لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على طريقة "فبراير الأسود".. أساتذة جامعات يحلمون بالهجرة بسبب مصاريف الأبحاث

07:10 م الأربعاء 22 فبراير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - داليا شبل:

لم يكن أحد يتخيل أن الدور الذي قام به الفنان خالد صالح في فيلم "فبراير الأسود"، والذي جسد فيه شخصية دكتور جامعي، قرر أن يترك عمله حالما بالهجرة للخارج لتوفير حياة معيشية كريمة لأسرته، من الممكن أن يصبح واقعا حقيقيا يعيشه أساتذة الجامعات، إلا أنه يبدو أن ارتفاع تكاليف مصاريف نشر الأبحاث وربطها بالترقي، دفعت بالفعل أعضاء هيئة التدريس للتفكير في نفس الحل الذي طرحه الفيلم.

"فكرت كثيراً فى تغيير وظيقتي والعمل بأي وظيفه أخرى أو السفر للخارج".. بهذه العبارة بدأ الدكتور محمد البيلى، الأستاذ بكلية التربية الرياضية، حديثه عن المشاكل التي يعاني منها هو وغيره من الأساتذة للحصول على حقهم في الترقي لتطلبه نشر ما بين 5 أو 8 أبحاث، ما يكلفهم عشرات آلاف الجنيهات.

وينص قانون تنظيم الجامعات الحالي على تحويل عضو هيئة التدريس لوظيفة إدارية إذا تجاوز الفترة المقررة لنشر العدد المحدد له من أبحاث ما بين 5- 8 أبحاث تنشر فى مجلات علمية معتمدة من قبل اللجنة.

وانتقد "البيلي" إجراءات واشتراطات الجامعات لحصول أعضاء هيئة التدريس على ترقياتهم، قائلا: "نشر البحث الفردي في المجلات المحلية ذات التقييم المنخفض (الذي لا يتعدى الـ5 أو 6 درجات)، تصل تكلفته ما بين 600 لـ700 جنيه حسب ورقات النشر، أما في المجلات الدولية المعتمدة ذات التقييم العالي فتتراوح التكلفة ما بين 250 و300 دولار، ما يعادل متوسط 5000 جنيه.

وتابع: إذا أضفنا تكلفة النشر إلى تكلفة تطبيق البحث، بما يشمل تحاليل أو استبيانات وغيره، فمن الممكن أن تصل التكلفة الإجمالية للبحث المنشور محلياً الى أكثر من 2500 جنيه، أما النشر في المجلات الدولية يصل الى 7000 جنيه.

ورأى "البيلى" أن المشكلة الكبرى التى يعانى منها أعضاء هيئات التدريس تتمثل في "ضعف الرواتب والتي تعوق عملهم البحثى"، وقال: "ترقيتي متوقفة على نشر 4 أبحاث، وفى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة أصبح من الصعب أن يكفي المرتب المصاريف الحياتية والأبحاث العملية وتكلفه النشر، هذا بالإضافة الى رسوم دورات تنمية قدرات أعضاء هيئه التدريس التي وصلت لـ250 جنيها لكل دورة، ويشترط الحصول على 6 دورات".

ووصف الدكتور أيمن طه الدكتور بكلية الطب البيطرى جامعة الإسكندرية، ربط الترقيات بالأبحاث العملية بالكوميديا السوداء، وقال لـ"مصراوي": "الحمد لله ترقيت في ميعادي بس بعد ما صرفت دم قلبي وتحويشة عمري على الأبحاث والنشر، والحمد لله زدت 3 جنيهات على الأساسي".

وتابع: "تكلفة الأبحاث ونشرها فى مجلة علمية ذات تقديرات عالية قد تصل إلى 800 دولار، أي ما يعادل 12 ألف جنيه، لبحث لا يتعدى ال 15 ورقه، وبحسبة بسيطة إذا كان الدكتور مطالب بإنجاز 8 أبحاث، إذا سيكون عليه أن يدفع حوالي 120 ألف جنيه".

ويوضح الدكتور خالد سمير، أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس، "القانون وضع حد أقصى للبحث والتدريب 5 سنوات، ويمنح القسم سلطة المد عام آخر، ومن يتخطى تلك المدة من باحثي الماجيستير أو الدكتوراه يحول إلى عمل إداري.

ويتابع: "هناك هيكل معروف ومحدد لأعضاء هيئة التدريس، يعتمد على القوة الاستيعابية للأقسام والجماعات، ويرتبط الترقي فيه على نشر عدد من 5-8 أبحاث دورية يكون هو الباحث الأول بها، والتكلفة لتلك الأبحاث يتحملها الباحث نفسه، وفى ظل الظروف الاقتصادية الحالية لابد أن يكون هناك آلية لرفع تلك المصاريف عن الباحث أو تحمل الجامعة لجزء منها".

فيديو قد يعجبك: