مستندات سرية تروي التاريخ الحقيقي لـ"تيران وصنافير" (1)
كتب- محمد عمارة:
حصل "مصراوي" على مستندات ووثائق تاريخية رسمية لم يكشف عنها من قبل حول جزيرتي "تيران وصنافير" الواقعتين عند مدخل خليج العقبة بالبحر الأحمر
وينشر "مصراوي" بنشر هذه الوثائق الرسمية والتي يعود تاريخ بعضها إلى أوائل القرن الماضي، مع التأكيد على أن هذه المستندات والمخاطبات والوثائق إنما تؤرخ لوضع الجزيرتين منذ مائة عام تقريبا.
وسوف نوالي نشر الوثائق بتسلسلها التاريخي.
وزارة الحربية تسأل "الخارجية" عن الجزيرتين.. والرد: ليس لهما ذكر في ملفاتنا
وتتضمن المراسلات التي تنشر في الجزء الأول من انفراد مصراوي، سؤالا من مصلحة الحدود في وزارة الحربية لوزارة الخارجية عام 1928، عما إذا كانت الجزيرتين تابعتين لمصر، وتقول الوثائق أن وزارة الخارجية ردت بأنه ليس لهاتين الجزيرتين ذكر في ملفات الوزارة.
كما تضمنت المستندات، أن رئاسة هيئة أركان حرب الجيش قد طلبت استكشاف الجزيرتين، فضلا عن وثيقة أخرى صادرة من مدير العمليات الحربية بوزارة الحربية، تتضمن تعيين فصيلة من سلاح الحدود الملكي لاحتلال جزيرة "تيران"، على أن ترفع العلم المصري على الجزيرة بمجرد وصولها.
ويظهر خطاب موجه من مصلحة الحدود بوزارة الحربية إلى وزير الخارجية المصري بتاريخ 13 ديسمبر 1928 للاستفسار عما إذا كانت جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتان عند مدخل خليج العقبة في البحر الأحمر تابعتين للملكة المصرية، ورد وزير الخارجية بخطاب إلى وزير الحربية في 31 ديسمبر 1928 يفيد بأنه ليس لهاتين الجزيرتين ذكر في ملفات وزارة الخارجية.
الجيش المصري يشكل لجنة عام 1950 لاستكشاف "تيران" وتعيين فصيلة لاحتلالها
يقول الخطاب الموقع من وزير الحربية والبحرية: "أكون ممنونا جدا إذا تكرمتم معاليكم بالإفادة عما إذا كانت جزيرتا تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة بالبحر الأحمر تابعتين للملكة المصرية حتى في هذه الحالة تقوم مصلحة الحدود بإرسال قوة لرفع العلم المصري".
ويوضح خطاب الرد الموقع بتاريخ 31 ديسمبر 1928، من حافظ عفيفي، وزير الخارجية وقتها، إلى وزير الحربية والبحرية، بأنه ردا على الخطاب رقم 177/6/3، بطلب الاستعلام عما إذا كانت جزيرتا تيران وصنافير الواقعتان عند مدخل خليج العقبة تابعتين للمملكة المصرية، فإن الجزيرتين ليس لهما ذكر في ملفات وزارة الخارجية.
وفي مذكرة مرفوعة من رئاسة هيئة أركان حرب الجيش، حملت صفة سري جدا وعاجل، إلى وزير الحربية والبحرية حول استكشاف جزيرة تيران وصنافير، بتاريخ 17 يناير 1950، فإن الرأي قد استقر على تشكيل لجنة لاستكشاف جزيرة تيران، وهم: مندوب من إدارة العمليات الحربية ومندوب من رئاسة الإمداد والتموين ومندوب من سلاح المهندسين ومندوب قسم المساحة العسكرية، ومندوب مدفعية السواحل، وضابط طبيب.
