لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أمين "البحوث الإسلامية": عضوية المجمع مفتوحة للسيدات.. والتنظيمات الإرهابية أسرع منا (حوار)

01:27 م السبت 22 أبريل 2017

الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث

حوارــ محمود مصطفى:

قال الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن عضوية المجمع مفتوحة أمام السيدات، إلا أنه لم تتقدم أي سيدة للحصول على العضوية.

وانتقد "عفيفي" في حوار أجراه معه لـ"مصراوي" محاولة البعض تحميل الأزهر فاتورة التطرف، وقال إن الهجوم عليه محاولة لتدمير مصر، مشددا على أن المناهج لا علاقة بينها وبين الإرهاب على الإطلاق، وأن المتطرفين لجأوا لتفجير الكنائس لضرب استقرار المجتمع المصري.

 

وأكد أمين مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر ليس محكمة ولا سلطة منع، ويكتفي بإعلان رأيه في الأفلام والكتب المتطاولة على الثوابت، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تغيير لغة الخطاب الديني وتطوير المناهج الأزهرية والعامة على السواء... وإلى نص الحوار:

- القضية التي تشغل الشارع حاليا، هي تجديد وتطوير الخطاب الديني، فما رأيك في هذا الموضوع؟

الخطاب الديني الحالي يحتاج إلى استحضار التحديات الموجودة على الساحة، فهناك قضايا تحتاج لتصحيح المفاهيم وتوعية الشباب، وتوجد الآن مساحة من تراجع القيم والأخلاق، وجانب المعاملات مهم الآن، ولذلك فلغة الخطاب ينبغي أن تتغير.

- وما دور مجمع البحوث الإسلامية في تطوير الخطاب الديني؟

المجمع له دور مهم في معالجة التحديات الراهنة وتوضيح أمور مثل الجهاد والتكفير والولاء والبراء، وعلاقة المسلمين بالآخر، والتصدي للنظرة الدونية التي تصدرها جماعات التكفير والعنف وترسخ لها في أذهان الناس وتبرر الاعتداءات على الكنائس، ولذلك فنحن نركز على احترام الآخر، وأطلقنا مبادرة "احترام الإنسان".

لغة الخطاب الديني ينبغي أن تتغير.. ونحتاج لإعادة النظر في منظومة التعليم "الأزهري والعام"

وهناك من يفكر بمنطق القطيع، لا يُعمل عقله، وينظر إلى فكر الآخرين نظرة تقديس، وهناك أناس يقدسون أقوال الآخرين أكثر من تقديسهم لكتاب الله، وهذا أمر كارثي، لذلك نحن في حاجة إلى الاستفادة من الفضاء الإلكتروني والتكامل بين المؤسسات حتى لا تتكرر الأدوار.

- كيف ترى جهود المؤسسة الدينية في تجديد الخطاب الديني؟

التحديات أكبر من وتيرة العمل، نظرا لأن الكوارث في الداخل والخارج تحدث باسم الدين، ونحن في حاجة إلى أن نسير بخطى سريعة ووسائل وأساليب جديدة ومفردات غير نمطية، وتدريب وتثقيف القائمين على الخطاب الديني، لأنه يمكن أن نأتي بإنسان ليس لديه قدرة على التعامل مع النصوص، ونطالبه بالتعامل مع الشباب، وجمهور المساجد والمحاضرات أصبح لا يذكر بالنسبة لمن يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك يجب الاهتمام بالفضاء الخارجي.

- هل المؤسسات الدينية ناجحة في المواجهة الفكرية مع التنظيمات الإرهابية؟

الخطى التي تسير بها جماعات الإرهاب والعنف أسرع بكثير من المؤسسات الدينية، نظرا لأن الجماعات تتمتع بإمكانيات عالية وبفضاء لا حدود له، فالإرهاب الآن عابر للقارات، والتقنيات والوسائل والأجهزة التي تقوم على خدمة تلك الجماعات تفوق إمكانات المؤسسات، وهذا لا يمنع أن هناك جهودا للمؤسسات الدينية، ولذلك نحتاج أن نتعامل مع الواقع على الأرض، ومسألة استشعار الرضا مؤشر خطير على مستوى الأشخاص.

- وكيف يواجه المجمع التطرف واستهداف الكنائس؟

المجمع له علاقة قوية بالكنيسة المصرية بجميع طوائفها من خلال بيت العائلة المصرية، ونحن نركز على طرح القيم المشتركة على إدارة الحوار بين الرموز الدينية، وإزالة الحواجز والموروثات القديمة، وأن يتعرف كل منا على الآخر، والتركيز على أن التعددية الدينية مشيئة إلهية، وأن الاختلاف بين الناس اختلاف تنوع، وأن المشتركات بين الناس كثيرة، ونقدم هذه القضايا لمواجهة التعصب والغلو والتطرف، ومواجهة الإقصاء للآخر، وهذه المسائل حينما تكون واضحة في أذهان الرموز الدينية، فإنها تنعكس على الأتباع، ونحن نؤمن بثقافة المواطنة وأن الإسلام سلوك.

- ولكن البعض ينتقد بيت العائلة ويتهمه أنه لا يتحرك إلا بعد حدوث كارثة؟

هذا ليس صحيحا، لأن بيت العائلة له دور تنويري يهدف لتعريف كل طرف بالآخر، ولا يمكن أن ننكر الواقع الذي تعرض له المجتمع المصري، والجهود

التي بذلها بيت العائلة أحدثت نوعا من الوعي المجتمعي، وأود أن أؤكد أن البيت ليس بديلا للمحاكم أو القانون، والمتطرفون حينما شاهدوا حالة الاستقرار التي يمر بها المجتمع المصري، لجأوا إلى تفجير الكنائس.

زرت كنيسة مارجرجس يوم الحادث فأتوا إلينا بالسجاد وأخبرونا باتجاه القبلة لنصلي

- بعض الوفود الأزهرية أقامت الصلاة داخل الكنيسة.. كيف ترى ذلك؟

لا توجد أي مشكلة والصلاة صحيحة، وكثيرا ما صلينا داخل الكنيسة، وحينما زرت كنيسة مارجرجس يوم الحادثة أتوا إلينا بالسجاد، ووجدناهم يعرفون اتجاه القبلة، وهذا يدل على روح التسامح، فالأديان جاءت لإقرار السلام، ولا يمكن أن يخلق المولى عز وجل الناس ويجعلهم يعيشون في حالة عداء، فالإسلام دين عظيم، وبعض الناس أخذ عنه فكرة غير جيدة بسبب السلوكيات التي تصدر من بعض المسلمين، ونحاول الحفاظ على المجتمع من الصور التي ترسخ لثقافة الكراهية.

- ماهي القضايا التي تناقش الآن داخل مجمع البحوث؟

هناك قضايا كثيرة تناقش داخل لجان المجمع، إلا أنه يتم التركيز بشكل أكبر على هموم المواطن ولقمة العيش، وإعادة الأمل للناس وتوعيتهم وتفعيل الانتماء لديهم، لأن هناك جهات وتيارات تحاول أن تستغل وتوظف الأزمات في صالحها، وحينما يتم ترشيد المواطن وتوعيته بالأزمات التي تطرأ على المجتمع، هذا أمر في غاية الأهمية، ولو وقفنا عند قضية معينة أو اختزلنا الجهود فيها، فبهذا نسير في الطريق التي سارت فيه التيارات المتعصبة، ونحن نركز كذلك على كيفية مواجهة الإرهاب، وبحاجة إلى إعادة النظر في منظومة التعليم "الأزهري والعام" في مصر، واستبدالها بأخرى تعالج قضايا المجتمع وتراعي سوق العمل، بدلا من تخريج أجيال من العاطلين.

- لماذا لم يضم مجمع البحوث الإسلامية بين عضويته سيدات؟

لم تتقدم حتى الآن أي سيدة للحصول على عضوية المجمع، ولو تقدمت أي سيدة ستخضع لنفس شروط الانضمام بالنسبة للرجال، فالباب مفتوح لانضمامها.

- كيف ترى الاتهامات الموجهة للمناهج الأزهرية بأنها تحرض على التطرف والإرهاب؟

لا توجد علاقة بين مناهج الأزهر والهجوم على الكنائس، بدليل أن المناهج ليست وليدة اليوم، وتدرس عبر عقود زمنية، ولم نسمع في القرن الماضي، عن شيء مثلما يحدث الآن من محاولات تحميل الأزهر فاتورة الإرهاب.

والبعض يتذرع ببعض الموضوعات التي تم استبعادها، والتي كانت على سبيل التوثيق لآراء قيلت في فترات تاريخية معينة، ولا يمكن أن تقرأ بعقلية الواقع المعاصر، وهناك مقرر آخر سيُعتمد خلال أيام وهو مقرر التربية الإسلامية، يركز على القيم والخلق والعلاقة بالآخر بدءا من المرحلة الابتدائية، مما يدل على مرونة الأزهر، الذي لا يوجد أي مبرر حتى الآن من الهجوم عليه، فالهجوم على الأزهر تدمير لمصر.

- البعض هاجم فكرة المقاهي الثقافية وردد أنها من ابتكار جماعة الإخوان، فما ردك؟

إذا أردت أن تواجه خصما لا بد وأن تفكك عقله، وتعرف الاستراتيجية التي ينطلق منها، ونحن فشلنا حينما تركنا الساحة يرتع فيها من يريد، وفشلنا حينما تركنا مساحات للظلاميين والنفعيين أن يصولوا ويجولوا، فما العيب علينا حينما نحاول أن نستعيد المساحات المفقودة، ونفكر بأبجديات مختلفة وإن بدت للبعض ساذجة، فهي على المدى البعيد ستُثمر، وهذا هو المعترك الحقيقي وهو ليس في المساجد، ولكن في الشارع ووسائل المواصلات.

- كيف يواجه المجمع التطرف في المحافظات الحدودية؟

نعمل على إيجاد لجان للفتوى متحركة، وتوزيع المساعدات في تلك المحافظات خلال القوافل الدعوية، وستزيد تلك القوافل خلال شهر رمضان المقبل، وأهالي المناطق الحدودية لا يغيبون عن اهتماماتنا، حتى لا يكونوا ضحايا للتيارات المتطرفة أو المتشددة التي تحاول تصدر المشهد.

المتطرفون لجأوا لتفجير الكنائس لضرب استقرار المجتمع.. ونحتاج لمواجهتهم في الفضاء الإليكتروني

- بما أننا مقبلين على شهر رمضان.. كيف يواجه المجمع انتشار المصاحف الملونة؟

المجمع لم يصدر على الإطلاق أي تصاريح بالمصاحف الملونة، وما يحدث هو أن بعض دور النشر حصلت على تصريح بطباعة المصحف، ويعهدون بها إلى بعض المتخصصين بتلوين المصحف، كنوع من التسويق أو المساعدة في زيادة نسبة المبيعات، ونحن نتعامل بشكل واضح، لكن الغش والتدليس لا يعبأون بقدسية القرآن، ادعاء منهم أن ذلك لا يؤثر على قدسيته، ونحن نتعامل بحزم مع تلك المسائل، والمصاحف لها رخصة تجدد خمسة سنوات، ونتعاون مع الأجهزة المعنية والرقابة على المصنفات لمواجهة انتشار تلك المصاحف.

- وما حكم القراءة في المصاحف الملونة؟

القراءة صحيحة ليس فيها شيئا، ونحن نتحدث عن جانب استشعار الهيبة واستحضار المعاني.

- لماذا لم نرى حتى الآن أي دور لواعظات الأزهر؟

هن الآن في طور التدريب والتأهيل، ونعد لهن دورات مكثفة نركز فيها على التحديات، كي يخرجن إلى المجتمع بشكل عملي يليق بالأزهر الشريف.

- ما هي أبرز القضايا التي يتم التركيز عليها في الدورات التدريبية؟

علاقة الإيمان بالعمل، والتكفير والجهاد والخلافة وزي المرأة المسلمة، والنقاب الذي هو عادة وليس عبادة، وفقه الواقع وتحديات الوطن.

- هل هناك زي موحد للواعظات؟

بالطبع، وعرضت على الإمام الأكبر أننا بحاجة إلى أن نحدد زيا موحدا لواعظات الأزهر، حتى يكون له سمت كما لعالم الأزهر، وسنخصص جزءا من الراتب الشهري لارتداء الزي، ولا بد أن تلتزم كل واعظة بالزي، ولا مكان لغير الملتزمات.

- هل تم الاستقرار على شكل الزي؟

طالبنا بعض دور الأزياء المتخصصة بتصميمه، ونحن في طور الاختيار، وحددنا أن الزي لا بد أن يراعي الظهور بمظهر لائق، وفي نفس الوقت لا ترتدي الواعظات لون مختلف، والزي سيتوافر به نوع من الشياكة والوقار شكلا ومضمونا.

- هل تم عمل تحريات أمنية حول واعظات الأزهر؟

بالفعل، نحن لا نتحرك إلا من خلال الجهات المختصة، وبالتالي مهم جدا عمل تحريات أمنية، فهذا ميدان خطير ولا بد أن نراقبه باستمرار.

الأزهر ليس محكمة ولا سلطة منع ونكتفي بإعلان رأينا في الأفلام والكتب المتطاولة على الثوابت

- ما هو نطاق عمل الواعظات؟

مدارس البنات وبعض قطاعات وزارة الداخلية في الجانب النسائي ووزارة الشباب والرياضة والثقافة وكل البروتوكولات التي تم توقيعها مع الأجهزة سيكون للواعظات دور بداخلها.

- ما هو دور المجمع في مواجهة الأفلام التي تتطاول على الثوابت؟

الأزهر ليس محكمة، ويعلن رأيه واضحا في الأفلام المتطاولة على الثوابت، وليس له سلطة المنع، وهو الحال بالنسبة للكتب التي تعرض عليه.

- هل الكتب والأفلام التي تطرح في السوق يتم عرضها على المجمع؟

إطلاقا، المجمع لا يتابع الكتب إلا التي يعرض أصحابها مراجعتها. والأعمال التي تعرض علينا نبدي الرأي فيها.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان