بعد وثيقة الحركة.. حماس وجها لوجه أمام إسرائيل -(تحليل)
كتب – محمد عمارة:
قبل نحو 29 عاما، وتحديدا في 1988، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، الاستقلال وإقامة الدولة، وأصدرت ما يسمي بوثيقة الاستقلال على حدود 1967، وهو ما يعني تحول المشروع الفلسطيني من تحرير كامل التراب الوطني إلى إقامة الدولة على جزء من أرض الوطن.
وقبل أن تعلن الحركة قبولها بإقامة وطن على حدود 67، مرت بمرحلتين تميزت الأولى في فترة الستينيات حتى عام 1974، بصياغة هدف وحيد وهو تحرير كامل التراب الوطني عن طريق المقاومة، فيما تبنت المرحلة الثالثة التي بدأت عام 74 برنامج مرحلي بإقامة سلطة الشعب على كل جزء يتم تحريره من الاحتلال، ودون الاعتراف بإسرائيل، حتي جاء الاعتراف الضمني بإسرائيل عام 1988.
يقول محمد جمعة، الباحث في الملف الفلسطيني بمركز الأهرام، إن قبول "فتح" بدولة فلسطينية على حدود 67، مهد لها الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل عبر أوسلو 1993، وهو ما يعني تبادل الاعتراف التعاقدي والتفاوضي بإسرائيل.
منذ يومين أصدرت حركة حماس الفلسطينية وثيقة جديدة لها، حملت ثلاثة بنود لم يذكرها ميثاق الحركة في تأسيسها عام 1987؛ حيث استبدلت الحركة عبارة محاربة اليهود الموجودة في الميثاق بعبارة محاربة الاحتلال، كما لم تنص بشكل صريح على أن الحركة إحدى فروع تنظيم الإخوان، فضلا عن قبول الحركة بإقامة وطن لفلسطين على حدود1967.
يضيف محمد جمعة، أن حركة فتح سبقت "حماس" في القبول بإقامة وطن على حدود 1967، وهو ما يعني أن حماس خطت أولى خطوات في تجربة منظمة التحرير.
في عام 1996 جرى تغيير الميثاق الوطني الفلسطيني في اجتماع للمجلس الوطني بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، يوضح جمعة: "حماس تعيد تجربة حركة فتح بشكل بطيء، وقد نجد حماس تدخل في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بعد هذه التعديلات وتغير الثوابت لديها".
يشرح الباحث في مركز الأهرام، براجماتية أو إعلاء جانب المصلحة لدى جماعات الإسلام السياسي أو الإخوان المسلمين التي تتبع لها "حماس"، قائلا: "حماس رفضت في ميثاق تأسيسها عام 87، منظمة التحرير أو التعامل معها، ووصفتها بأنها منظمة علمانية".
يضيف: "عام 1994 في الخرطوم، تفاوضت حماس مع ياسر عرفات، على نسبة الحركة في المجلس الوطني الفلسطيني للدخول في منظمة التحرير. وفي مارس 2005، فاوضت حماس حركة فتح عبر إعلان القاهرة، للدخول في منظمة التحرير، فضلا عن المشاركة في الانتخابات مع فتح عام 2006، وبذلك تجاوزت الموانع الأيديولوجية لمراعاة مصالحها".
يؤكد الباحث في الأهرام: "حركة حماس لديها براجماتية انتهازية، وهي في وثيقتها الجديدة ترفض أوسلو وما ترتب عليها، لكنها تؤكد على أن وظائف السلطة الفلسطينية تتأسس على حماية الشعب الفلسطيني، رغم أنه لا سلطة في فلسطين دون اتفاق أوسلو".
يختم جمعة: "قد نرى مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل، بعد أن دفعت الحركة وعدلت من صياغة بنود ميثاقها لتقدم نفسها بديلا عن حركة فتح".
فيديو قد يعجبك: