السيسى يؤكد لوسائل الإعلام الصينية استعداد مصر للمساهمة فى دعم "بريكس"
بكين -( أ ش أ):
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي استعداد مصر للمساهمة بفاعلية في دعم مجموعة بريكس للدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا فى العالم وأولوياتها، كما أكد أن حوار بريكس مع مجموعة متميزة من الأسواق الناشئة والدول النامية خلال قمة المجموعة التى ستستضيفها الصين فى مدينة شيامن الاسبوع المقبل يمثل فرصة هامة للغاية.
جاءت تصريحات الرئيس، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "شينخوا" ووسائل إعلام صينية أخرى في القاهرة أمس الثلاثاء، وذلك للتحدث عن زيارته الى شيامن خلال القمة التى ستنعقد فى 3 -5 سبتمبر المقبل، وسيحضرها قادة الدول الأعضاء بالمجموعة وهى الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، كما سيشارك فى فعالياتها، لأول مرة في تاريخ بريكس وبناء على دعوة الصين، قادة خمس دول نامية من بينهم الرئيس السيسى من أجل دفع إنشاء آلية "بريكس بلس".
وقال السيسى "إننا نولي مشاركتنا في الاجتماعات مع دول بريكس أهمية كبيرة، خاصة وأن مصر تتمتع بقدرات اقتصادية واعدة وتوفر موقعا إستراتيجيا متميزا يمكنها من المساهمة بفاعلية في دعم مجموعة بريكس وأولوياتها".
وأشار إلى أهمية دول مجموعة بريكس والتي تساهم بنحو 22 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للعالم وبها حوالي 40 في المائة من سكان العالم، لافتا إلى ما تتمتع به دول المجموعة من ثقل سياسي كبير على المسرح العالمي.
وأضاف "أتوقع من الحوار الهام الذي سيجرى مع قادة دول المجموعة أن يسهم في تحقيق المزيد من التفاهم حول القضايا الكبرى التي تهم الدول النامية وما يواجهها من تحديات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية".
وتابع الرئيس قائلا، "كما أن انعقاد منتدى الأعمال لدول مجموعة بريكس باعتباره أحد أهم الأذرع التنفيذية لبريكس يعتبر فرصة جيدة لعرض التجربة المصرية الخاصة بالإصلاح الاقتصادي والخطوات الجريئة التي اتخذتها الحكومة على هذا الصعيد خلال الفترة الماضية".
وأوضح أنه سيكون فرصة أيضا لتوضيح "التدابير التي قمنا بها لتشجيع الاستثمار والتي تشمل صدور قانون الاستثمار الجديد وما يوفره من حوافز غير مسبوقة وتسهيل للإجراءات التي تحفز وتشجع الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر وتوفر المناخ الجاذب له".
وأعرب السيسي عن تقديره للرئيس الصيني شي جين بينغ لدعوته لحضور هذه القمة الهامة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين والشراكة الإستراتيجية الحقيقية التي تجمع بين مصر والصين.
وشدد على أن تكاتف الدول النامية مع بعضها البعض يعظم من نقل التجارب التنموية فيما بينها لتنفيذ أفضل وأنسب الخطط اللازمة لبناء الإنسان وتطوير الإنتاج والنهوض بالاقتصاد.
وقال "هناك محافل عديدة تسمح للبلدان النامية بتحقيق التنسيق المناسب فيما بينها، سواء كانت تلك محافل سياسية أو اقتصادية، ولاشك في أن الحوار الذي توفره مجموعة بريكس مع مجموعة متميزة من الأسواق الناشئة والدول النامية يمثل فرصة هامة للغاية، سواء في إطار تعاون جنوب-جنوب أو مع الدول التي حققت تقدما ملحوظا كدول بريكس".
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول النامية في الحوكمة العالمية، أكد السيسي أن الوضع الحالي يستلزم توفير مشاركة أكبر للدول النامية في هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية ودوائر صنع القرار الخاصة بها.
ولفت إلى أن هذا من شأنه أن "يعكس الرؤى التنموية والمتطلبات اللازمة لتحقيقها من منظور الدول النامية وليس الدول المتقدمة فقط وبما يراعي الأبعاد الاجتماعية والخصوصيات الثقافية والتنموية لكل مجتمع ودولة".
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية -الصينية، أكد السيسي أن العلاقات بين البلدين منذ إقامتها عام 1956 تعتبر نموذجا للعلاقات الناجحة والمتميزة بين دولتين مؤثرتين بشكل مباشر في إقليميهما وفي العالم أيضا ، وعزا ذلك إلى ما يجمع البلدين من مبادئ وقواسم مشتركة، أهمها العمل من أجل السلام وترسيخ مبادئ الحوار والتعايش المشترك، والدعوة للتعاون والبناء والتنمية، فضلا عن العمق الحضاري الكبير للشعبين المصري والصيني.
وتابع قائلا إن"زيارتي للصين للمشاركة في فعاليات قمة بريكس والحوار مع الأسواق الناشئة والدول النامية تعتبر فرصة لعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس شي جين بينغ لمواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح أن اللقاء فرصة أيضا للبناء على ما وصل إليه التعاون الثنائي من تقدم في مجالات متعددة، خاصة بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة في ديسمبر 2014، والبرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 -2021.
وأكد أن الزيارة ستوفر فرصة جيدة لمتابعة مشروعات التعاون المشتركة بين البلدين في مجالات متعددة، آخذا في الاعتبار مساهمة الشركات الصينية في العديد من مشروعات البنية التحتية التي تنفذها مصر خلال المرحلة الحالية، ومنها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات تطوير قطاع الكهرباء والطاقة، ومشروعات النقل والمواصلات".
وبالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، أكد الرئيس السيسى على أن لدى مصر "إمكانيات متميزة تمكنها من المساهمة في إنجاح هذه المبادرة الهامة، ومن تلك الإمكانيات موقع مصر الجغرافي الفريد الذي يسمح لها بأن تكون نقطة عبور رئيسية بين الشرق والغرب ومن الجنوب إلى الشمال، وذلك عبر محور قناة السويس الذي نعمل حاليا على تطويره بشكل جذري بحيث يصبح منطقة اقتصادية وصناعية رائدة ومتكاملة لتحقيق التواصل بين مختلف دول العالم وليس مجرد معبر مائي هام يربط بين مختلف أرجاء العالم".
واختتم السيسي حديثه بالتعبير عن تقديره واحترامه للشعب الصيني، مؤكدا حرص مصر على تعزيز التعاون مع الصين ومواصلة تطوير العلاقات معها على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين.
وكان الرئيس السيسي قد زار الصين ثلاث مرات منذ توليه الرئاسة، الأولي في عام 2014 حيث تم خلالها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، والثانية بدعوة من نظيره الصينى عام 2015 لحضور احتفالات الصين بالذكرى الـ 70 لانتصاراتها في الحرب العالمية الثانية، والثالثة العام الماضي للمشاركة في قمة العشرين.
ومن جانبه، قام الرئيس الصيني بزيارة مصر في مطلع عام 2016، حيث تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك، وافتتح الرئيسان عام الثقافة الصينية - المصرية باحتفالية ضخمة أقيمت بمدينة الأقصر جنوب مصر.
فيديو قد يعجبك: