الرائد "أبو المعاطي".. قائد "ملحمة الـ20 دقيقة" اصطاد إرهابيين قبل استشهاده
كتب – مصطفى المنشاوي:
في 16 يناير الماضي، هاجمت مجموعة من الإرهابيين يستقلون 3 سيارات دفع رباعي، كمين النقب بمحافظة الوادي الجديد، وتصدى لهم الرائد حازم أسامة أبو المعاطي، ومعه 8 مجندين من أبطال قوات الشرطة البواسل، واشتبكوا معهم لـ20 دقيقة، قبل أن يستشهد الجنود مع قائدهم الذي مارس هوايته في الصيد واصطاد إرهابيين من المهاجمين قبل أن يسلم روحه لخالقها.
"أبو المعاطي" من مواليد منطقة "الورديان" بالإسكندرية، من مواليد عام 1987، وقد تخرج من الشرطة دفعة عام 2008، ولديه طفلان هما "مهند 5 سنوات – وفرح 3 سنوات"، كان من المقرر أن تنتهي خدمته في الوادي الجديد نهاية العام الحالي ليعود مرة أخري لاستلام عمله بالإسكندرية، وكانت آخر زيارة للشهيد لأسرته وأهله قبل استشهاده بـ10 أيام واطمأن علي أولاده في مكالمة هاتفية مع زوجته قبل ساعة من الحادث.
قصة استشهاد البطل
يقول العميد حسام أبو المعاطي، والد الشهيد حازم، إن نجله استشهد في الساعة السابعة والنصف مساء، بعدما اشتبك مع العناصر الإرهابية لمدة 20 دقيقة، ورفض أن يترك موقع الكمين هو وعساكره، وظل يتعامل مع العناصر الإرهابية لآخر قطرة نفس، حتى استشهد ومعه 8آخرين من أبطال الكمين البواسل.
ويضيف: الشهيد دافع عن الكمين بكل بسالة وشجاعة، ونجح في قتل اثنين من العناصر الإرهابية ممن قاموا بالهجوم علي الكمين، كما تعاملت العساكر بشجاعة مع تلك العناصر الإرهابية، التي لا تعرف دينا أو إنسانية، لكن الله أراد أن يستشهدوا في سبيل الدفاع عن مصر وشعبها.
المكالمة الأخيرة
تحدث والد الشهيد حازم، عن الساعات الأخيرة قبل وفاة نجله، وقال إنه اتصل بوالدته في نفس يوم استشهاده، بالإضافة إلي أنه قام بالاتصال بزوجته قبل استشهاده بفترة ليست بكبيرة، ليطمئن عليها وعلي أولاده.
جُثمان البطل في مثواه الأخير
يقول العميد حسام أبو المعاطي والد الشهيد: "عندما أتى جثمان الشهيد من الوادي الجديد إلي الإسكندرية، وقفتُ مرفوع الرأس لأن ابني شهيد وسينتقل إلي الرفيق الأعلى، إلي منازل الشهداء".
وأوضح أنه تمت تأدية صلاة الجنازة على "حازم" بحضور قيادات أمنية وعسكرية وتنفيذية والعشرات من محبي الشهيد، وارتفعت حينها أصوات الهتافات، "لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، القصاص القصاص، الله أكبر، في الجنة ياشهيد".
هواية الصيد عند الشهيد
وكشف والد الشهيد، عن الهويات المفضلة لنجله، وقال إنه كان يُحب أن الصيطاد، وكان يمتلك بندقية رش، يقوم من خلالها بعمليات صيد متنوعة، وكان يقوم بـ "التنشين" علي الأهداف بكل دفة عالية، وكان مميزا في "الرمي"، ونتيجة ذلك قام الشهيد باصطياد عنصرين إرهابيين أثناء الهجوم علي الكمين.
مصر تأخذ ثأر شُهدائها
وعقب مقتل الشهيد والأبطال الثمانية الآخرين في كمين النقب، تشكلت مجموعة عمل مشتركة من قبل القوات المسلحة والشطرة، لرصد والتعامل مع العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة، وبعد توفر المعلومات وعمليات الرصد المتنوعة، استطاعت قوات الأمن بتحديد منطقة تجمع تلك العناصر الإرهابية التي قامت بتلك العملية الغادرة في محافظة أسيوط. وعلي الفور، تم التعامل معهم، وقامت القوات بأخذ ثأر شهداء كمين النقب، لينعم الشهداء بالراحة.
فيديو قد يعجبك: