أكشاك سور الأزبكية.. تفصح عما يقرأه المصريون
كتبت- نسمة فرج:
تصوير-محمود أبوديبة:
على أعتاب مخارج محطة مترو العتبة، توجد إجابة كل سؤال، حيث يقبع سور الأزبكية، أكثر من 132 كشكًا يتراصون على جانبي طرقات ضيقة لبيع الكتب والروايات النادرة، تم تصميمها على الطراز الفاطمي.
ورغم زحام وصخب محطة مترو العتبة إلا أن "سور الأزبكية" يُعد ملاذا للمثقف والطالب محدود الدخل، والباحث عن الكتاب القديم أو الحديث بسعرٍ زهيد، دون النظر لاعتبارات انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتأثيرها على حقوق المؤلف والناشر على حدٍ سواء.
من مقاهى حي الأزبكية، بدأ مشوار بيع الكتب فـكان الباعة يمرون على زبائن القهوة كل يوم عارضين كتب في شتى المجالات، وعند الاسترخاء كان بائعو الكتب يجلسون بجوار سور حديقة الأزبكية إلى أن جاء اليوم وفكر التجار بالبقاء عند السور وعرض الكتب عن طريق وضعها بالترتيب على الأحبال المربوطة بسور الحديقة، وبهذه الطريقة أصبح العرض مثيرًا للمواطنين.
ومع مرور الوقت اعتادت الزبائن المجئ للحصول على الكتب وأصبح لهؤلاء التجار شهرة واسعة بأنحاء الجمهورية، وبهذا أصبح سور الأزبكية أول سور ثقافي في الوطن العربي.
يتمتع سور الأزبكية بأهميةَ خاصة لدى مثقفي مصر والعالم العربي، وربما الأجانب حتى أن الأديب سليمان فياض أطلق عليه "جامعة الفقراء"، حيث يجد الراغبون في القراءة من الفقراء ضالَّتَهُم بأسعار زهيدة.
وحتى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان يتردد على السور لاقتناء الكتب، وكذلك الرئيس أنور السادات، والذي كان من رواده قبل أن يُصبح رئيسًا لمصر، وبعد أن أضحى رئيسًا لها، حسب الهيئة العامة للاستعلامات.
يقول محمد - أحد الباعة في سور الأزبكية لمصراوي - إن القراء يقبلون على قراءة الرويات أكثر من الكتب الأخرى، "هناك روايات تبيع نفسها" مثل روايات أحمد مراد وأحمد يونس ومحمد صادق، لأنهم الأقرب لفئة الشباب حالياً.
ويوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير على عمليات البيع والشراء للكتب، حيث يأتي الزائرين لشراء كتب وأشعار، فيما تعاني أغلب المكتبات حالياً من ندرة الزبائن بسبب زيادة أسعار الكتب والورق منذ تعويم الجنيه.
ويضيف أحمد - بائع آخر-، أن جميع المواطنين بمختلف أعمارهم يترددون على سور الأزبكية من الطالب إلى أستاذ الجامعة، لكن أغلب زبائنه من طلاب الجامعات الذين يأتون لشراء الكتب لعمل الأبحاث المكلفة بها، إلى جانب "هواة القراء"، موضحًا أن أغلب الكتب التي يبيعها من الروايات، فالسور يحوى عددًا كبيرًا من الكتب النادرة والموسوعات التاريخية والسياسية بأسعار زهيدة، بالإضافة إلى الروايات الصادرة حديثا وقديما.
يشير أحمد إلى أن ضعف الإقبال على السور بسبب زيادة الأسعار وارتفاع أسعار الدولار التي أدت إلى ارتفاع أسعار الخامات والورق وأحبار الطباعة وأدي إلى ذلك ارتفاع في أسعار الكتب.
ويقول إيهاب مصطفي إنه يتردد على سور الأزبكية على فترات متباعدة لشراء بعض الكتب المتخصصة في الدراسات النقدية وكتب التراثية والتاريخية.
يضيف إيهاب أن سور الأزبكية من الأماكن الهامة حيث يضم في جنباته عدد كبير المكتبات التي تحوى الكتب النادرة والتراثية وتباع بأسعار زهيدة.
ويوضح وائل توفيق أنه يقوم بشراء الكتب التراثية والنادرة في مجال السينما والموسيقى والأغاني من سور الأزبكية والمكتبات القديمة التي لديها مخزون من الكتب النادرة في هذا المجال.
فيديو قد يعجبك: