إعلان

​السفير العراقي بالقاهرة: موقف مصر من أقوى المواقف تجاه استفتاء "كردستان"

05:28 م الأربعاء 27 سبتمبر 2017

حبيب الصدر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محفوظ:

أشاد حبيب الصدر، سفير العراق بالقاهرة، بالموقف المصري تجاه الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، مؤكداً في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" أن موقف مصر كان قوياً وواضحاً وصريحاً، في الوقت الذى صدرت فيه مواقف أخرى أكدت حرصها على وحدة العراق، ولكنها ليست في قوة الموقف المصري.

وكانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء التداعيات السلبية المحتملة لاستفتاء كردستان العراق، الذى أجرى يوم الاثنين الماضي، رغم المساعي المتكررة عربياً ودولياً للحيلولة دون المضي قدماً فى تلك الخطوة.

وشددت مصر على أهمية التزام جميع الأطراف بضبط النفس، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد تزيد من تعقيد الموقف، وبشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق وتغذية مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة، فضلاً عن تقويض جهود مكافحة الإرهاب، وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، التى لم تكن لتنجح إلا بفضل التلاحم والترابط بين أبناء العراق الواحد.

وثمَّن بيان الخارجية، أهمية الدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل إلى تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، مشدداً على تمسك مصر بوحدة العراق وسلامته الإقليمية، وبما يحفظ مقدرات الشعب العراقي بكافة أطيافه.

وعن مخاطر الانفصال ودور الحكومة العراقية في مواجهتها، قال السفير العراقي حبيب الصدر، "إن رئيس الحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، أقسم في اليمين الدستورية على الحفاظ على وحدة وسيادة العراق أرضاً وجواً وبحراً، وأي خطر يهدد هذه الوحدة، فإن (العبادي) بمشاركة شعب العراق، سيقفون وقفة رجل واحد لدفع هذا الخطر ومواجهته".

وشدد حبيب الصدر على أن الكُرد يعدون مكوناً أساسياً وتاريخياً في العراق، وهم يتمتعون بوضع مثالي، موضحاً أنهم يحكمون أنفسهم بأنفسهم، ويعتبرون دولة شبه مستقلة، وبالتالي لا توجد مبررات لإقدام حكومة الإقليم في أربيل على خطوة الانفصال التي تعد غير قانونية ومخالفة للدستور، بل إنها "خطوة متهورة" (على حسب وصفه) تخالف الدستور العراقي الذي تم الاستفتاء عليه عام 2005، وتأتى على غير رغبة أغلبية كبيرة من "الكُرد" ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا جزءاً من جمهورية العراق الدولة الاتحادية الواحدة المستقلة ذات السيادة الكاملة.

وبيَّن حبيب الصدر أن "الكرد تمددوا على صلاحيات الحكومة الاتحادية، بشأن المطارات والمنافذ الحدودية، وأيضا سيطروا على النفط، ويصدرون، بمعزل عن بغداد، حوالي 900 ألف برميل يومياً من النفط الذي يعد ثروة طبيعية ملكاً للشعب العراقي بموجب الدستور"، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تتضخم ثروة مسعود بارزاني رئيس الإقليم بشكل مستمر، يعاني أهل كردستان من شظف العيش.

واتهم "الصدر" الكيان الصهيوني بالوقوف خلف الاستفتاء "اللعين" (حد قوله) من أجل تفتيت الدول العربية الرئيسية مثل العراق.

وصرح السفير العراقي بأن التصويت على الاستفتاء "شهد تزويراً ويعد مزيفاً"، واتهم القيادة الكردستانية بإجبار المواطنين على الذهاب إلى الاستفتاء، وسط تهديدات بالتهجير لكل من يرفض الانفصال، فضلا عن غياب الرقابة الدولية عليه، والإجماع العربي والدولي على رفضه.

وعن احتمالية التدخل العسكري من أجل الحفاظ على وحدة العراق، شدد السفير على أن الخيار العسكري هو آخر ما تفكر فيه الحكومة العراقية، مؤكداً حرص القيادة العراقية على سلامة وأمن الأخوة الكُرد.

وتابع: "رغم ما تتمتع به البلاد من قوات مسلحة قوية ومعنويات هائلة مستمدة من الانتصارات الباهرة التي تحققت على العصابات الداعشية، إلا أن رئيس الوزراء العراقي والحكومة العراقية مازالوا متمسكين بأبناء الشعب الكردي".

وكان مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، دعا الكرد إلى التصويت على الاستفتاء للانفصال عن العراق يوم الاثنين الماضي، مؤكداً أن الاستفتاء غير ملزم، ولا يقصد منه أن يكون تفويضاً شرعياً للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة بشأن انفصال الإقليم عن العراق.

وعارضت تركيا وإيران بشدة إجراء التصويت، خوفاً من أن يزيد من الشعور بالانفصال بين الأقليتين الكرديتين لديهما.

وشددت أنقرة على أنها ستعتبر نتيجة الاستفتاء "باطلة ولاغية"، وأعلنت أنها تسعى لتوثيق الروابط مع بغداد. كما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإغلاق المعبر الحدودي الوحيد لبلده مع الإقليم وكذلك خط تصدير النفط الاستراتيجي لأكراد العراق.

وبالتزامن مع انتهاء التصويت، أعلن الجيش العراقي بدء مناورات عسكرية مع القوات التركية على الحدود المشتركة بين البلدين.

من جهتها، وصفت طهران الاستفتاء بأنه "غير قانوني وغير شرعي"، وأغلقت أمس مجالها الجوي مع إقليم كردستان. غير أنها نفت إغلاق الحدود البرية.

وحذّر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الخميس الماضي من التأثير المحتمل للاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة.

وأعرب المجلس عن اعتقاده بأن الاستفتاء غير الملزم قد يعرقل جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، التي تضطلع بها القوات الكردية بدور بارز، وعودة النازحين العراقيين، البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص، إلى ديارهم.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان