكاتدرائية وكنيسة المدينة المستخدمة كمستشفى علاوة على وظيفتها الدينية وكنيستين صغيرتين.

ونوه إلى مجمع الكنائس بمدينة الفرما المحطة السابعة في بداية مسار رحلة العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما والتي تضم 7 محطات وهي رفح والشيخ زويد والعريش والفلوسيات والقلس والمحمدية والفرما، موضحا أن الفرما شهدت تنسك القديس إبيماخس الشهيد وفي عهد الإمبراطور ثيودوروس الثاني 409 – 450م ، قام بها عالم من علماء المسيحية وهو "إيسودوروس"، الذي كتب عدة مقالات في الدين وجهها إلى أعداؤه وأحباؤه وأطلق عليه إيسودوروس الفرمي وقد كشف بها عن مجمع كنائس تل مخزن وكنيسة الفرما ومعمودية وكنيسة دائرية (روتندا) وكنيسة على الطراز الصليبى.

وتابع أن سيناء تشرف بأعظم وأشهر أديرة العالم وهو دير سانت كاترين المسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمي (يونسكو) عام 2002، والذي يضم أشهر وأجمل فسيفساء في العالم، وهي فسيفساء "التجلي" من القرن السادس الميلادي، وثاني مكتبة على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها، وعدد أكثر من 2000 أيقونة من روائع الفن البيزنطي، مؤكدا أن دير سانت كاترين يعد ملتقى للأديان حيث يضم شجرة العليقة المقدسة ودير سانت كاترين والجامع الفاطمي الذي بني في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م وترك به الحجاج المسلمون كتابات تذكارية بمحراب الجامع أثناء زيارتهم للدير مع المقدّسين المسيحيين منذ عام 1885 حين تحول طريق الحج البري عبر وسط سيناء إلى طريق بحري عبر ميناء السويس ومنه إلى ميناء الطور.

وأشار الدكتور ريحان إلى انتشار المباني الإسلامية من قلاع وقصور وموانئ بحرية بسيناء في العصر الإسلامي وقد تجاورت مع المقدسات المسيحية ومنها الميناء المملوكي بطور سيناء القريب من مدينة رايثو المسيحية وكان يخدم الحجاج المسلمين والمقدسين المسيحيين في رحلاتهم المقدسة، موضحا أن الوثائق المكتشفة تؤكد كيف كان يتعايش عنصري الأمة بمنطقة الكيلاني في تعاون مشترك فكان المسلمون هم البحارة الذين يجلبون البضائع والمسيحيون هم تجار البضائع، كما اشترك في بناء جامع الكيلانى مسيحيون من سكان المنطقة.

وأوضح أن المدينة البيزنطية بوادي فيران تضم مسجدين من العصر الفاطمي أنشأهما الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى الذي قام بإنشاء الجامع الفاطمي داخل دير سانت كاترين، وكذلك تجاور محطات العائلة المقدسة بسيناء الحصون الإسلامية، وهي نفس المحطات التي دخل منها المسلمون فاتحون، مؤكدا أن المسلمين حافظوا على هذه المقدسات ولم تمس بسوء بل أضاف المسلمون عناصر معمارية وأثاث كنائسي لدير سانت كاترين لحمايته.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: