رحلة 4 ساعات للحصول على كراسة شروط الإسكان الاجتماعي من مكتب البريد -"معايشة"

كتبت - نورا ممدوح:

في صباح اليوم الثالث من طرح كراسات الشروط للتقديم علي وحدات سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، كانت مكاتب البريد بمنطقة الجيزة تكتظ بالمواطنين رجالاً وإناثًا، في "معركة" الحصول على إحدى هذه الكراسات المعلن عنها بحثاً عن "شقة".

كانت الساعة تقترب من العاشرة صباحًا، حينما قطع "طابور" مكتب بريد الجيزة الطريق، حيث اصطف كل راغب في شقة منتظرًا دوره للوصول إلى شباك المكتب، ومع كثرة المنتظرين بحثنا عن مكتب آخر أقل عددًا منه.

في مكتب بريد الهرم، الوضع لم يكن كسابقه، فالأعداد كانت أقل في بداية اليوم وحتى الظهيرة، وعلى غير المعتاد كانت أعداد السيدات تفوق أعداد الرجال الذين لم يصل "طبورهم" خارج مبني المكتب في حين امتدت صفوف السيدات إلى الشارع.

تأخر كراسة الشروط حتى الساعة الحادية عشر تسبب في تكدس المواطنين أمام الشباك بشكل غير منتظم، مما جعل التنافس يزيد بينهم وبين بعض للوصول إلى الشباك، وتزايد حدة المشادات الكلامية والتزاحم بينهم داخل المبنى وخارجه.

بعد برهة من الوقت هدأت المشادات بينهم مع بدء توزيع كراسات الشروط فدب النفس في رفقائهم المنتظرون بالخارج والذين كادوا أن يفقدوا أمل تحرك الطابور والوصول إلى مبتغاهم، وكانت هيئتهم "غير المهندمة" التي كانوا يخرجون بها أبلغ صورة عما دور بالداخل من تكدس وزحام شديد يفسد هيئتهم الأولى التي جاؤا بها.

طول مدة ساعات الانتظار خلقت بين المتقدمين وبعضهم صداقات مؤقتة، فأخذن يتبادلون الأحاديث بعضها يدور حول كراسة الشروط والبعض الأخر حول ظروفهم المعيشية "الصعبة" التي يتشاركون فيها ذات المشاكل والهموم. "بيتي هيتهد علينا أنا وجوزي" تقولها إحدى السيدات المنتظرات بنبرة بائسة لتشاركها أخرى بكلمات مواسية "إن شاء الله ربنا يرزقكم الشقة".

مع أذان الظهر بدأت أولى تحركات الطابور إلى داخل المكتب بعد ساعتين من "وقفة الشمس"، لنجد إحدى السيدات تولت مهمة تنظيم الوصول للشباك فكانت تجمع 3 طلبات وتقدمهم وتأتي لأصحابهم بكراسة الشروط تخفيفًا للتكدس أمام الشباك، حتى استطاع الجميع أخذ دوره بشكل منتظم وإعادة ترتيب صفوفهم.

في محاولة لنشر الطاقة الإيجابية والتخفيف من حدة الزحام أطلق السيدات الزغاريد لبعضهن عندما تحصل إحداهن على كراسة الشروط، إلا أن صوتًا جاء من صفوف الرجال قطع هذه الزغاريد قائلا "بتزغردوا على ايه اللي حجز من 2015 مستلموش لحد دلوقتي" لترد السيدات "بشروا ولا تنفروا".

فرحة الوصول إلى الشباك والحصول على الكراسة كانت توحي بأنهم حصلوا على مفتاح شقتهم بعد استلامها، ففي صفوف الرجال قام مجموعة من الشباب بالتقاط "سيلفي الشباك" فرحاً بوصولهم وسط ضحكات وزغاريد ساخرة منهم.

على الرغم من شعور الفرحة الذي سيطر إلى وقت ما على المتواجدين، إلا أن شعور القلق انتاب البعض الأخر خوفاً من انتهاء أعداد كراسات الشروط المتوفرة بالمكتب بعد الوقوف لساعات، فكانوا يرددون الأسئلة على كل من يخرج من المكتب" لسة في كراسات ولا قربت تخلص؟" إلا أن ذلك لم يحدث.

وبعد عناء 4 ساعات تمكنا من الحصول على كراسة الشروط.

وفتحت أول أمس مكاتب البريد في مصر، أبوابها لبيع كراسات شروط الإعلان التاسع للإسكان الاجتماعي في 22 مدينة جديدة (3 غرف وصالة، تشطيب كامل، بمساحة تصل إلى 90 م2) بنظام التمليك.