وأشارت المذكرة، أن الغرض من استكشاف هذه الجزيرة هو لمكان رسو السفن على الجزيرة، وطبيعة أرض الجزيرة وهل تصلح لإقامة الجنود ونوع القوات، وهل من الممكن وضع مدفعية سواحل للدفاع عن سواحلها وفي أي موقع؟ والأعمال الهندسية اللازمة بالجزيرة من طرق ودشم للأسلحة ومحلات إقامة الجنود ومخازن وأراضي نزول القوات إن أمكن.
ونصت المذكرة، الموقعة بتاريخ 7/1 / 1950 كوبري القبة، أن تزود هذه اللجنة بالتعيينات اللازمة لمدة 20 يوما، كما سيرافقها فصيلة من سلاح الحدود الملكي لاحتلال الجزيرة، وعلى ضوء ما تضعه اللجنة من قرار سينظر في أمر تعزيز هذه القوات، وأن تنقل هذه الحملة إحدى سفن السلاح البحري الملكي التي سيحدد ميعاد قيامها باكر 18 الجاري.
وكما ألزمت المذكرة أن على اللجنة تقديم تقرير كتابي بمجرد وصولها إلى مدير العمليات الحربية، على أن تتم المأموريةفي مدى 10 أيام على الأكثر خلاف الوقت الذي تستغرقه الرحلة.
كما تضمنت المستندات التي تنشر لأول مرة، خطابا بشأن تعليمات عمليات حربية رقم 1 لعام 1950، بتاريخ 17 يناير 1950 صادر من مدير العمليات الحربية بوزارة الحربية، تتضمن تعيين فصيلة من سلاح الحدود الملكي لاحتلال جزيرة "تيران"، على أن ترفع العلم المصري على الجزيرة بمجرد وصولها.
وشملت التعليمات الموقعة من لواء أركان حرب حسن حشمت، تعيين فصيلة من سلاح الحدود الملكي بقيادة ضابط لاحتلال جزيرة تيران الواقعة في مدخل خليج العقبة، وبمجرد وصولها، ترفع العلم المصري على الجزيرة، وأن تتحرك من ميناء بورتوفيق، وأن تأخذ معها الخيام وأدوات المعسكر اللازمة لها ويعين معها جهاز لاسلكي لربطها برئاسة السلاح.
كما نصت التعليمات أن على رئاسة الإمداد والتموين اتخاذ الترتيبات اللازمة لإعاشة هذه القوة وإعدادها بكل ما يلزمها من التعيينات والمياه وإقامة فناطيس مياه بالجزيرة ومداومة تموين القوة، علما بأن هذه الجزيرة ليس بها مورد مياه، واتخاذ الترتيبات الطبية للقوة، وأن تكون القوة لوازمها جاهزة للتحرك في أي وقت بمجرد صدور الأوامر من هذه الإدارة اعتبارا من الساعة 800 يوم 21 يناير.
كما ينشر مصراوي صورة من أمر لمدير العمليات الحربية بتاريخ 21 يناير 1950 إلى البكباشي أركان حرب محمد علي عبد الكريم، مندوب العمليات الحربية بلجنة استكشاف جزيرة تيران، باحتلال جزيرة صنافير ورفع العلم المصري عليها.
ونصت الوثيقة التي حملت صفة "سري جدا وعاجل" بعنوان احتلال جزيرة السنافير، أنه بالإشارة إلى تعليمات عمليات حربية رقم 1 و2 لسنة 1950 الصادرة في 17 يناير 1950 وإلى تعليمات رقم 3 لسنة 1950 في 18 منه، يصير احتلال جزيرة السنافير والواقعة شرق جزيرة تيران مباشرة وعلى بعد حوالي 3 كيلو مترات بجماعة من الفصيلة المعينة لا حتلال جزيرة تيران، ويرفع عليها العلم المصري المرسل لكم مع هذه التعليمات، ويقدم تقرير استكشاف عن هذه الجزيرة أسوة بالمطلوب عن جزيرة تيران.
فيديو قد يعجبك: