السيسي ردًا على وفد أمريكي بشأن قطر: حان الوقت للتصدي لداعمي الإرهاب
(مصراوي):
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين بمقر إقامته في مدينة نيويورك مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي، والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، في تصريح صحفي، إن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالترحيب بلقاء هذه النخبة المتميزة من الشخصيات الأمريكية التي تساهم في تشكيل وصياغة الرؤية الأمريكية وتوجه دوائر صنع القرار الأمريكي المختلفة إزاء مختلف القضايا الدولية، ولاسيما مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، كما أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الممتدة لعقود، لافتاً إلى حرص مصر على تعزيز وتنمية هذه العلاقات.
ورداً على سؤال حول أزمة قطر، تناول الرئيس رؤية مصر إزاء تلك الأزمة، مؤكداً أنه قد حان الوقت للتصدي بفعّالية للأطراف الداعمة للإرهاب ودفعها لتحمل مسئولياتها، ومشيراً إلى أنه على قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية وعدم التدخل في شئونها الداخلية، وذلك من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع.
واستعرض الرئيس- خلال اللقاء- التطورات على الساحة الداخلية، مشيراً إلى أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب والتطرف على مدار السنوات الماضية، وأن تلك الحرب لا يمكن مقارنتها بالحرب النظامية، لكن يجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي بمنهج شامل يتضمن أربع ركائز تشمل مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون تمييز، والتعامل مع مختلف أبعاد الإرهاب كالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي، والعمل على الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد المقاتلين، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة.
وتطرق الرئيس أيضاً إلى الخطوات التي تتخذها مصر على صعيد التنمية الاقتصادية، مؤكداً أن تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لم يكن ممكناً دون تفهم الشعب المصري لأهمية اتخاذ قرارات صعبة لعلاج المشكلات الاقتصادية المزمنة، منوهاً بأن برنامج الإصلاح الاقتصادي بدأ يؤتي ثماره وأن الاحتياطي من النقد الأجنبي وصل إلى المعدلات التي كان عليها قبل عام 2011.
واستعرض الرئيس كذلك الإجراءات التي تم اتخاذها لتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، فضلاً عن المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، لاسيما في مجالات البنية الأساسية، وكذا العاصمة والمدن الجديدة الجاري إنشاؤها فى مختلف أنحاء مصر.
وفيما يتعلق بمسيرة التحول الديمقراطي وأوضاع حقوق الإنسان في مصر، أشار الرئيس إلى أن مصر أصبح لديها الآن إطاراً دستورياً واضحاً ينظم العلاقة بين سلطات الدولة، ويعطي صلاحيات واسعة لمجلس النواب المنتخب، مؤكداً أن ما تحقق يمثل خطوات ملموسة على صعيد التحول الديمقراطي فى منطقة الشرق الأوسط، كما أكد أهمية أن تتفهم الدول الغربية هذه الحقائق وألا تحكم على الأمور بمنظور غربي.
وأشار السيسي إلى أن مصر حريصة على احترام وتعزيز حقوق الإنسان، وأنه لا يجب اختزال مفهوم حقوق الإنسان فى الحقوق السياسية فقط، بل التعامل معه بمنظور شامل يتضمن أيضاً الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مثل توفير الحق فى التعليم والصحة والإسكان والعمل.
وعلى الصعيد الإقليمي، تناول الرئيس رؤية مصر القائمة على أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم المؤسسات الوطنية بما يمكنها من الاضطلاع بمسئولياتها فى حفظ الأمن ومكافحة الارهاب، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية الحفاظ على وحدة الدولة الليبية ودعم الجيش الوطني الليبي وصون مقدرات شعبها، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السورية.
كما أكد أهمية تجنب تفتيت الدول في الشرق الأوسط، أخذاً فى الاعتبار ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من المزيد من الصراعات والأزمات.
وتطرق الرئيس إلى الجهود التى تبذلها مصر لإحياء عملية السلام، مؤكداً دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية وفقاً للمرجعيات الدولية المتعارف عليها، ومشيراً إلى أن الوصول إلى حل عادل وشامل لهذ القضية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة ويساهم فى تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أشار تعقيباً على استفسارات الحاضرين حول المستجدات على الصعيد الفلسطيني، أن مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني سعياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية إلي قطاع غزة. كما لفت إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين، منوهاً إلى أن ما تبذله مصر من جهود يأتي فى إطار توفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين.
وذكر السفير علاء يوسف أن عدداً من الحاضرين أشادوا بالخطوات التي اتخذتها مصر للحفاظ على التراث اليهودي، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد حرص مصر على صون والحفاظ على تراثها من مختلف العصور والحضارات والديانات.
فيديو قد يعجبك: